مأساة العوينات.. نزوح يتخطى الحدود ويطرق أبواب مصر

متابعات- نبض السودان

أعلنت حكومة الولاية الشمالية في السودان عن استقبالها لأعداد متزايدة من النازحين الفارين من أتون الحرب والدمار في دارفور وكردفان ومنطقة مثلث العوينات الحدودي، مؤكدة أن عدد النازحين وصل حتى الآن إلى نحو 40 ألف شخص تكدست بهم مدينتا دنقلا والدبة.

أرقام صادمة من مناطق النزوح

أكد مفوض العون الإنساني بالولاية الشمالية، عبد الرحمن خيري، أن مدينة الدبة وحدها استقبلت أكثر من 6 آلاف أسرة نازحة، أي ما يقارب 30 ألف فرد، قادمين من الفاشر والمالحة بولاية شمال دارفور ومن النهود والخوي بولاية غرب كردفان، مشيرًا إلى أن الأوضاع الميدانية المتدهورة في تلك المناطق دفعت بالأهالي للفرار بحثًا عن الأمان.

حصار ومعارك تعصف بالمناطق المنكوبة

وأشار خيري إلى أن الفاشر تخضع منذ أكثر من عام لحصار مطبق من قوات الدعم السريع، بينما شهدت المالحة والخوي والنهود مواجهات عنيفة انتهت بسيطرة قوات الدعم السريع عليها، ما فاقم معاناة السكان ودفعهم للنزوح الجماعي.

نازحو مثلث العوينات.. معاناة إضافية

تحدث مفوض العون الإنساني عن تدفق نازحين من منطقة مثلث العوينات الحدودي بين السودان وليبيا ومصر، بعد تصاعد الأحداث الأمنية هناك في يونيو الماضي، حيث هاجمت قوات الدعم السريع المنطقة بدعم من قوات المشير خليفة حفتر، ما أجبر الجيش السوداني على الانسحاب منها. وأوضح خيري أن عدد الفارين إلى دنقلا من العوينات بلغ 1091 شخصًا منذ اندلاع الأزمة.

معاناة على الحدود المصرية

وفي مشهد مأساوي آخر، كشف خيري عن وجود أكثر من 5 آلاف نازح سوداني اضطروا للعبور إلى داخل الحدود المصرية هربًا من جحيم الحرب بالعوينات، ويقيمون حاليًا في مخيم غرب توشكا. ودعا منظمتي الهجرة الدولية والمفوضية السامية لشؤون اللاجئين إلى التدخل العاجل لتوفير النقل لهم إلى السودان وتقديم المساعدات اللازمة حتى وصولهم إلى وجهاتهم النهائية.

جهود إنسانية متواصلة وسط تحديات جسيمة

أكد مفوض العون الإنساني أن تدفقات النازحين مستمرة من دارفور وكردفان والعوينات إلى الولاية الشمالية، في وقت تكثف فيه حكومة الولاية والمنظمات الإنسانية جهودها لتوفير المأوى والغذاء، رغم محدودية الإمكانيات وضخامة حجم الكارثة الإنسانية.