اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في خطوة ثورية قد تغيّر حياة الملايين حول العالم، كشف فريق من العلماء عن اكتشاف طبيعي رائد يُعيد نمو الشعر بشكل فعّال دون الحاجة إلى تدخلات جراحية أو استخدام أدوية كيميائية. هذا الإنجاز العلمي، الذي نُشر مؤخرًا في دورية Stem Cell Research & Therapy، يفتح آفاقًا جديدة في علاج الصلع الوراثي، الذي يُعد أكثر أنواع تساقط الشعر شيوعًا.
آلية النمو.. كشف الأنظمة الجزيئية المحفّزة للشعر
تمكن العلماء من تحديد خمسة أنظمة جزيئية رئيسية داخل الجسم تتحكم بشكل مباشر في نمو الشعر. وأشار الباحثون إلى أن الخلل في التواصل بين هذه الأنظمة هو السبب الرئيسي لدخول بصيلات الشعر في حالة من 'السكون'، حيث تتوقف عن إنتاج الشعر دون أن تموت.
وبحسب ما نقلته صحيفة Times of India عن الدراسة، فإن هذه البصيلات يمكن تحفيزها مجددًا بمجرد إصلاح الخلل في إشارات الاتصال البيولوجي، ما يُمكّن من إعادة تنشيطها وإطلاق عملية النمو الطبيعي مرة أخرى.
بصيص أمل جديد لمرضى الصلع الوراثي
يُقدم هذا الاكتشاف أملاً حقيقيًا للأشخاص الذين يعانون من الصلع الوراثي، وهي الحالة التي كان يُعتقد سابقًا أنها لا رجعة فيها. فبدلاً من مجرد إبطاء تساقط الشعر أو إخفاء ملامح الصلع بمستحضرات التجميل، تُقدم هذه التقنية الجديدة إمكانية تجديد الشعر نفسه على المستوى الخلوي.
وقد أظهرت الدراسة أن البصيلات لا تتلف نهائيًا، بل تدخل في سبات طويل الأمد، ويمكن بوسائل معينة إعادة تحفيزها لإنتاج الشعر مجددًا.
بروتينات الإشارة والخلايا الجذعية في قلب الحل
أحد المحاور الأساسية في هذا الاكتشاف هو دور الخلايا الجذعية وبروتينات الإشارة، التي وُجد أنها تلعب دورًا محوريًا في تحفيز وتنشيط بصيلات الشعر. ومن خلال استهداف هذه البروتينات بعلاجات موجهة، يُمكن تحقيق نتائج طبيعية وفعّالة دون أية تدخلات جراحية.
مميزات الابتكار الجديد: بدون أدوية أو عمليات
أحد أبرز ما يميز هذا الاكتشاف هو أنه يعتمد على طرق طبيعية تعمل في صلب النظام البيولوجي للجسم. وبعيدًا عن الأدوية التقليدية التي قد تحمل آثارًا جانبية أو العمليات المكلفة والمؤلمة مثل زراعة الشعر، تُقدم هذه التقنية بديلاً آمنًا وأكثر استدامة.
كما أن العلاجات المستقبلية التي قد تنبثق من هذا الاكتشاف ستكون مصممة خصيصًا بناءً على الخصائص الجينية والهرمونية لكل فرد، مما يُعزز من دقة النتائج ويقلل من احتمالات الفشل.
طرق محتملة لتحفيز نمو الشعر
أوردت الدراسة عدة آليات محتملة لإعادة تنشيط بصيلات الشعر الخاملة، من بينها:
ويُشير الباحثون إلى أن هذه الأساليب مجتمعة قد تؤدي إلى علاج طبيعي مستقبلي للصلع الوراثي، يتم تطويره باستخدام التكنولوجيا الحيوية.
نتائج أولية مشجعة واختبارات على البشر قريبًا
أظهرت الاختبارات المعملية على الحيوانات نتائج واعدة، إذ تمت ملاحظة تحفيز فعلي لبصيلات الشعر وبدء إنتاج شعر جديد. ويأمل الفريق البحثي في البدء بتجارب سريرية على البشر خلال العامين القادمين، ما قد يُمهّد لتوفر علاج ثوري بحلول نهاية العقد الحالي.
عكس المفاهيم التقليدية حول تساقط الشعر
أحد الجوانب المذهلة في هذا الاكتشاف أنه يُعيد صياغة الفهم العلمي للصلع الوراثي، حيث لم يعد يُنظر إلى تساقط الشعر كخسارة دائمة، بل كعملية مؤقتة قابلة للعكس عبر إعادة تفعيل الاتصال الجزيئي الداخلي.
هذا المفهوم الجديد يفتح الباب لعصر جديد من العلاجات الشخصية، حيث يُمكن لكل مريض أن يحصل على خطة علاجية تناسب حالته الوراثية والهرمونية بدقة متناهية.
مستقبل علاجات الشعر.. تقني وطبيعي
من خلال دمج التكنولوجيا الحيوية مع فهم أعمق للأنظمة الجزيئية داخل الجسم، يسير العلماء نحو تطوير حلول طبيعية بالكامل تُعيد نمو الشعر من دون اللجوء إلى زراعة أو مستحضرات كيميائية. وقد يشهد المستقبل القريب أساليب جديدة تستهدف الخلايا الجذعية بطرق غير جراحية لإحياء الشعر بطريقة طبيعية وآمنة.
أهمية الاكتشاف في المجال الطبي والجمالي
لا يُعد هذا الاكتشاف مهمًا فقط من الناحية الجمالية أو النفسية، بل له أبعاد طبية أوسع، إذ يعزز من قدرة العلماء على فهم التواصل الجزيئي داخل الجسم ويُفتح بابًا جديدًا لعلاجات أخرى قائمة على نفس المنهج.
كما يُشكل دفعة قوية في أبحاث التجميل غير الجراحية، والتي تُعد من أسرع المجالات نموًا في الطب الحديث.