اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٩ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في خطوة اقتصادية جديدة تعكس تزايد الاهتمام العالمي بالاستثمار في قطاع الطاقة السوداني، أعلنت وزارة الطاقة والنفط عن تلقيها عروضاً من عدد من الجهات، بينها مستثمر خليجي وشركتان روسية وسودانية، أبدوا رغبتهم في الدخول في مشروع مصفاة بورتسودان الجديدة، الذي يُعد من أكبر المشاريع الاستراتيجية في شرق السودان.
عروض استثمارية من ثلاث جهات كبرى
وقالت الوزارة في بيان رسمي اليوم الخميس، إن وزير الطاقة والنفط المهندس المعتصم إبراهيم عقد اجتماعاً مهماً مع مديرة المصفاة المهندسة هجوة الشيخ، التي قدمت خلاله تنويراً شاملاً حول المشروع، مبيّنة تفاصيل البنية التحتية المقترحة، والقدرة الإنتاجية للمصفاة، وحجم الاستثمارات المطلوبة لإنجاح المشروع.
وخلال اللقاء، استعرض الوزير العروض الاستثمارية المقدمة، مشيراً إلى أن المستثمر الخليجي أبدى جدية كاملة واستعداداً فعلياً لزيارة موقع المصفاة في مدينة بورتسودان لتقييم المشروع ميدانياً تمهيداً لبدء التنفيذ.
كما كشف عن اهتمام شركتين روسيتين بالانضمام إلى المشروع عبر شراكات فنية وتمويلية، إلى جانب شركة سودانية وطنية أبدت استعدادها للدخول كشريك محلي لتوفير الدعم اللوجستي والفني.
بورتسودان.. مركز الطاقة الجديد في الشرق
ويُعد مشروع مصفاة بورتسودان الجديدة أحد أهم المشاريع التي تراهن عليها الحكومة السودانية لتحقيق الاكتفاء الذاتي من المشتقات النفطية وتقليل الاعتماد على الاستيراد من الخارج، خاصة بعد خروج عدد من المصافي القديمة عن الخدمة بسبب الحرب وتدهور البنية التحتية في مناطق الإنتاج السابقة.
المصفاة الجديدة تقع في موقع استراتيجي يربط البحر الأحمر بالأسواق الداخلية، ما يمنحها ميزة تنافسية كبيرة في عمليات الاستيراد والتصدير، إضافة إلى إمكانية استخدامها كمحطة إقليمية لتكرير النفط الخام وتوزيعه في دول الجوار الأفريقي.
الوزير يؤكد جدية المشروع والدعم الحكومي الكامل
وأكد الوزير المعتصم إبراهيم أن الحكومة السودانية تضع مشروع مصفاة بورتسودان ضمن قائمة أولوياتها الاقتصادية خلال العام المقبل، مشيراً إلى أن الوزارة أعدّت دراسات فنية واقتصادية شاملة، وطرحت المشروع أمام مستثمرين من دول الخليج وروسيا وآسيا لجذب رؤوس أموال أجنبية ضخمة تسهم في إنعاش الاقتصاد الوطني.
وقال الوزير إن “المستثمر الخليجي أبدى اهتماماً بالغاً بالمشروع وأرسل فريقاً فنياً لزيارة السودان قريباً، لتقييم المصفاة على أرض الواقع وبحث إمكانية البدء في التنفيذ خلال الربع الأول من العام المقبل”.
شراكات روسية محتملة
من جانب آخر، أوضحت المهندسة هجوة الشيخ، مديرة المصفاة، أن الشركتين الروسيتين قدمتا مقترحات فنية متقدمة تتضمن إدخال تقنيات حديثة في عمليات التكرير وزيادة كفاءة الإنتاج، إلى جانب استعداد إحداهما لتوفير خطوط تمويل ميسّرة تغطي ما بين 40 إلى 60% من التكلفة الإجمالية للمشروع.
وأضافت أن الشركة السودانية المحلية ستتولى عمليات الدعم اللوجستي وتوفير المواد الخام والمعدات المساندة، مشيرة إلى أن التعاون بين الأطراف الثلاثة سيشكل نواة لتحالف اقتصادي كبير في قطاع الطاقة بالبلاد.
أهمية المشروع للاقتصاد السوداني
يُنظر إلى مصفاة بورتسودان الجديدة كمشروع محوري لإنعاش قطاع النفط السوداني بعد سنوات من التراجع، إذ من المتوقع أن تُسهم في تغطية نسبة كبيرة من الطلب المحلي على البنزين والديزل وغاز الطهي، إلى جانب خلق آلاف فرص العمل المباشرة وغير المباشرة في المنطقة الشرقية.
ويرى مراقبون أن دخول مستثمر خليجي في هذا المشروع يعكس عودة الثقة الدولية في البيئة الاستثمارية بالسودان، لا سيما بعد التحسن النسبي في الأوضاع الأمنية في مدينة بورتسودان وبدء الحكومة خطوات عملية لجذب الاستثمارات الأجنبية.