اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٠ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
رغم أن رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير هو صاحب فكرة احتلال غزة ومصمم تفاصيلها، إلا أنه وبعد مراجعة شاملة للخطة وتقييم المخاطر، أوصى باستبدالها بخطة بديلة، محذرًا من تهديد حياة المحتجزين الإسرائيليين لدى 'حماس' وخسائر فادحة في صفوف الجيش.
لكن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أصر على إدراج كلمة 'احتلال' في الخطة، قبل أن يستبدلها في اللحظات الأخيرة بكلمة 'سيطرة'، ما يعكس تمسكه بالمسار التصعيدي.
الكابنيت يمنح الجيش فرصة زمنية لتجربة البدائل
منح الكابنيت الإسرائيلي الجيش مهلة شهرين للتحضير، مع السماح بتجربة خطة 'الحصار والقتال والتهجير' دون الدخول في احتلال شامل. هذه الخطوة دفعت الوزير المتطرف بتسلئيل سموترتش للتصريح بأن سياسة نتنياهو لم تتغير، وأنه لا يزال يناور دون حسم المعركة مع 'حماس'، ما يفتح المجال أمام المفاوضات بدل الحسم العسكري.
الخداع العسكري واحتمال استدراج حماس
لا يُستبعد أن يكون الجدول الزمني المعلن جزءًا من تكتيك خداعي، في ظل اعتماد إسرائيل على الحيل الحربية في إدارة الصراع، سواء مع 'حزب الله' أو إيران أو سوريا. هذا الأسلوب قد يكون محاولة لجر 'حماس' إلى مواجهة مدروسة، مع إبقاء عنصر المفاجأة قائمًا.
أهداف نتنياهو الخفية من احتلال غزة
التحليلات تشير إلى أن القرار يخدم أهداف نتنياهو السياسية والشخصية، فهو بحاجة إلى أجواء حرب ملتهبة للحفاظ على تماسك حكومته، إذ إن توقف العمليات سيطلق ضده معركة داخلية تهدف لإسقاطه. خطة الاحتلال بالنسبة له ليست فقط إجراءً عسكريًا، بل ورقة سياسية للبقاء في السلطة.
جذور الخطة واستقالات في القيادة العسكرية
الخطة الأصلية وضعها العميد إيرز فاينر قبل عام أثناء تولي هيرتسي هليفي رئاسة الأركان، لكن الأخير رفض تنفيذها خشية تبعاتها، ما كان أحد أسباب استقالته. اختيار إيال زامير بدلًا منه جاء لتمرير الخطة، إلا أن زامير نفسه تراجع بعد مشاورات مع الضباط الميدانيين الذين حذروا من مخاطرها على المدى العسكري والسياسي.
الخطة البديلة: حصار وتفتيت سيطرة حماس
مع تزايد التحذيرات، طرح زامير خطة بديلة تقوم على حصار ثلاث مناطق رئيسية في غزة، ودفع السكان نحو الجنوب لتشجيع التهجير، مع تنفيذ ضربات مركزة ضد قوات 'حماس' وقضم مناطق سيطرتها دون الدخول في احتلال شامل.
إصرار نتنياهو وتصعيد دعائي
رفض نتنياهو التراجع وأصر على إبقاء مصطلح 'الاحتلال' حاضرًا في الخطاب الرسمي، مستهدفًا الظهور بمظهر القائد القوي الذي يفرض قراراته على الجيش، وكسب ود اليمين المتطرف الذي يسعى لترسيخ أولوية القيادة السياسية على المؤسسة العسكرية.
الأبعاد السياسية والانتخابية
وفق الجدول الزمني للخطة (شهران تحضير، ثلاثة أشهر عمليات، وسنتان للسيطرة الكاملة)، يضمن نتنياهو تمديد بقائه في الحكم، بل ويمتلك ذريعة لتأجيل الانتخابات المقررة في أكتوبر 2026، مستفيدًا من استمرار أجواء الطوارئ.
الموقف الأمريكي واحتمالات التغيير
حاليًا، حصل نتنياهو على ضوء أخضر من واشنطن، حيث قال الرئيس الأمريكي دونالد ترمب له: 'افعل ما تشاء لضرب حماس، لكن امنع وقوع الغزيين في مجاعة'. غير أن هذا الموقف قد يتغير إلى تحذير أو ضغط إذا نجحت الجهود الإسرائيلية والعربية والدولية في التأثير على البيت الأبيض.
ضغط الشارع وتأثير عائلات المحتجزين
المشهد الداخلي في إسرائيل يشهد ضغوطًا متزايدة، إذ وجهت عائلات المحتجزين لدى 'حماس' احتجاجاتها إلى السفارة الأمريكية في تل أبيب، في رسالة مباشرة لواشنطن، ما قد يضعف قدرة نتنياهو على المناورة إذا تصاعدت هذه التحركات.