اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ تشرين الثاني ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تناول الكاتب مارك شامبيون في مقال له بعنوان 'حرب السودان تُنذر بفوضى عالمية جديدة'، كيف تحولت الحرب الدائرة في السودان إلى ساحة تتقاطع فيها مصالح إقليمية ودولية في ظل تراجع القدرة على الوصول إلى تسوية سياسية شاملة.
يشير شامبيون إلى أنه منذ اندلاع الحرب في السودان عام 2023، تحولت البلاد إلى واحدة من أكبر ساحات النزاع المفتوحة في المنطقة بأسرها، وسط انهيار شبه كامل لمؤسسات الدولة وخروج أجزاء واسعة من المدن الكبرى عن السيطرة الفعلية.
الصراع على الذهب والنفوذ
تلفت تقارير دولية إلى أن تداعيات هذه الحرب قد تجاوزت الأبعاد العسكرية المباشرة لتشمل مستويات واسعة من النزوح والجوع وانهيار البنى التحتية الصحية والإدارية، ما جعل السودان من أكثر بؤر الأزمات الإنسانية حدة في العالم حالياً.
ويشير الكاتب إلى أن هذا الصراع لا يمكن فهمه بمعزل عن الأدوار المعقدة للقوى الإقليمية والدولية التي تتقاطع مصالحها في منطقة القرن الأفريقي، وأن هذا التنافس يشبه في طبيعته ممارسات استعمارية جديدة، حيث تتنافس هذه القوى على النفوذ والسيطرة على الموارد الحيوية داخل السودان.
دولة خليجية الفاعل الأكثر تأثيراً: تمويل الذهب الرسمي ودعم المليشيا
يقول مارك شامبيون إن دولة خليجية ، رغم نفيها الرسمي المتكرر، تُعدّ الفاعل الأكثر تأثيراً في مسار النزاع الدائر، وذلك من خلال دورها المزدوج المتمثل في دعم وتمويل وتسليح مليشيا الدعم السريع بقيادة حميدتي.
وتشير بيانات البنك المركزي السوداني إلى أن نحو سبعة وتسعين في المئة من صادرات الذهب الرسمية لعام 2024 قد ذهبت إلى لهذه الدولة، في حين ينتج السودان كميات إضافية غير مسجلة تقوم مليشيا الدعم السريع باستخراجها وبيعها، وغالباً ما ينتهي جزء كبير منها في السوق الإماراتية.
geopolitical أطراف خفية ومصالح متنافسة: البحر الأحمر والملف الأمني الإقليمي
يضيف الكاتب أن كلاً من السعودية وقطر ومصر حاضرة أيضاً في المشهد بدرجات متفاوتة من التأثير، مدفوعة بمصالح أساسية تتعلق بالأمن الإقليمي، والاستثمارات الزراعية الكبيرة، والسيطرة على موانئ البحر الأحمر الاستراتيجية.
كما يذكر شامبيون وجود دول أخرى في خلفية المشهد الأوسع، من بينها الصين وروسيا وإيران وإريتريا وليبيا. ويقول الكاتب إن محدودية الدور الأمريكي الحالي تعكس تراجعاً في قدرات الوساطة التقليدية التي كانت واشنطن تستند إليها في فترات سابقة لإدارة وتسوية النزاعات الإقليمية المعقدة.
عوامل تعقيد التسوية والتقسيم غير المعلن
ومع انشغال الولايات المتحدة الأمريكية بملفات كبرى مثل أوكرانيا والشرق الأوسط، وارتباطها بشراكات استراتيجية حساسة مع دول خليجية لها مصالح مباشرة وواضحة في مسار الحرب، بات احتمال التوصل إلى تسوية سياسية قريباً ضعيفاً جداً.
ويلفت الكاتب إلى تقديرات الأمم المتحدة بأن أكثر من اثني عشر مليون شخص قد نزحوا داخل السودان وخارجه، فيما يواجه نحو خمسة وعشرين مليوناً مستويات متفاوتة من انعدام الأمن الغذائي وفقاً لتقديرات برنامج الغذاء العالمي.
ويرى شامبيون أن السودان يتجه، عملياً، نحو حالة من التقسيم غير المعلن، مع سيطرة مليشيا الدعم السريع على مناطق واسعة في الغرب، وتمركز الجيش السوداني في الشرق والشمال غير أن هذا التقسيم قد يكون هشاً وغير مستقر، إذ تتحرك داخل كل منطقة مجموعات محلية ذات مصالح وأولويات مستقلة، ما يجعل احتمالات النزاعات الداخلية قائمة حتى في حال توقف القتال بين الطرفين الأساسيين.


























