انتفاخ البطن… متى يكون إنذارًا خطيرًا؟

متابعات- نبض السودان

يُعد انتفاخ البطن من المشكلات الشائعة التي يعاني منها كثيرون بعد تناول الطعام، وغالبًا ما يكون السبب مرتبطًا بالنظام الغذائي أو بطء عملية الهضم.

ومع التقدم في العمر، تتباطأ قدرة الجهاز الهضمي على تمرير الطعام من المعدة إلى الأمعاء، ما يؤدي إلى زيادة فرص تراكم الغازات داخل البطن.

لماذا يحدث الانتفاخ؟

يوضح الدكتور كايل ستالر، اختصاصي أمراض الجهاز الهضمي في مستشفى ماساتشوستس العام بجامعة هارفارد، أن بقاء الطعام لفترة طويلة في الجهاز الهضمي يتيح فرصة أكبر لتكوّن الغازات وتراكمها، وهو ما يسبب الشعور بالانتفاخ.

البطن بطبيعته قابل للتمدد ليستوعب كميات الغازات الناتجة عن عملية الهضم، إذ يرتفع الحجاب الحاجز وينقبض جدار البطن للحفاظ على شكله. لكن عندما تزيد كمية الغازات عن الحد الطبيعي، تظهر حالتا الانتفاخ والتمدد، إذ يشعر الشخص بالضغط وعدم الراحة، ويبدو البطن أكبر من المعتاد.

العلاج الأولي والتعامل مع الغازات

عادةً لا يشكل الانتفاخ مشكلة خطيرة، إذ يستطيع الجسم التخلص من الغازات عبر التجشؤ أو نفث الغازات. كما يمكن الاستعانة ببعض الأدوية المتاحة دون وصفة طبية مثل 'Gas-X'، التي تحتوي على مادة السيميثيكون، حيث تساعد على تفتيت فقاعات الغازات. ورغم محدودية الأدلة العلمية حول فعاليتها، إلا أن الكثير من المرضى يجدونها مفيدة.

دور حساسية الأعصاب في الانتفاخ

في بعض الحالات، لا تكون كمية الغازات هي المشكلة، بل رد فعل الجسم تجاهها. بعض الأشخاص ذوي الجهاز العصبي الحساس، خصوصًا مرضى القولون العصبي، قد يتعرضون لخلل في رد الفعل الطبيعي للجهاز الهضمي. إذ ينطلق الحجاب الحاجز إلى الأسفل بينما يرتخي جدار البطن، ما يجعل كميات طبيعية من الغازات كافية للتسبب بالانتفاخ. هنا يمكن أن تفيد تقنيات الارتجاع البيولوجي لإعادة ضبط هذه الاستجابة غير الطبيعية.

الطعام… السبب الأبرز وراء الانتفاخ

الطعام يبقى العامل الأكثر شيوعًا في الإصابة بالانتفاخ. فالجسم قد يواجه صعوبة في هضم بعض أنواع السكريات المعروفة باسم 'فودماب'، وهي سكريات قابلة للتخمر موجودة في القمح والبقوليات والبصل والثوم والفستق والكاجو، إضافة إلى العسل وبعض الفواكه.

هذه السكريات يصعب هضمها، فتتخمر بفعل بكتيريا الأمعاء منتجةً غازات إضافية. كما يواجه بعض الأشخاص صعوبة في هضم اللاكتوز الموجود في الألبان نتيجة نقص إنزيم اللاكتاز.

إلى جانب ذلك، يسبب تناول الأطعمة الغنية بالدهون بطئًا في تفريغ المعدة، ما يزيد فرص الانتفاخ. أما الإمساك المزمن، فهو سبب آخر شائع، إذ يؤدي تراكم الفضلات داخل القولون إلى زيادة الشعور بالضغط والانتفاخ.

الانتفاخ مؤشر لمشكلات صحية أحيانًا

في حال تكرار الانتفاخ أو ترافقه مع أعراض أخرى مثل فقدان الوزن أو الإسهال المزمن أو ظهور دم في البراز، فقد يكون ذلك علامة على أمراض هضمية كامنة، مثل:

كيف تتخلص من الانتفاخ؟

التخلص من الانتفاخ يبدأ بتحديد الأطعمة المسببة له. ينصح الأطباء بتجربة استبعاد منتجات الألبان أولًا، ثم تقليل أو حذف الأطعمة الغنية بفودماب. وفي حال عدم وضوح السبب، يمكن اللجوء إلى اختصاصي تغذية لوضع خطة غذائية دقيقة، عبر نظام إقصائي يستبعد بعض الأطعمة ثم يعيدها تدريجيًا لاكتشاف المسبب.

نصائح عملية لتقليل الانتفاخ

انتفاخ البطن مشكلة مزعجة لكنها غالبًا غير خطيرة، ويمكن السيطرة عليها عبر تعديل النظام الغذائي وضبط العادات اليومية. غير أن استمرار الانتفاخ أو ترافقه مع أعراض غير معتادة يستدعي استشارة الطبيب، لضمان عدم وجود مشكلات صحية كامنة.