رصاص الغدر يخترق صمت المخيم… لاجئون سودانيون في مرمى النار بتشاد

متابعات- نبض السودان

شهد مخيم أبوتنقي للاجئين السودانيين شرقي تشاد حادثة مؤلمة تمثلت في إصابة لاجئين اثنين بجروح خطيرة، إثر إطلاق نار نفذه مسلحون مجهولون خلال محاولتهم نهب محل تجاري داخل المخيم المكتظ بالنازحين.

محاولة نهب تتحول إلى فوضى دموية

بحسب ما نقل موقع 'دارفور24' عن شهود عيان من داخل المخيم، فقد حاولت مجموعة مسلحة اقتحام محل تجاري يقع في قلب المخيم، إلا أن عددا من اللاجئين تصدوا لهم بشجاعة، الأمر الذي دفع المسلحين إلى فتح النار بشكل عشوائي، ما أسفر عن إصابة اثنين من المواطنين بجروح بالغة الخطورة.

نقل المصابين وسط قلق الأهالي

أكد الشهود أن المصابين تم نقلهم على وجه السرعة إلى أحد المراكز الصحية المتواضعة داخل المخيم، وسط حالة من الذعر والخوف بين سكانه، خاصة أن الهجوم لم يكن الأول من نوعه، بل يأتي ضمن سلسلة من الهجمات المتكررة التي يتعرض لها المخيم في ظل هشاشة الوضع الأمني في المنطقة.

تحقيقات مكثفة من قبل السلطات التشادية

باشرت السلطات الأمنية التشادية تحقيقًا عاجلًا وموسعًا لتحديد هوية المسلحين والجهة التي تقف خلف هذا الاعتداء الجريء، وسط دعوات من منظمات المجتمع المدني واللاجئين لتكثيف التواجد الأمني في المخيمات التي أصبحت هدفًا دائمًا للعصابات المسلحة.

مخيم أبوتنقي.. معاناة إنسانية وسط فوضى أمنية

يعد مخيم أبوتنقي من أكبر المخيمات التي تستضيف اللاجئين السودانيين في شرق تشاد، حيث يضم أكثر من 45 ألف أسرة، ويقع على بُعد نحو 27 كيلومترًا جنوب مدينة أدري، ما يجعله عرضة للانكشاف الأمني والنشاط الإجرامي، في ظل ضعف الإمكانيات الأمنية والتواجد الرسمي المحدود.

السطو المسلح.. ظاهرة تتفاقم وسط الصمت

تكررت في الآونة الأخيرة حوادث السطو المسلح والاعتداءات على ممتلكات اللاجئين داخل مخيم أبوتنقي، ما أثار مخاوف متزايدة من انفلات أمني قد يُعرض أرواح المدنيين الهاربين من الحرب في السودان إلى خطر الموت أو الإصابة مجددًا خارج حدود بلادهم.

مطالب عاجلة بتوفير الحماية الدولية

طالب عدد من اللاجئين المنظمات الأممية، وعلى رأسها مفوضية شؤون اللاجئين، بضرورة التحرك العاجل لتأمين المخيمات وتوفير الحماية القانونية والإنسانية لسكانها، مع تشديد الرقابة على مداخل المخيمات ومخارجها، لمنع دخول العناصر المسلحة التي تستغل ضعف الرقابة لترويع الأبرياء.

خطر متزايد على النساء والأطفال

أشار لاجئون داخل المخيم إلى أن النساء والأطفال هم الأكثر عرضة للخطر، لا سيما مع انعدام الإضاءة ليلاً وانتشار الخوف في الأحياء الطرفية من المخيم، ما يعزز الحاجة لتوفير نقاط أمنية ثابتة، ودوريات ليلية تحد من التسلل والاعتداءات.

الواقع الإنساني يزداد تعقيدًا

الحادثة الأخيرة أعادت تسليط الضوء على هشاشة الوضع الإنساني والأمني الذي يعيشه آلاف اللاجئين السودانيين في شرق تشاد، حيث يعانون من انعدام الأمن، ونقص الغذاء، وغياب الخدمات الأساسية، في وقت تتباطأ فيه الاستجابة الدولية بشكل مقلق.

استغاثة من الداخل.. من ينقذ اللاجئين؟

رسائل الاستغاثة تتوالى من داخل مخيم أبوتنقي، واللاجئون يناشدون عبر أصواتهم الضعيفة الجهات المعنية المحلية والدولية لإنقاذهم من مصير بات أكثر غموضًا وتهديدًا، مع تصاعد القلق من أن تتحول المخيمات إلى مساحات للفوضى وبيئة خصبة للجريمة المنظمة