اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ أب ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
تداول نشطاء على منصة 'X' وثائق مسرّبة تفيد بوجود تحركات سرية داخل أروقة الاتحاد الأوروبي لتمويل هياكل مرتبطة بمليشيا الدعم السريع في السودان، وذلك بزعم الحد من تدفقات الهجرة غير الشرعية إلى أوروبا، ما يُثير عاصفة من الجدل الأخلاقي والسياسي حول تورط بروكسل في دعم قوى متمردة مصنفة بانتهاكها لحقوق الإنسان في السودان.
تمويل مقابل ضبط الهجرة.. صفقة مكشوفة
بحسب المعلومات المتداولة، فقد جرت مناقشات داخل البرلمان الأوروبي، بحضور ممثلين عن المفوضية الأوروبية، حول تخصيص أموال مباشرة لحسابات على صلة بـ'الدعم السريع' خلال أكتوبر 2025، وذلك في إطار خطة لاحتواء مسارات الهجرة عبر السودان وشمال إفريقيا.
الخطير في الأمر، حسب النشطاء الحقوقيين، هو أن هذه التحركات تمثل اعترافاً ضمنياً بـ'الحكومة الموازية' التي تقودها قوات الدعم السريع، ما يُعد اختراقًا دبلوماسيًا لجماعات الضغط الإماراتية الناشطة في بروكسل، بحسب نفس المصادر.
86 مليون يورو قد تذهب لمليشيا الدعم السريع
تشير الوثائق إلى أن الاتحاد الأوروبي يستعد لتخصيص ما يصل إلى 86 مليون يورو لصالح كيانات ذات صلة بالدعم السريع خلال الفترة 2025–2026، على أن يتم تمرير هذه الأموال عبر هياكل ومنظمات غير حكومية تتخذ من الإمارات وكينيا مقراً لها، لتفادي الرقابة المباشرة.
سابقة ليبية تتكرر.. حفتر نموذجًا
أعاد هذا الكشف إلى الأذهان برامج تمويل مشابهة سبق أن وُجهت إلى سلطات شرق ليبيا المرتبطة باللواء خليفة حفتر، في إطار ما يُعرف بـ'صندوق الاتحاد الأوروبي لأفريقيا'، وهو ما يضع أداء الاتحاد الأوروبي تجاه أزمات المنطقة تحت مجهر الاتهام الأخلاقي مرة أخرى.
دعم المرتزقة أم محاربة الهجرة؟
وفق ناشطين وخبراء في العلاقات الدولية، فإن استخدام مليشيات مسلحة كأدوات للحد من الهجرة قد يُحقق أهدافًا قصيرة المدى لدول الاتحاد الأوروبي، لكنه يُقوّض الأمن الإقليمي ويشجع المليشيات على الاستقواء بالشرعية الدولية، وهو ما قد ينسحب على نماذج مشابهة في دول الصراع.
هل يتحول السودان إلى ساحة مقايضة سياسية؟
أصبحت قضية اللاجئين السودانيين مصدر قلق أوروبي كبير منذ عام 2015، مع تصاعد الهجرة عبر البحر الأبيض المتوسط. لكن السودان، الذي يعيش حربًا مدمرة منذ أبريل 2023، لا يمكن اعتباره شريكًا أمنياً موثوقًا في ظل سيطرة مليشيات على أجزاء واسعة منه، بحسب تقارير أممية.
بين الصمت الأوروبي والانفجار السوداني
في السودان، تستمر الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في حصد الأرواح، وتفاقم الكارثة الإنسانية، ما يجعل أي دعم خارجي للدعم السريع بمثابة وقود إضافي للصراع، بحسب مراقبين يرون أن التسريبات – إن ثبتت صحتها – تمثل فضيحة سياسية وأخلاقية للاتحاد الأوروبي.
هل يفقد الاتحاد الأوروبي بوصلته في أفريقيا؟
إن تمويل مليشيا متهمة بارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل منظمات دولية مقابل ضبط الهجرة، قد يُسجل في تاريخ الاتحاد الأوروبي كإحدى أكثر المحطات انحرافًا عن القيم التي يدّعي تمثيلها، خصوصًا أن آلاف السودانيين لا يزالون ضحايا مباشرة لتلك المليشيا.