×



klyoum.com
sudan
السودان  ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

klyoum.com
sudan
السودان  ٢٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥ 

قم بالدخول أو انشئ حساب شخصي لمتابعة مصادرك المفضلة

ملاحظة: الدخول عن طريق الدعوة فقط.

تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

موقع كل يوم »

اخبار السودان

»سياسة» اندبندنت عربية»

أطفال السودان النازحون بين فقدان الهوية والمستقبل المجهول

اندبندنت عربية
times

نشر بتاريخ:  الأربعاء ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥ - ١١:٠٣

أطفال السودان النازحون بين فقدان الهوية والمستقبل المجهول

أطفال السودان النازحون بين فقدان الهوية والمستقبل المجهول

اخبار السودان

موقع كل يوم -

اندبندنت عربية


نشر بتاريخ:  ١٩ تشرين الثاني ٢٠٢٥ 

الصراع المستمر في البلاد ترك أثراً عميقاً على الصحة النفسية لهؤلاء الصغار

تجلس أم محمد وهي نازحة في أحد المعسكرات بشرق السودان، أمام خيمتها التي بهت لونها تحت أشعة شمس المخيم، تتأمل طفلها وهو يلعب بالتراب، ثم تقول بصوت خافت يختلط بالتعب 'أنجبتُ محمد هنا، في هذه الخيمة. منذ لحظة ولادته، لم نعرف بيتاً حقيقياً، ولا سقفاً ثابتاً يحمينا. الحرب سبقت فرحتنا به، وانتزعت منا كل شيء'.

تتنهد قليلاً قبل أن تواصل 'أكثر ما يؤلمني أن طفلي بلا ذاكرة عن موطنه الأصلي. لا يعرف قريتنا إلا من صور احتفظ بها في هاتفي وحين أسأله: أتريد أن نعود إلى بيتنا؟ يجيبني ببساطة جارحة: بيتنا هنا يا أمي. هذه الجملة تهز مشاعري كل مرة'. وتابعت أم محمد، 'الطفل ينبغي أن يكبر في منزل يعرف جدرانه، وصوت جيرانه، وشجرة يزرعها أمام بابه. أمّا محمد فكل ما يعرفه هو صفوف الإغاثة، وصوت الخيمة حين تعصف الريح. لقد نشأ على الطوارئ وصار المخيم وطنه الوحيد'.

ثم تنظر إلى الأفق وتقول بصوتٍ أكثر وجعاً 'أخشى أن يأتي يوم يسألني فيه سؤالاً لا أملك له جواباً: أمي من أين نحن؟ فالحرب سلبت هويته قبل أن تتشكل، وأنا أحاول كل يوم أن أعيد إليه شيئاً لا أعرف إن كان بالإمكان استعادته'.

 

عبدالرؤوف سامي معلّم نازح من ولاية دارفور يقول 'منذ النزاع، توقّف التعليم النظامي في كثير من المناطق، فالمدارس أغلقت أو استخدمت كملاجئ، والبنية التحتية تضرّرت بشدّة. وحسب تقارير منظمات دولية، فإن نحو 19 مليون طفل سوداني في سنّ الدراسة أصبحوا خارج المدرسة بسبب الحرب. من بين هؤلاء حوالى 13 مليون طفل من أصل 17 مليوناً في سن الدراسة لا يتابعون أي صف دراسي'، وأضاف سامي 'بعض التلاميذ الذين هم مسجّلون لا يستطيعون الوصول للمدرسة بسبب النزوح أو القتال. أعمل حالياً في فصول طوارئ داخل المخيم، مع مواد تعليمية محدودة جداً لا طاولات كافية، فضلاً عن تزايد أعداد الطلاب، إضافة إلى أن الكتب غير كافية أو غير متوفّرة بانتظام'، وواصل 'أحد أكبر التحديات هو انقطاع الدراسة المستمر، فكثير من التلاميذ غابوا أشهراً عدة أو حتى عاماً كاملاً، وعندما يعودون، غالباً ما يجدون أنهم تخلفوا كثيراً. كما أن تمويل التعليم في هذه الظروف ضئيل جداً، فالمساعدات الدولية موجودة، لكن التغطية لا تلبي الحاجة الحقيقية، كما أن عدد من المبادرات غير كافٍ لتغطية جميع الأطفال النازحين. على سبيل المثال، نجد أن خطة استجابة النازحين في التعليم تتطلب عشرات ملايين الدولارات لضمان عودة بعض التنظيم للتعليم، لكن الموارد متواضعة جداً'، وزاد أيضاً 'بالنسبة لي كمعلّم، ما أقوم به اليوم ليس تعليماً كاملاً كما كان في المدارس العادية، بل محاولة لتوفير تعليم طارئ، لقطع الفجوة ومنع تدمير مستقبل جيل بأكمله. لكن إذا بقي الوضع على هذه الحال، فسنواجه جيلاً ضائعاً، فهناك أطفال فقدوا السنوات الدراسية، وقد لا يكون أمامهم ملاذ لإكمال تعليمهم الرسمي بعد انتهاء النزاع'.

