اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٧ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت صحيفة معاريف الإسرائيلية عن حالة من القلق المتصاعد داخل الأوساط الأمنية والعسكرية في إسرائيل إزاء ما وصفته بـ'التعاظم الهائل' في قدرات الجيش المصري، وخرق واضح وصريح لبنود اتفاقية السلام الموقعة بين البلدين.
وأفادت الصحيفة، الأكثر انتشارًا في إسرائيل، بأن مصر تبني قوة عسكرية ضخمة داخل سيناء، وصلت إلى أربعة أضعاف الحد المسموح به حسب اتفاق كامب ديفيد.
تصعيد دبلوماسي وغياب السفراء
وبحسب الصحيفة العبرية، فإن العلاقات بين تل أبيب والقاهرة وصلت إلى أدنى مستوياتها منذ سنوات، لا سيما عقب اندلاع الحرب في قطاع غزة، إذ امتنعت مصر عن إرسال سفير إلى إسرائيل، ما دفع الأخيرة للرد بالمثل، في مشهد يعكس تدهورًا دبلوماسيًا غير مسبوق.
خبير عسكري إسرائيلي: مصر تخلّت عن السلام فعليًا
قال اللواء احتياط في الجيش الإسرائيلي إسحاق بريك، وهو خبير استراتيجي بارز، إن مصر 'تخلت فعليًا عن اتفاقية السلام مع إسرائيل' دون أن تعلن ذلك بشكل مباشر، وبدأت في بناء علاقات وثيقة مع دول تعتبر أعداء لإسرائيل، بما في ذلك صفقات أسلحة ومناورات عسكرية مشتركة.
وأضاف بريك أن الجيش المصري أصبح اليوم الأقوى في الشرق الأوسط، وأن إسرائيل عاجزة عن الرد عسكريًا في حال اندلاع حرب بين البلدين، مؤكدًا أن هذا الواقع يتم تجاهله من قبل المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، التي 'تعيش على الأوهام والمعجزات'، بحسب تعبيره.
تآكل القدرات العسكرية الإسرائيلية
وأشار بريك إلى أن الجيش الإسرائيلي شهد خلال العقدين الماضيين تقليصًا واسعًا في قواته، شمل ست فرق قتالية وآلاف الدبابات و50% من سرايا المدفعية وألوية المشاة ووحدات الهندسة، إضافة إلى انخفاض حاد في عدد المجندين النظاميين بسبب تقليص مدة الخدمة الإلزامية. ونتيجة لذلك، لم يعد الجيش الإسرائيلي قادرًا – وفق قوله – على الانتشار بشكل كافٍ على الحدود المصرية أو التصدي لأي هجوم محتمل من الجانب المصري.
توسع غير مسبوق في القدرات المصرية
وأكد الخبير الإسرائيلي أن الجيش المصري شهد نموًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، تمثل في زيادة القوة البشرية بنسبة 30%، وتوسيع كبير في البنية التحتية العسكرية، حيث ارتفعت المساحة المخصصة لتخزين الدبابات والمدفعية والمعدات من 300 ألف متر مربع إلى 2.5 مليون متر مربع.
اتهامات بتحضير أسلحة غير تقليدية
وأضاف بريك أن مصر تعمل – بحسب تقارير استخباراتية – على تجهيز أسلحة كيميائية وبيولوجية، في مصنع جديد يمكن رصده عبر صور الأقمار الصناعية، ما يعكس – حسب زعمه – استعدادات استراتيجية بعيدة المدى للجيش المصري.
خروقات خطيرة في سيناء
وفيما يتعلق بسيناء، زعم بريك أن اتفاقية كامب ديفيد كانت تسمح لمصر بنشر فرقة ميكانيكية واحدة بالإضافة إلى لواء دبابات، بمجموع 47 كتيبة و300 دبابة، داخل نطاق لا يتجاوز 60 كيلومترًا من قناة السويس، إلا أن مصر تجاوزت ذلك إلى حد وجود 180 كتيبة، أي نحو أربع فرق كاملة منتشرة في عمق سيناء، بما يشمل مناطق العريش ورفح، بالمخالفة الصريحة للاتفاقية.
طرق ومخابئ ومهابط للطائرات
وأشار بريك إلى أن مصر تُجري عمليات تطوير متسارعة في سيناء تشمل رصف طرق عسكرية، وبناء مخابئ لتخزين الوقود والذخيرة والطعام، وإنشاء مهابط لطائرات الهليكوبتر، وهي مؤشرات وصفها بأنها استعدادات لحرب محتملة ضد إسرائيل.
خلل استخباراتي خطير في التعامل مع مصر
انتقد بريك بشدة ضعف التغطية الاستخباراتية الإسرائيلية تجاه مصر، موضحًا أن تحليل الجيش الإسرائيلي يركز على 'نوايا العدو' بدلًا من 'الإمكانات العسكرية'، مشيرًا إلى أن من يتولى مراقبة سيناء وغرب قناة السويس هم فقط 12 موظفًا مدنيًا دون أي تدريب عسكري حقيقي، ما أدى إلى غياب شبه تام عن تحركات الجيش المصري.
مصانع عسكرية مجهولة في سيناء
لفت الخبير إلى وجود مصانع عسكرية جديدة داخل سيناء تابعة للجيش المصري، دون أي معرفة مسبقة أو تغطية استخباراتية لدى الجيش الإسرائيلي، معتبرًا أن ما يجري من توسع وتسليح 'مخيف'، في ظل جهل تام لدى المؤسسة العسكرية الإسرائيلية.
تشكيك في فعالية 'ردع سد أسوان'
وختم بريك هجومه بالتشكيك في استراتيجية الردع الإسرائيلية القائلة بإمكانية تدمير سد أسوان في حال اندلاع حرب، واصفًا هذه الفرضية بأنها 'وهم وخيال لا أساس له'، ولن يردع مصر عن اتخاذ قرار استراتيجي بالمواجهة العسكرية إذا رغبت بذلك.