اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت مدينة نيالا، عاصمة ولاية جنوب دارفور، أحداثًا دامية مساء الثلاثاء بعد أن اقتحمت قوة من الدعم السريع سوق الجبل الواقع شرقي المدينة، وذلك على خلفية العثور على جثة ضابط يتبع لقوات الدعم السريع ملقاة في السوق، ما أدى إلى فوضى أمنية ومقتل مواطن وإصابة آخرين.
قوات الدعم تقتحم السوق وتضرب المواطنين بالسياط
وفقًا لما نقلته مصادر محلية متعددة، داهمت قوة مسلحة من الدعم السريع مكونة من أربع سيارات سوق الجبل، وقامت بالاعتداء على المواطنين بالضرب المبرح باستخدام السياط. وأفادت شهود عيان أن الهجوم العنيف تسبب في وفاة أحد المواطنين وإصابة تسعة آخرين بجروح متفاوتة، بعضهم تلقى العلاج في مستشفى نيالا التعليمي وخرج مساء ذات اليوم، بحسب دارفور 24.
وقالت شاهدة العيان، وصال نور الدين، إن 'القوة اقتحمت السوق بعنف، واعتدت عشوائيًا على المواطنين، مما أثار الذعر ودفع السكان إلى الهرب لمنازلهم، في حين تعرضت بعض المحال التجارية للنهب الكامل'.
خلفيات الحادثة.. جثة ضابط داخل السوق
وذكرت ثلاثة مصادر متطابقة أن سكان المنطقة عثروا على جثة ضابط يرتدي زي قوات الدعم السريع أمام أحد المحال التجارية بسوق الجبل، دون تفاصيل واضحة حول ظروف مقتله، مما أثار حالة من الغضب داخل صفوف الدعم السريع ودفعهم لشن الهجوم العنيف.
وقال مصدر من داخل الدعم السريع إن القتيل يتبع لإحدى المجموعات القتالية ويقطن حي السكة حديد، وقد تم العثور عليه مقتولًا بالرصاص داخل السوق قبل أن تُنقل جثته إلى الوحدة الطبية بحي المطار.
اشتباكات داخلية بين عناصر الدعم السريع
وفي تطور خطير للوضع الأمني، اندلعت اشتباكات مسلحة بين مجموعتين من قوات الدعم السريع بسوق طيبة النيل، شمال سوق الجبل، في وقت متأخر من مساء الثلاثاء، مما أدى إلى إصابة مواطن آخر ونقله لتلقي العلاج في مستشفى نيالا.
وأكد أحد شهود العيان أن الاشتباكات نشبت بين عناصر من نفس القوة المسلحة، وسط تبادل كثيف لإطلاق النار، ما زاد من حالة الهلع والخوف بين السكان والتجار في المنطقة.
مخاوف من إغلاق الأسواق المحلية
في ظل التدهور الأمني المتسارع، بات سوق طيبة النيل الأسبوعي، المقرر انعقاده يوم الأربعاء، مهددًا بالإغلاق نتيجة حالة الفوضى ومخاوف التجار من التعرض لهجمات أو عمليات نهب مماثلة. وقال أحد التجار – طالبًا عدم ذكر اسمه – إن الباعة المتنقلين لم يتمكنوا من دخول السوق حتى صباح اليوم، خوفًا من استمرار الاشتباكات المسلحة أو تعرضهم للاعتداء.
مستشفى نيالا يستقبل المصابين
وأكد مصدر طبي في مستشفى نيالا التعليمي أن المستشفى استقبل جثة المواطن الذي توفي متأثرًا بإصابات في الوجه نتيجة الضرب، كما استقبل تسعة مصابين آخرين تم علاجهم وخرجوا من المستشفى لاحقًا.
تصاعد العنف وغياب الأمن في نيالا
تشهد مدينة نيالا منذ أسابيع تصاعدًا خطيرًا في أعمال العنف والنهب المسلح، فضلًا عن عمليات اختطاف متكررة استهدفت تجارًا وأطباءً، حيث تطالب الجهات الخاطفة بفدية مالية لإطلاق سراحهم. وتفاقم الوضع الأمني في المدينة مع تزايد الانقسامات داخل القوات المسلحة غير النظامية وغياب أي تدخل فاعل من الجهات الحكومية أو سلطات الولاية للسيطرة على الأوضاع.
مطالبات بحماية المدنيين وردع المنفلتين
أثارت الحادثة غضبًا واسعًا في الشارع السوداني، وسط مطالبات شعبية بفتح تحقيق فوري لكشف ملابسات مقتل الضابط، ومحاسبة القوة التي داهمت السوق واعتدت على المواطنين، خاصة مع توثيق حوادث النهب والضرب بالسياط. كما دعا ناشطون إلى حماية الأسواق والسكان المدنيين من تغول أي قوة مسلحة، بغض النظر عن انتمائها.
أسئلة مفتوحة في ظل صمت رسمي
حتى لحظة كتابة هذا التقرير، لم تصدر السلطات الحكومية أو قيادة الدعم السريع أي بيان رسمي يوضح ما جرى، أو يقدم تفسيرًا للانتهاكات التي وقعت في سوق الجبل، ما يزيد من حالة الغموض ويثير الشكوك حول مدى انضباط عناصر الدعم السريع في الإقليم المضطرب.
المدينة تعيش حالة من الترقب والخوف
في ظل هذه التطورات، يعيش سكان نيالا حالة من القلق والترقب، وسط مخاوف من استمرار الفلتان الأمني، خاصة بعد الأحداث المتتالية التي لم تجد حتى الآن معالجة حاسمة من الجهات المسؤولة. ويرى كثيرون أن الصمت الحكومي إزاء هذه الوقائع يهدد بمزيد من الانفلات ويدفع المواطنين نحو فقدان الثقة في قدرة الدولة على حمايتهم.