النزوح الجماعي والصراع في السودان تركا، أيضاً، أثراً عميقاً على الصحة النفسية للأطفال النازحين، إذ أظهرت دراسة حديثة أن 73 في المئة من الأطفال النازحين يشعرون بالقلق بشكل متكرر، و68 في المئة يعانون من شعور بالحزن المستمر، فضلاً عن 36.6 في المئة من المشاركين في بعض الدراسات يعانون من اضطراب ما بعد الصدمة، نتيجة الصدمات الحربية.

وتقول الاختصاصية النفسانية سارة عبد الرحيم 'ما نراه يومياً بين الأطفال النازحين ليس مجرد حزن موقت بل اضطراب نفسي عميق. فكثيرون من الأطفال يبلغون عن كوابيس، وصعوبة في النوم، وخوف دائم من العودة إلى العنف، وبعضهم يعزل نفسه عن اللعب أو التفاعل مع الزملاء'، وتابعت 'كما أن النظام الأسري غالباً ما ينهار، فهناك أطفال فقدوا أحد الأبوين أو يعيشون في دور رعاية موقتة ما يضاعف الشعور بعدم الأمان. وعلى رغم ذلك، فإن عدداً قليلاً جداً يمكنه الوصول إلى الدعم النفسي، فمعظم الخدمات التي نقدّمها هي من خلال مساحات صديقة للطفل أو جلسات جماعية بسيطة، لأن عدد الأخصائيين النفسيين محدود جداً'، وحذّرت من أنه في 'حال استمر الوضع من دون دعم نفسي مناسب، فهناك خطر كبير لناحية انعكاس هذه الصدمات على سلوكهم المستقبلي، وأن تنخرط العلاقات الأسرية في أفق غير صحي، ونحن بحاجة إلى تمويل مخصص للصحة النفسية ضمن خطط الاستجابة الإنسانية، وليس فقط لتخفيف المعاناة الآن، بل لحماية مستقبل هذا الجيل'، وبينت عبد الرحيم أن 'تصرفات الأطفال في المخيمات تعكس حال الضغط المستمر التي يعيشونها، فكثيرون من الأطفال يظهرون فرط حركة واضحاً بسبب التوتر وغياب المساحات المنظمة للّعب، بينما يميل آخرون إلى السلوك العدواني كنتيجة مباشرة للتعرّض للعنف أو مشاهدته، ونسبة كبيرة من الأطفال يتشبثون بأمهاتهم ولا يبتعدون عنهنَ أثناء الأنشطة، نتيجة فقدان الإحساس بالأمان'، ولفتت إلى أنه 'في المقابل، هناك أطفال ينعزلون اجتماعياً، فلا يشاركون في اللعب ولا يتفاعلون مع الآخرين، ويبدون أقل تعبيراً عمّا يشعرون به'، وأكدت أن 'اضطرابات النوم شائعة جداً، إذ يعاني كثيرون من الأطفال من كوابيس مستمرة ونوم متقطع وخوف من النوم منفردين. أمّا في جانب التعلم، فهناك صعوبات في جانب التركيز والانتباه إذ باتت واضحة، بخاصة مع الانقطاع الطويل عن الدراسة والتنقل المتكرر، ويلاحظ أن اللعب بين الأطفال غالباً ما يتّخذ طابعاً عنيفاً أو محاكاة لمشاهد الحرب، إذ يعيدون تمثيل ما شاهدوه كطريقة لا واعية للتعامل مع الصدمة'، وختمت الاختصاصية النفسانية حديثها بالقول 'هذه التصرفات ليست دائمة بالضرورة، لكنها دلائل على ضغوط نفسية كبيرة لا يمكن تجاهلها، ومع غياب الدعم المتخصص تتحول تدريجاً إلى أنماط قد تلازم الطفل فترة طويلة'.

