اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ أب ٢٠٢٥
تقرير: هاني عثمان
تدهور قطاع التسويق في المؤسسات والشركات في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها البلاد، التي أدت إلى تعطيل البنية التحتية، وتدمير سلاسل الإمداد، وخفض القوة الشرائية للمستهلكين، مما قلل الطلب وزاد الأسعار، وذلك لتوقف الإنتاج الذي أطاح بالتسويق الرقمي والتقليدي.
توقف الإنتاج يهز عرش التسويق
المعارض والمؤتمرات تعد فرصة تسويقية رائعة لعرض المنتجات والخدمات الخاصة، وتوسيع شبكة العملاء والعلاقات التجارية، لكنها توقفت بسبب الحرب وتوقف معها تسويق المنتجات، خاصة وأنها كانت سانحة لتحقيق النجاح في الترويج للصادرات. وللمعارض والمؤتمرات الدولية دور فعال في جمع العديد من الشركات والمؤسسات وعرض المنتجات، وأبرز هذه المعارض التي توقفت معرض الخرطوم الدولي، الذي كان فرصة كبيرة للتواصل مع الشركات المحلية والعالمية ولقاءات خبراء التسويق في التظاهرة العالمية بأرض المعارض ببري، إضافة إلى خروج المعارض المتخصصة من الخدمة مثل معارض الزراعة والصناعة والبناء والتشييد والتكنولوجيا.
غياب المعارض الدولية يطفئ بريق الصادرات
الصحف اليومية والمجلات كان لها دور هام في التسويق من خلال استهداف فئات محددة من الجمهور، وتعزيز الوعي بالعلامة التجارية، وتقديم معلومات مفصلة عن المنتجات أو الخدمات في سياق ثقافي موثوق. وتستفيد الشركات من هذه الوسائل الإعلانية للوصول إلى قراء مهتمين بمواضيع معينة، وتستغل مصداقية الصحيفة أو المجلة لزيادة جاذبية رسائلها التسويقية وتعزيز صورتها لدى الجمهور.
الصحافة الورقية من منصة تسويق إلى غياب كامل
وفي الآونة الأخيرة خرجت كل الصحف السودانية من العمل وتوقفت منذ 15 أبريل 2023م، وأيضًا توقفت الشركات والمصانع والمؤسسات المعلنة بسبب الحرب، وصار التسويق في الصحافة الورقية صفرًا، وهذا جعل المعلنين يتجهون للتسويق عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الصحف الإلكترونية.
أسواق الخرطوم وأمدرمان وليبيا تدخل دائرة الشلل التام
وقال المدير العام لشركة 'منص سوفت' وخبير التسويق الباشمهندس منصور بابكر حامد إن الحرب قلبت السوق رأسًا على عقب وأثرت على التسويق بصورة كبيرة، وتسببت في صعوبات في الترحيل والنقل والطرق المقطعة، وكانت هنالك ندرة في الوقود والتكاليف أصبحت أضعافًا. مبينًا أن الأسواق الكبيرة مثل سوق الخرطوم وسوق أم درمان وسوق ليبيا، التي تعتمد عليها الأسواق، مرت بحالة شلل تام.
انهيار التصنيع وفقدان الجنيه يطيح بالكماليات
وأوضح بابكر أن التصنيع تأثر بشكل كبير بسبب خروج المصانع من دائرة الإنتاج والسوق السوداني، وتوقفت ولم تعمل بالصورة المطلوبة في الخرطوم والجزيرة. مشيرًا إلى أن الجنيه السوداني فقد قيمته، وركز المواطنون على الاحتياجات الضرورية وتركوا الكماليات. وأبان أن التسويق في محاصيل الصادر ضعيف نسبة لتدهور العملة، وأن تضخم الجنيه أثر على العروض التسويقية في الإنتاج الزراعي من بذور ومدخلات الإنتاج، وكلها لها أثر على السوق.
ضعف تسويق المحاصيل بسبب التضخم وتدهور العملة
وأشار المدير العام لشركة 'منص سوفت' إلى أن سوق الإعلان والترويج تأثر في ظل توقف الصحف الورقية التي صارت كلها إلكترونية، لكن أغلبية الجمهور لا يتصفحها، وشبكات الإنترنت لا تغطي كل المناطق، خاصة وأن كل الشركات توجهت للتسويق الإلكتروني الرقمي أو عبر وسائل التواصل الاجتماعي مثل الفيسبوك والواتساب، لكنها لم تكن كافية للتسويق وتوصيل المعلومات لكل الفئات.
التسويق الإلكتروني بين الانتشار المحدود وضعف الثقة
موضحًا أن الثقة بين التجار باتت قليلة، والعقود غير مستمرة ومستقرة في الأسواق الموازية، وعدم ثبات الأسعار من تاجر لآخر. وأضاف أن التسويق في زمن الحرب واجه العديد من الصعوبات وسط فوضى السوق، داعيًا إلى ضبط الأسواق لاستقرار أسعار الصرف لكي تمارس الناس أعمالها في السوق بشفافية.
الفوضى تضرب السوق والعقود غير مستقرة
وقال دكتور صديق الطيب الإعلامي والخبير في التسويق إن قطاع التسويق في السودان تأثر تأثيرًا كليًا وليس جزئيًا، لأنه لا يوجد أي منتج يمكن تسويقه، فكل المصانع والشركات والمنظمات متوقفة تمامًا. حتى في التعليم كانت هنالك دورات تدريبية وكورسات تأهيلية، لأن مجال التسويق مجال واسع يضم التسويق الإلكتروني الرقمي والتقليدي.