جبريل باقٍ وتغييرات تطال هؤلاء.. صراع الوزارات يشتعل خلف الكواليس

متابعات- نبض السودان

تشهد أروقة السلطة في السودان حراكًا سياسيًا مكثفًا تقوده رئاسة الوزراء بقيادة الدكتور كامل إدريس، في إطار مشاورات جارية لتشكيل حكومة جديدة، تتخللها تغييرات مرتقبة في الوزارات السيادية، وفي مقدمتها الخارجية والدفاع، فضلًا عن صراع محتدم على الحقائب الاقتصادية، وعلى رأسها وزارة المالية.

استبعاد وزير الخارجية المكلف ومرشح بارز من جبال النوبة

وكشفت مصادر مطلعة لـ 'سودان تربيون' أن رئيس الوزراء قرر استبعاد وزير الخارجية المكلف عمر صديق من التشكيلة الوزارية المرتقبة، رغم أنه لم يمضِ على تعيينه سوى بضعة أسابيع، حيث تولى المنصب مؤقتًا في 30 أبريل الماضي، خلفًا للسفير علي يوسف. وبحسب ذات المصادر، فإن دبلوماسيًا رفيعًا من أبناء جبال النوبة يبرز كأوفر المرشحين حظًا لتولي حقيبة الخارجية.

توافق بين إدريس والجيش حول الملفات السيادية

وأوضحت المصادر أن المشاورات المتعلقة بالوزارات السيادية تُعد من أكثر الملفات تعقيدًا في المفاوضات الجارية، خاصة في ظل تنسيق متزايد بين رئيس الوزراء ونائب القائد العام للجيش بشأن توزيع هذه الوزارات الحساسة. ويبدو أن التوافق بين إدريس والجيش بات واضحًا في ما يخص الملفات السيادية، في مقابل تفاهمات أكثر صعوبة حول الوزارات الخدمية والاقتصادية.

وزارات المالية والنفط والمعادن تحت المجهر

على الجانب الاقتصادي، تهيمن وزارات المالية والمعادن والنفط على طاولة النقاشات، في ظل ضغوط شديدة من أطراف عدة داخل المعادلة السياسية. وتزداد التوترات بسبب وعود سابقة من القائد العام للجيش لقادة الحركات المسلحة التي تقاتل إلى جانبه، بمنحهم ما بين خمس إلى سبع وزارات في الحكومة المرتقبة.

اتجاه للإبقاء على جبريل إبراهيم في وزارة المالية

ورغم حدة الصراع حول الوزارات الاقتصادية، كشفت المصادر عن وجود اتجاه داخل مشاورات رئيس الوزراء للإبقاء على جبريل إبراهيم وزيرًا للمالية، وهو ما يعكس رغبة في الحفاظ على قدر من الاستمرارية في ملفات الاقتصاد المعقدة. إلا أن وزارة المعادن تبدو الأقرب للانتقال من حصة الحركات المسلحة الموقعة على اتفاق جوبا للسلام إلى أطراف أخرى، في ظل إعادة توزيع متوقعة للحقائب بناء على مواقف الحرب والتحالفات العسكرية.

توازنات دقيقة وتحالفات متغيرة

تؤكد المؤشرات أن تشكيل الحكومة المقبلة سيخضع لتوازنات دقيقة، بين الجيش وقوى سياسية وعسكرية متحالفة معه، إلى جانب رئيس الوزراء الذي يحاول الموازنة بين الاستحقاقات السياسية وتحديات المرحلة الراهنة. وتعد قضية تمثيل الحركات المسلحة من أكثر النقاط حساسية، لا سيما وأن عدداً منها يطالب بتنفيذ وعود تتعلق بالمشاركة الواسعة في الحكومة كجزء من استحقاقات السلام.

تعقيدات المشهد السوداني تلقي بظلالها على الحكومة الجديدة

التطورات المتسارعة في المشهد السياسي والعسكري السوداني، في ظل الحرب المستمرة والأزمة الإنسانية المتفاقمة، تجعل من مهمة تشكيل الحكومة الجديدة معقدة، وسط مخاوف من أن تؤدي الخلافات حول توزيع الحقائب، خاصة الاقتصادية منها، إلى إطالة أمد المشاورات أو ولادة حكومة هشة لا تستند إلى توافق حقيقي بين القوى المتصارعة.