على رغم الظروف القاسية داخل المخيمات، غير أن عدداً من الأطفال لديه تصوّرات متفاوتة عن مستقبل السودان، تتأثر بما يسمعونه من الكبار وما يشاهدونه يومياً من غياب الاستقرار والخدمات.

في إحدى المساحات الصديقة للطفل، يجلس عدد من الأطفال الذين وُلدوا أو نشأوا في بيئة النزوح، ونجد بعضهم يتحدث عن المستقبل بصورة بسيطة ومباشرة، مثل آدم (10 سنوات) الذي يقول إنه يريد بلداً 'بلا ضرب'، وهو التعبير الذي يستخدمه كثيرون من الأطفال حين يُسألون عمّا يتمنونه.

أما شهد (12 سنة)، فتربط مستقبلها بالعودة إلى المدرسة، مؤكدة أنها 'لن تستطيع أن تصبح طبيبة إذا استمرت الحرب وانقطعت الدراسة'، وهي رؤية تكررت بين عدد كبير من الأطفال الذين يعتبرون التعليم مرادفاً للمستقبل. بينما يرى معتصم (9 سنوات) أن مستقبل السودان 'يعتمد على رجوع الناس إلى بيوتهم'، موضحاً أنّه لم يرَ قريته من قبل، لكنه سمع عنها من والدته، ويعتقد أن العودة إليها هي بداية 'رجوع البلد لطبيعته'.

وتشير سامية (13 سنة) إلى موضوع الأمان كأولوية.

وقالت المختصة الاجتماعية نرمين قاسم في هذا الخصوص 'هذه الآراء تظهر أن تصورات الجيل الصغير مرتبطة بـ 3 عناصر أساسية وهي الأمان، عودة الحياة الطبيعية، والتعليم. وهي رؤية مختصرة لكنها تكشف بوضوح كيف يفهم الأطفال المستقبل ضمن بيئة نزوح مستمر وغياب مؤسسات مستقرة. وعلى رغم محدودية المعلومات التي تصلهم، إلا أن معظمهم يربط تحسّن مستقبل السودان بانتهاء الحرب واستعادة الخدمات الأساسية التي لم يعرفوها إلا من روايات الأهل'.

أطفال السودان النازحون بين فقدان الهوية والمستقبل المجهول أطفال السودان النازحون بين فقدان الهوية والمستقبل المجهول
موقع كل يومموقع كل يوم

أخر اخبار السودان:

ولادات من الاغتـ ـصاب.. رقم مرعب لضحايا المليشيا في بارا وبابنوسة

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.

موقع كل يوم
18

أخبار كل يوم

lebanonKlyoum.com is 2212 days old | 55,016 Sudan News Articles | 1,528 Articles in Nov 2025 | 55 Articles Today | from 14 News Sources ~~ last update: 14 min ago
klyoum.com

×

موقع كل يوم


مقالات قمت بزيارتها مؤخرا



أطفال السودان النازحون بين فقدان الهوية والمستقبل المجهول - sd
أطفال السودان النازحون بين فقدان الهوية والمستقبل المجهول

منذ ٠ ثانية


اخبار السودان

شركات الطيران الإسرائيلية تبقي رحلاتها نحو المغرب معلقة بانتظار ترخيص الشاباك - ma
شركات الطيران الإسرائيلية تبقي رحلاتها نحو المغرب معلقة بانتظار ترخيص الشاباك

منذ ٠ ثانية


اخبار المغرب

السودان ينسحب من محفل دولي احتجاجا على الإمارات - sd
السودان ينسحب من محفل دولي احتجاجا على الإمارات

