اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣ أب ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تداول ناشطون على وسائل التواصل الاجتماعي صورًا حديثة من داخل استاد الخرطوم الدولي، تُظهر حجم الدمار والخراب الذي لحق بواحدة من أبرز وأعرق المنشآت الرياضية في البلاد، وذلك بعد أن استُغل الاستاد كمقر لتمركز قوات الدعم السريع خلال فترة وجودها بولاية الخرطوم.
صور تُظهر دمارًا واسعًا في استاد الخرطوم
الصور التي حصلت عليها منصة السودان، أظهرت أضرارًا جسيمة طالت الملعب الرئيسي، إلى جانب تهشيم الزجاج الخارجي للمقصورة الرئيسية، وتخريب كبير طال مرافق مختلفة بالاستاد، بما في ذلك مساطب المشجعين وغرف تبديل الملابس الخاصة باللاعبين.
الدمار لم يكن مجرد أثر جانبي، بل بدا واضحًا أن الاستاد الذي كان يُعد رمزًا رياضيًا وتاريخيًا للوطن، تحول إلى نقطة اشتباك وتمركز عسكري، ما جعله يدفع الثمن الباهظ من بنيته التحتية وأهميته الرمزية.
استاد الخرطوم.. تاريخ تحوّل إلى أطلال
يُعد استاد الخرطوم من أقدم الملاعب في القارة الإفريقية، وسبق له أن استضاف بطولات قارية وأحداث رياضية مهمة، أبرزها بطولة كأس الأمم الإفريقية عام 1957. كما ظل على مدى عقود منبرًا لمباريات القمة بين الهلال والمريخ، ومقرًا لمباريات المنتخب السوداني.
تحوله إلى منطقة عسكرية خلال الصراع، ووقوعه في قلب الخرطوم التي شهدت معارك عنيفة، جعله هدفًا مباشرًا للخراب والتخريب، وسط غياب كامل للرقابة والصيانة.
تضرر كبير ينتظر جهود إعادة التأهيل
الصور التي تم تداولها لم تقتصر على مشاهد من أرضية الملعب، بل شملت مقصورات الشخصيات الرسمية، المدرجات، المرافق الصحية، ومكاتب الإدارة. وبدا أن إعادة الاستاد إلى حالته الطبيعية سيتطلب جهودًا مالية وهندسية ضخمة، بالإضافة إلى غطاء سياسي وأمني يسمح بانطلاق عمليات الترميم.
مرحلة الصيانة المنتظرة
وبحسب المعلومات الأولية، فإنه من المتوقع أن تبدأ في الفترة المقبلة أعمال صيانة وتأهيل لاستاد الخرطوم، في محاولة لإعادة الحياة إلى هذا الصرح الذي يعاني اليوم من صدمة كبيرة، انعكاسًا مباشرًا للحرب التي عصفت بالبنية التحتية للعاصمة، دون أن تفرق بين منشأة مدنية أو رياضية أو خدمية.
صدمة في الشارع الرياضي
ردود الفعل على الصور كانت حزينة وغاضبة في آن واحد. عبّر كثير من الرياضيين والمواطنين عن أسفهم الشديد لما آل إليه حال أحد أبرز المعالم الرياضية في السودان، مطالبين بضرورة التحرك السريع لإعادة تأهيله، وتوثيق ما حدث فيه كجزء من الذاكرة الوطنية لما جرى للعاصمة.
وأشار رياضيون إلى أن الخراب الذي طال الاستاد يُعبّر عن حجم التدهور الذي أصاب البلاد في كل القطاعات، بما في ذلك الرياضة التي لطالما كانت وسيلة لتوحيد الصفوف، لكنها اليوم باتت شاهدة على الانقسام والدمار.