اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
أعلن مطار الخرطوم الدولي قبل قليل عن عودة النشاط الجوي رسميًا بعد توقف دام عامين ونصف العام، عقب هبوط طائرة تابعة لشركة بدر للطيران في مدرج المطار، في حدث تاريخي يمثل إعادة انطلاق حركة الطيران المدني من قلب العاصمة السودانية بعد سنوات من التوقف الكامل بسبب الحرب.
خطوة كبرى نحو تعافي قطاع الطيران السوداني
وقال مطار الخرطوم الدولي في بيان رسمي إن استئناف الرحلات الجوية من وإلى المطار يمثل خطوة محورية في مسار تعافي قطاع الطيران السوداني، مشيرًا إلى أن المرحلة المقبلة ستشهد عودة تدريجية للرحلات الداخلية والخارجية وفق جدول منظم وتحت إشراف كامل من السلطات المختصة. وأكد البيان أن هذه الخطوة تعكس الإرادة الوطنية القوية لإعادة مؤسسات الدولة إلى العمل واستعادة ثقة العالم في قدرات السودان اللوجستية.
عامان ونصف من الصمت الجوي
وكان مطار الخرطوم الدولي قد توقف عن العمل منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وميليشيا الدعم السريع في منتصف عام 2023، بعدما تعرضت منشآته ومبانيه إلى هجمات مكثفة بطائرات مسيرة أدت إلى أضرار جسيمة في البنية التحتية للمطار، شملت برج المراقبة والمدارج ومكاتب التشغيل. ومنذ ذلك التاريخ، ظل المطار مغلقًا بالكامل أمام حركة الطيران المدني والعسكري باستثناء بعض الرحلات الإنسانية المحدودة.
استهداف مباشر للمطار خلال الحرب
وأكد البيان أن المطار كان من أبرز الأهداف الاستراتيجية التي تعرضت للهجوم خلال الحرب، نظرًا لموقعه الجغرافي الحساس في وسط العاصمة الخرطوم. وقد شهد المطار استهدافًا بطائرات مسيرة أمس الثلاثاء وصباح اليوم قبل ساعات من إعلان إعادة تشغيله، دون وقوع خسائر بشرية، فيما أكدت إدارة المطار أن جميع الأضرار الطفيفة تمت معالجتها فورًا بواسطة فرق الصيانة الفنية التابعة لهيئة الطيران المدني.
الجيش يعيد السيطرة ويطلق مرحلة الإعمار
وبحسب مصادر حكومية، فإن استعادة الجيش السوداني السيطرة الكاملة على العاصمة الخرطوم في وقت سابق من هذا العام كان الشرط الأساسي لإعادة تشغيل المطار. وجاءت عملية ترميم وتشغيل المطار ضمن أولويات الحكومة التي يقودها الجيش بهدف إرسال رسالة واضحة للعالم بأن الدولة السودانية استعادت زمام المبادرة وأن الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها في المناطق الواقعة تحت سيطرتها.
إشارة رمزية إلى عودة الدولة للعمل المؤسسي
ويرى محللون أن إعادة افتتاح مطار الخرطوم الدولي تحمل دلالات رمزية عميقة تتجاوز الجانب الخدمي، إذ تمثل رسالة بأن مؤسسات الدولة السودانية قادرة على التعافي من آثار الحرب. كما يُتوقع أن يسهم تشغيل المطار تدريجيًا في إنعاش الاقتصاد الوطني وتنشيط حركة النقل والتجارة والسياحة، إضافة إلى تسهيل عودة آلاف العالقين بالخارج.
بدر للطيران في طليعة المشهد الوطني
وتعد شركة بدر للطيران أول ناقل وطني يستأنف رحلاته من مطار الخرطوم الدولي، في بادرة تعكس دورها الريادي في دعم الاستقرار الوطني والمساهمة في إعادة ربط السودان بالعالم الخارجي. وأشادت إدارة المطار بشجاعة طاقم الطائرة واحترافيتهم العالية في تنفيذ أول هبوط رسمي منذ إغلاق المطار، مؤكدة أن بدر للطيران تمثل نموذجًا في الوطنية والمهنية.
خطة تدريجية لاستعادة الرحلات الدولية
وأوضحت إدارة المطار أن المرحلة القادمة ستشهد جدولة دقيقة للرحلات الجوية تشمل أولًا الخطوط الداخلية نحو بورتسودان، الأبيض، دنقلا، نيالا، على أن يتم لاحقًا فتح الخطوط الإقليمية والدولية تدريجيًا بالتنسيق مع منظمة الطيران المدني الدولي (الإيكاو) لضمان استيفاء جميع معايير السلامة والأمن.
فرحة عارمة في أوساط المواطنين
شهدت العاصمة الخرطوم فرحة واسعة بين المواطنين عقب إعلان استئناف الرحلات الجوية، حيث تداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صور الطائرة الأولى وهي تهبط على مدرج المطار وسط استقبال رسمي من هيئة الطيران المدني وعدد من المسؤولين العسكريين والإداريين. واعتبر كثيرون الحدث بداية مرحلة جديدة نحو عودة الحياة الطبيعية في العاصمة.


