منذ ثانية


اخبار السودان

خروقات لوقف إطلاق النار على المحاور الغربية في السويداء من قبل القوات الحكومية - sy
خروقات لوقف إطلاق النار على المحاور الغربية في السويداء من قبل القوات الحكومية

منذ ثانية


اخبار سوريا

الدجاج المشوي بالتتبيلة الحارة - jo
الدجاج المشوي بالتتبيلة الحارة

منذ ثانية


اخبار الاردن

دراسة: الدمج بين العلاقات الصحفية والتسويق عبر المؤثرين يشكل النموذج الرابح في المغرب - ma
دراسة: الدمج بين العلاقات الصحفية والتسويق عبر المؤثرين يشكل النموذج الرابح في المغرب

منذ ثانية


اخبار المغرب

كن أول من يشاهد سيارة BMW iX4 الجديدة.. صور - eg
كن أول من يشاهد سيارة BMW iX4 الجديدة.. صور

منذ ثانية


اخبار مصر

ستيك على الطريقة اليابانية - jo
ستيك على الطريقة اليابانية

منذ ثانية


اخبار الاردن

قضية محاكمة مسؤول محلي منتخب تفتح ملف الفساد في بلديات جزائرية - ly
قضية محاكمة مسؤول محلي منتخب تفتح ملف الفساد في بلديات جزائرية

منذ ثانية


اخبار ليبيا

الليرة السورية تستقر جزئيا مع نهاية التعاملات والدولار يحافظ على مكاسبه في دمشق - sy
الليرة السورية تستقر جزئيا مع نهاية التعاملات والدولار يحافظ على مكاسبه في دمشق

منذ ثانيتين


اخبار سوريا

المزروعي: خطة لزيادة عدد حارات الطرق الاتحادية من 19 إلى 33 في كل اتجاه - ae
المزروعي: خطة لزيادة عدد حارات الطرق الاتحادية من 19 إلى 33 في كل اتجاه

منذ ثانيتين


اخبار الإمارات

بسبب التنمر.. طفلة مصرية تحاول الانتحار داخل المدرسة ووزارة التعليم تحقق - jo
بسبب التنمر.. طفلة مصرية تحاول الانتحار داخل المدرسة ووزارة التعليم تحقق

منذ ثانيتين


اخبار الاردن

١٥ حادث سير خلال ٢٤ ساعة.. قتيل و١٨ جريحا - lb
١٥ حادث سير خلال ٢٤ ساعة.. قتيل و١٨ جريحا

منذ ثانيتين


اخبار لبنان

ارتفاع عدد ضحايا حريق منشأة للمتقاعدين في البوسنة إلى 15 شخصا - bh
ارتفاع عدد ضحايا حريق منشأة للمتقاعدين في البوسنة إلى 15 شخصا

منذ ثانيتين


اخبار البحرين

وزيرا التعليم العالي والأوقاف يشاركان في ندوة صحح مفاهيمك بجامعة حلوان - eg
وزيرا التعليم العالي والأوقاف يشاركان في ندوة صحح مفاهيمك بجامعة حلوان

منذ ثانيتين


اخبار مصر

نائب وزير الخارجية يلتقي نائب مدير مكتب المبعوث الأممي - ye
نائب وزير الخارجية يلتقي نائب مدير مكتب المبعوث الأممي

منذ ثانيتين


اخبار اليمن

الرئيس السابق للمحكمة العليا يوجه نصيحة لنتنياهو: إسرائيل تتجه إلى منحدر زلق للغاية.. الأمر سيء فيديو - jo
الرئيس السابق للمحكمة العليا يوجه نصيحة لنتنياهو: إسرائيل تتجه إلى منحدر زلق للغاية.. الأمر سيء فيديو

منذ ٣ ثواني


اخبار الاردن

رسامني: الشراكات التقنية مهمة لدعم مشاريع البنية التحتية - lb
رسامني: الشراكات التقنية مهمة لدعم مشاريع البنية التحتية

منذ ٣ ثواني


اخبار لبنان

* تعبر المقالات الموجوده هنا عن وجهة نظر كاتبيها.

* جميع المقالات تحمل إسم المصدر و العنوان الاكتروني للمقالة.






لايف ستايل