اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٩ حزيران ٢٠٢٥
حلفا الجديدة- نبض السودان
شهدت مدينة حلفا الجديدة الواقعة على بعد 200 كيلومتر غربي ولاية كسلا، اليوم الأحد 29 يونيو 2025، تظاهرات غاضبة شارك فيها العشرات من المواطنين احتجاجًا على سياسة بيع الساحات العامة التي تنتهجها السلطات المحلية. وتركزت الاحتجاجات قرب مكتب سجلات الأراضي وهيئة المساحة المدنية، مما أسفر عن إغلاق المكاتب إلى أجل غير مسمى
اتهامات للسلطات ببيع الممتلكات العامة دون شفافية
أفاد شهود عيان لـ'الترا سودان' أن المتظاهرين حمّلوا هيئة المساحة المدنية مسؤولية منح الإذن للحكومة المحلية ببيع قطع أراضٍ عامة شرق سوق حلفا الجديدة بمبالغ ضخمة بلغت ملايين الجنيهات، دون تقديم مبررات واضحة لهذا البيع أو الإفصاح عن مصير العائدات المالية المتحصلة منه. وأكد المحتجون أن ما يحدث هو استنزاف للممتلكات العامة لصالح بنود صرف حكومي وصفوها بغير الضرورية
تحرك شعبي لحماية الساحات العامة
أحد المحتجين أوضح أن عمليات بيع الأراضي العامة في سوق حلفا الجديدة باتت مثيرة للريبة، ما دفع المواطنين للتحرك الفوري بغرض حماية أملاكهم العامة. وأشار إلى أن ظاهرة بيع الأراضي توسعت بشكل خطير في ظل غياب الرقابة والمحاسبة، ما ينذر بفقدان المدينة لمساحاتها العامة ومرافقها الحيوية
شبكات التواصل تشعل فتيل الاحتجاجات
الجماعات المناهضة لسياسة بيع الأراضي أكدت أنها نظمت تجمعها بالاعتماد على دعوات انطلقت من خلال شبكات التواصل الاجتماعي، في استجابة واسعة لدعوات التصدي لعمليات البيع العشوائي للأراضي. واتهمت هذه الجماعات الحكومة المحلية وولاية كسلا ببيع عشرات القطع السكنية والعقارية، بما في ذلك مساحات كانت تشغلها السكك الحديدية التي امتدت سابقًا عبر سوق حلفا الجديدة. وأشارت إلى أن القضبان الحديدية اختفت منذ سنوات بعد بيعها من قبل جهات حكومية، واليوم تتكرر عمليات البيع للأراضي نفسها
ارتفاع جنوني في أسعار الأراضي وسط مضاربات
أدت المضاربات وعمليات بيع الأراضي إلى ارتفاع غير مسبوق في أسعار الأراضي في سوق حلفا الجديدة، حيث بلغ سعر القطعة الواحدة قرابة 200 مليون جنيه خلال السنوات الأخيرة. واعتبر المحتجون أن الحكومة تلجأ إلى بيع الأراضي العامة كحل سريع وسهل لتوفير موارد مالية، وهو ما يرونه تجريفًا لموارد المدينة ومساسًا بحقوق الأجيال القادمة
حلفا الجديدة.. مدينة تواجه الأزمات
تعد محلية حلفا الجديدة واحدة من أكبر محليات ولاية كسلا، وسبق أن استقبلت خلال الحرب الدائرة في السودان مئات الآلاف من النازحين من ولاية الجزيرة والعاصمة الخرطوم ومدن أخرى، ما زاد من الضغوط على بنيتها التحتية وخدماتها. وتضم المحلية أكبر مشروع زراعي في البلاد بنظام الري الانسيابي، لكنه شهد تدهورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة نتيجة لسوء الإدارة وغياب الدعم الحكومي وارتفاع تكاليف الإنتاج الزراعي