إسرائيل تتخذ قرارا خطيرا لـ "دفن الدولة الفلسطينية"

متابعات- نبض السودان

أعلن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش، الخميس، المصادقة على خطط بناء مستوطنات جديدة ضمن مشروع E1 المثير للجدل، والذي يهدف إلى فصل القدس الشرقية عن الضفة الغربية المحتلة، في خطوة وصفها بأنها 'دفن نهائي لفكرة إقامة الدولة الفلسطينية'.

المشروع، الذي يربط مستوطنة 'معاليه أدوميم' بالقدس الشرقية، يعتبره المجتمع الدولي انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي، حيث تظل المستوطنات الإسرائيلية في الضفة الغربية والاحتلال العسكري منذ عام 1967 غير شرعيين

كسر التجميد الدولي بعد عقدين من التعطيل

أوضح سموتريتش خلال زيارته للمنطقة، أن 'الخطة كانت مجمدة منذ عام 2012 نتيجة ضغوط واعتراضات من الولايات المتحدة وحلفائها الأوروبيين'، لكنه أكد أن القرار الجديد جاء 'بتنسيق كامل مع رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وأصدقائنا في الولايات المتحدة'.

وأضاف: 'بعد 20 عاماً من التأجيل، نعلن اليوم أن القيد قد كُسر، وأن عملية الربط بين معاليه أدوميم والقدس قد انطلقت'

مليون مستوطن جديد نحو الضفة

شدّد الوزير الإسرائيلي على أن الضفة الغربية 'جزء لا يتجزأ من سيادة إسرائيل' رغم رفض القانون الدولي لذلك، مشيراً إلى أن نتنياهو يدعمه في خطط إدخال 'مليون مستوطن جديد' إلى الضفة.

واعتبر أن المصادقة على خطط البناء في مشروع E1 'تدفن نهائياً فكرة الدولة الفلسطينية، وتأتي ضمن خطوات تعزيز خطة السيادة الفعلية التي تنفذها الحكومة منذ تشكيلها'.

توسع استيطاني ضخم ومعارضة داخلية

إلى جانب إعلان سموتريتش، كشفت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان عن مصادقة السلطات الإسرائيلية على ثلاثة مخططات كبيرة لتوسعة مستوطنة 'معاليه أدوميم'.

وقالت حركة 'السلام الآن' المناهضة للاستيطان إن وزارة الإسكان وافقت على بناء نحو 3300 منزل في المستوطنة، معتبرة أن 'خطة E1 قاتلة لمستقبل إسرائيل ولأي فرصة لحل الدولتين'. وأشارت إلى أن البناء قد يبدأ فعلياً خلال عام إذا استكملت الإجراءات الإدارية المتبقية

المجتمع الدولي: المشروع يقوّض حل الدولتين

ترى الأمم المتحدة ومعظم القوى الدولية أن التوسع الاستيطاني الإسرائيلي يقطع أوصال الأراضي الفلسطينية، ويجعل حل الدولتين أمراً شبه مستحيل.

كما حذرت منظمات حقوقية مثل 'بتسيلم' و'هيومن رايتس ووتش' من أن اعتداءات المستوطنين على الفلسطينيين في الضفة الغربية، بما في ذلك القتل وتدمير المزارع والمنازل وقطع المياه والكهرباء، تمر في الغالب دون أي محاسبة.

إدانات فلسطينية رسمية

وزارة الخارجية الفلسطينية أدانت الخطوة الإسرائيلية ووصفتها بأنها استمرار لمخططات الاحتلال الرامية إلى 'ضرب فرصة إقامة الدولة الفلسطينية وتقسيم الضفة إلى مناطق معزولة يسهل ضمها'. وأكدت أن ما يحدث 'امتداد لجرائم الإبادة والتهجير والضم' وتجسيد لما يسميه نتنياهو بـ'إسرائيل الكبرى'.

الأردن: رفض مطلق للمخطط

الخارجية الأردنية أصدرت بياناً عبّرت فيه عن رفضها الكامل للخطة الاستيطانية، واعتبرتها 'اعتداءً على حق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو 1967 وعاصمتها القدس الشرقية'. كما حذرت من أن هذه السياسات الإسرائيلية تشكل انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي.

مصر: إدانة وتحذير من تداعيات كارثية

الخارجية المصرية بدورها أدانت بأشد العبارات إعلان سموتريتش، معتبرة أن الخطة تمثل 'خطوة جديدة تعكس إصرار الحكومة الإسرائيلية على الاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وتغيير الوضع الديموغرافي في خرق سافر للقانون الدولي وقرارات مجلس الأمن'. وأضافت أن 'التصريحات المتطرفة' لسموتريتش مؤشر على 'الغطرسة الإسرائيلية' التي لن تجلب الأمن أو الاستقرار للمنطقة.

تحذيرات من وهم 'إسرائيل الكبرى'

وجددت القاهرة تحذيرها لإسرائيل من 'الانسياق وراء أوهام تصفية القضية الفلسطينية وتجسيد ما يسمى بإسرائيل الكبرى'، مؤكدة أن هذا السيناريو 'مرفوض ولن يُسمح بتمريره'، فيما تتصاعد المخاوف من أن مشروع E1 قد يكون الحلقة الأخطر في سلسلة مشاريع الاستيطان التي تغيّر الخريطة الجغرافية للضفة الغربية.

سيناريوهات تصعيدية في الأفق

مع المضي قدماً في تنفيذ مشروع E1، تتوقع الأوساط السياسية والحقوقية تصعيداً في التوترات الميدانية بالضفة الغربية، وزيادة في وتيرة العنف بين المستوطنين والفلسطينيين، ما قد يدفع نحو مرحلة جديدة من المواجهات المفتوحة، ويقضي على ما تبقى من أفق سياسي للحل السلمي.