اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٥ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في مشهد مأساوي يتكرر كل يوم في قطاع غزة، يواجه مئات الأطفال الرضع خطر الموت المحتم بسبب نقص حاد في حليب الأطفال، مع استمرار إسرائيل في تقييد دخول المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر.
مستشفى ناصر يطلق نداء استغاثة
أكد الدكتور أحمد الفرا، رئيس قسم طب الأطفال في مستشفى ناصر بخان يونس، أن الكميات المتبقية من حليب الأطفال في المستشفى لا تكفي سوى أسبوع واحد فقط، مشيرًا إلى نفاد الحليب الصناعي المخصص للأطفال الخدج، واضطراره لاستخدام الحليب الصناعي العادي وتقنينه بين الأطفال الرضع تحت رعايته.
وقال الفرا في تصريحات لصحيفة «الغارديان» عبر الهاتف: «لا أستطيع وصف مدى سوء الوضع. لدينا حليب يكفي لأسبوع تقريبًا، بينما هناك آلاف الأطفال خارج المستشفى محرومون من الحليب. إنها كارثة بكل المقاييس».
أمهات بلا غذاء ولا أمل
تحكي هناء الطويل (27 عامًا)، أم لخمسة أطفال من مخيم النصيرات، عن معاناتها في توفير الحليب لطفلها البالغ من العمر 13 شهرًا، مؤكدة أنها لا تستطيع إرضاعه بسبب سوء تغذيتها هي نفسها. وأضافت: «منذ ولادة ابني وأنا عاجزة عن إرضاعه طبيعيًا، الآن أعاني من الخوف كل ليلة أن يموت طفلي جوعًا».
وكشفت أن الأطباء شخصوا حالة طفلها بالتقزم بسبب سوء التغذية، مشيرة إلى أنه لا ينمو كإخوته الأكبر سنًا. وقالت: «أحتفظ بقطعة خبز بجانبي لأن طفلي يستيقظ ليلاً باحثًا عن الطعام، وأنا عاجزة عن تلبية احتياجاته».
أرقام مرعبة وضحايا بالجملة
بحسب وزارة الصحة في غزة، فقد 66 طفلًا حياتهم حتى الآن بسبب الجوع منذ بدء الحرب في أكتوبر 2023. وأكدت «منظمة العفو الدولية» أن إسرائيل تستخدم سياسة التجويع كسلاح حرب ضد المدنيين، معتبرة ذلك تكتيكًا يؤدي إلى الإبادة الجماعية بحق الفلسطينيين.
إسرائيل تنفي اتهامات الحصار
من جانبها، نفت هيئة «كوغات» الإسرائيلية المسؤولة عن تنسيق المساعدات، تقييد دخول أغذية الأطفال، مؤكدة أنها سمحت بإدخال أكثر من 1400 طن من أغذية الأطفال خلال الأسابيع الأخيرة. لكن الواقع على الأرض يحكي قصة مختلفة، إذ يلجأ الأطباء القادمون إلى غزة لتهريب علب الحليب في أمتعتهم الشخصية، بينما تصادر السلطات الإسرائيلية هذه المساعدات بذريعة الأمن.
السوق السوداء تشعل الأسعار
في ظل الانهيار التام لمنظومة الإمدادات، ارتفع سعر علبة حليب الأطفال في السوق الموازية إلى 50 دولارًا، أي عشرة أضعاف سعرها الطبيعي، ما يجعلها بعيدة عن متناول غالبية العائلات المنكوبة.
أطباء يحذرون: المجاعة وشيكة
حذر الأطباء من أن وفيات الأطفال الرضع تنذر بأزمة مجاعة كارثية في غزة، خاصة أن الأطفال هم الفئة الأكثر هشاشة في مثل هذه الظروف. وقال الطبيب ثائر أحمد من وفد طبي دولي: «عندما ترى الرضع على شفا الموت، فهذا يعني أن المجاعة قد بدأت فعلًا».
معاناة الأمهات في غزة تتفاقم
نورهان بركات (25 عامًا)، أم لثلاثة أطفال نازحة إلى خان يونس، قالت إنها استطاعت إرضاع طفلتها لمدة شهر واحد فقط، قبل أن ينقطع عنها الحليب بسبب الجوع. وأضافت: «أعلم أن الرضاعة الطبيعية مهمة، لكنني لم أعد قادرة، وأخشى على حياة أطفالي».
انهيار منظومة المساعدات
أدى الحصار إلى انهيار شبه كامل لنظام المساعدات، حيث تدخل أقل من 50 شاحنة مساعدات يوميًا بينما الحاجة الفعلية تتجاوز 500 شاحنة. كما تُنهب المساعدات القليلة القادمة من الأمم المتحدة على يد الجوعى والعصابات المسلحة وسط فوضى عارمة.
الحل: إنهاء الحرب وفتح المعابر
اختتم الدكتور أحمد الفرا حديثه بمرارة قائلاً: «الحل الحقيقي ليس في تهريب علب الحليب، بل في إنهاء الحرب وفتح المعابر فورًا لإدخال المساعدات بشكل منظم وكافٍ».