اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١٦ تموز ٢٠٢٥
الظافر: كيف نقنع العالم بحكم مدني ونحن نطفئ الأنوار على الإعلام؟
سبعون يوماً مرّت، ونحن كقنوات فضائية محبوسون داخل مكاتبنا في مدينة بورتسودان، مقر الحكومة المدنية الانتقالية”، يقول عبدالباقي الظافر، مراسل قناة الجزيرة، متسائلًا: “كيف نقنع العالم بأننا دخلنا عهدًا جديدًا، في وقتٍ يُمنع فيه الإعلام من أداء أبسط أدواره؟”
ويتابع الظافر في تدوينة وفقا لـ الراي السوداني الثلاثاء: “منذ وصولي إلى بورتسودان لم يُسمح لنا – كقنوات فضائية – بحرية التجوال أو التغطية الحيّة خارج المكاتب، وكأننا في منطقة محظورة إعلامياً، لا في عاصمة السلطة المدنية المفترضة. يتم حصر العمل الإعلامي في نطاق ضيق، ولا يُسمح بالخروج إلا بإذن مُسبق لا يأتي”.
“أعجز عن تفسير هذا التقييد”، يقول الظافر، “لكن ما أعلمه جيدًا أن حرية الإعلام ليست ترفًا، بل واحدة من أعمدة الحكم المدني الرشيد. ومن يظن أن البيانات الرسمية، المعلبة والمختومة بخاتم الوكالة، كافية لبناء الثقة وإقناع الرأي العام، فهو مخطئ وبعيد عن الواقع”.
وفي مفارقة لافتة، يستدعي الظافر الذاكرة القريبة: “تحت ظل حكم الإنقاذ الشمولي، كنا نتحرك بحرية نسبية، ننقل صوت الشارع السوداني خلال أيام الثورة. المفارقة المؤلمة أن اليوم، في ظل حكومة مدنية جاءت من رحم ذلك الحراك الشعبي، نجد أنفسنا أكثر تقييدًا وأقل قدرة على ممارسة المهنة”.
ويختم الظافر حديثه برسالة مباشرة إلى صناع القرار في الحكومة: “إن استمرار هذه الحالة من التعتيم والتضييق لا يسيء فقط للإعلام، بل يضعف صورة الحكومة المدنية أمام الداخل والخارج. ارفعوا هذه القيود قبل أن تهجر الكاميرات المدينة.. إلى الأبد”.