اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٤ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
نفذت السلطات الإيرانية عملية أمنية خاصة خارج حدود البلاد وصفت بالخاطفة، استهدفت أحد أبرز الأذرع الإعلامية لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وأسفرت عن القبض على مسؤول حساب 'نتنياهو' الناطق بالفارسية على مواقع التواصل الاجتماعي، ونقله إلى داخل الأراضي الإيرانية، في خطوة وُصفت بأنها تصعيد نوعي في ساحة الصراع السيبراني بين إيران وإسرائيل.
السيطرة على الحساب وتحويله لأداة دعائية
وبحسب ما أوردته وسائل إعلام إيرانية، فإن العملية لم تتوقف عند القبض على الشخص المستهدف، بل امتدت إلى السيطرة الكاملة على الحساب ذاته، والذي يحظى بمتابعة واسعة من قبل الناطقين بالفارسية في إيران وخارجها. وأشارت المصادر إلى أن أجهزة الأمن الإيرانية تولت إدارة الحساب، وبدأت بنشر محتويات موجهة تهدف إلى 'فضح الأكاذيب الإسرائيلية' وكشف ما وصفته بـ'الحرب النفسية التي تمارسها تل أبيب ضد طهران'.
مواجهة الحملات الإعلامية الإسرائيلية
العملية جاءت في سياق ما اعتبرته إيران مواجهة مباشرة للهجمات الإعلامية الإسرائيلية المتواصلة، التي تستهدف الداخل الإيراني عبر الفضاء الإلكتروني، لا سيما من خلال منصات التواصل الاجتماعي. وتؤكد طهران أن هذه الحملات الإعلامية تسعى إلى زعزعة استقرارها الداخلي والتأثير على وعي الشارع الإيراني، لا سيما الشباب، من خلال المحتوى الدعائي الذي يتقمص طابعا تحريضيا.
صمت رسمي إسرائيلي ومتابعة أمنية
ورغم أن الإعلام الإيراني أبرز العملية كـ'إنجاز أمني نوعي'، فإن الجهات الرسمية الإسرائيلية لم تصدر بعد أي تعليق رسمي على ما تم تداوله. غير أن تقارير صحفية تحدثت عن حالة من الاستنفار داخل الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، التي تتابع التطورات عن كثب، وتحاول التحقق من تفاصيل العملية، ومسارات الاختراق، وطبيعة الشخص الذي تم اعتقاله.
تصعيد في الحرب السيبرانية بين البلدين
العملية تُعد حلقة جديدة في سلسلة من المواجهات السيبرانية المعقدة والمستمرة بين طهران وتل أبيب، والتي تشمل هجمات اختراق إلكترونية متبادلة، وعمليات تجسس، وحملات دعائية مدروسة. وتزايدت وتيرة هذا الصراع غير المعلن خلال السنوات الأخيرة، في ظل اتساع رقعة المواجهة بين الطرفين لتشمل الفضاء الافتراضي، بعد أن تجاوزت العمليات التقليدية الحدود الجغرافية والميدانية.
عمليات سابقة ضمن السياق ذاته
ولا تعد هذه العملية هي الأولى من نوعها، فقد سبق أن تباهت إيران بعمليات مماثلة استهدفت معارضين ومؤثرين رقميين تتهمهم بالتعامل مع إسرائيل أو الترويج لأجندات غربية. ويبدو أن العملية الأخيرة جزء من سياسة ممنهجة تهدف إلى تقويض النفوذ الرقمي الإسرائيلي في الفضاء الفارسي، وردع من تسميهم طهران بـ'أدوات العدو'.
الرأي العام كجبهة مواجهة مركزية
في خضم الحروب الإلكترونية والدعائية، بات الرأي العام أحد أبرز ساحات المعركة بين إيران وإسرائيل. وتحرص طهران على إحكام قبضتها المعلوماتية على الجمهور الإيراني، في مقابل اتهامات متبادلة بين الطرفين بمحاولة قلب الحقائق والتأثير على القناعات السياسية والمجتمعية، سواء من خلال الترويج لنجاحات ميدانية أو التشكيك في مؤسسات الحكم.
الحساب.. من الهجوم إلى الدفاع
الحساب المستهدف، والذي كان يُدار بأسلوب هجومي شديد اللهجة ضد القيادة الإيرانية، تحول بعد السيطرة عليه إلى منصة دعائية معاكسة. وبدأت تظهر عليه منشورات تهاجم إسرائيل، وتبرز وجهة النظر الإيرانية في ملفات المنطقة، وتتهم نتنياهو بـ'نشر الفوضى من خلال منصات التواصل'. ويُتوقع أن يستمر استخدام الحساب كأداة ضغط نفسي ودعائي في المرحلة القادمة.
اختراق إستراتيجي أم مغامرة أمنية؟
العملية تطرح تساؤلات حول مدى قدرة إيران على تنفيذ عمليات استخباراتية بهذا المستوى خارج حدودها، في ظل تضييق أمني واسع النطاق تفرضه العديد من الدول. ويصفها البعض بـ'اختراق إستراتيجي' إن ثبتت كل تفاصيلها، بينما يرى آخرون أنها مغامرة أمنية قد تفتح الباب لتصعيد غير محسوب بين الطرفين، خصوصًا في المجال السيبراني.
رسائل مزدوجة لإسرائيل والمجتمع الدولي
تحمل العملية دلالات واضحة موجهة لإسرائيل مفادها أن الرد الإيراني لم يعد مقتصرًا على الداخل، بل يمتد لملاحقة خصومها حتى في العالم الرقمي العابر للحدود. كما تسعى إيران، وفق محللين، إلى توجيه رسالة للمجتمع الدولي بأنها تملك زمام السيطرة على فضائها المعلوماتي، وقادرة على مواجهة ما تعتبره 'حربًا ناعمة' تستهدف نظامها السياسي.