اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في تصريح أثار جدلًا واسعًا على المستويين الدولي والإقليمي، قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، السبت، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو 'بالغ في غزة'، مؤكدًا أنه أبلغه بشكل صريح بأنه 'لا بديل عن الموافقة على اتفاق السلام'، في حين وجّه تحذيرًا مباشرًا لحركة حماس من أي تأخير في تنفيذ خطته الجديدة بشأن قطاع غزة، داعيًا إلى التحرك بسرعة لتحقيق التسوية.
وأكد ترامب عبر حسابه على منصة 'تروث سوشال' أنه لن يسمح بأي تأخير في تنفيذ الخطة، وأن كل الاحتمالات مطروحة إذا لم يتم الالتزام بها، مضيفًا: 'لن أسمح بأي تأخير.. وإن كل الاحتمالات واردة، وهو أمر يعتقد الكثيرون أنه سيحدث، أو بأي نتيجة تُشكّل غزة فيها تهديدًا مجددًا، فلنُنجز هذا الأمر بسرعة. سيُعامل الجميع بإنصاف'.
إسرائيل توقف القصف مؤقتًا لإتاحة فرصة للسلام
وأوضح ترامب أن إسرائيل وافقت على وقف القصف مؤقتًا لإتاحة المجال أمام تنفيذ عملية إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين، ضمن إطار اتفاق السلام الذي يسعى إليه، مؤكدًا أن هذه الخطوة تأتي لتهيئة الأجواء لمرحلة جديدة في غزة.
تحرك دبلوماسي بقيادة كوشنر وويتكوف إلى مصر
وفي سياق متصل، كشف مسؤول في البيت الأبيض أن صهر ترامب ومستشاره جاريد كوشنر، ومبعوثه إلى الشرق الأوسط ستيف ويتكوف، غادرا، السبت، إلى مصر لوضع اللمسات الأخيرة على تفاصيل عملية الإفراج عن المحتجزين في غزة، بعد موافقة حركة حماس على خطة الرئيس الأميركي.
وقال المسؤول، الذي رفض الكشف عن اسمه، لوكالة 'فرانس برس' إن الزيارة تأتي في إطار تنسيق الجهود بين واشنطن والقاهرة لضمان تنفيذ الاتفاق وفقًا للترتيبات الميدانية المطلوبة.
دعوة ترامب لإيقاف القصف فورًا
وكان ترامب قد دعا، الجمعة، إسرائيل إلى 'إيقاف قصف غزة فورًا' بعد إعلان حركة حماس موافقتها على خطته، مؤكدًا أن المرحلة القادمة ستكون حاسمة في إنهاء الصراع الممتد منذ سنوات. وأشار مصدر مصري إلى أن القاهرة بدأت التحضيرات اللازمة لتهيئة الظروف الميدانية لعملية تبادل الأسرى بين الجانبين، والإعداد لمؤتمر فلسطيني جامع لبحث مستقبل القطاع.
وساطة إقليمية واسعة ودعم من دول عربية
ووفقًا لتقارير إعلامية، فإن هيئة البث الإسرائيلية أعلنت أن المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف سيصل إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة لاستكمال المفاوضات، في حين عبّر ترامب عن شكره العميق للسعودية وقطر ومصر والأردن وتركيا، مشيرًا إلى أن هذه الدول لعبت أدوارًا جوهرية في تقريب وجهات النظر بين الأطراف المختلفة.
وقال ترامب في مقطع فيديو نشره على 'تروث سوشال': 'الجميع سيُعاملون بشكل منصف. هذا يوم مميز للغاية وربما غير مسبوق'. وأضاف: 'هذا يوم كبير.. سنرى كيف سينتهي الأمر. يجب أن نكتب الكلمة الأخيرة بشكل ملموس'، مؤكدًا أنه يتطلع إلى إعادة الأسرى، ومن بينهم القتلى، إلى عائلاتهم في أقرب وقت ممكن.
خطة ترامب للسلام في غزة
وفي الوقت نفسه، تتهيأ إسرائيل لتنفيذ المرحلة الأولى من خطة ترامب التي تتضمن وقف العمليات العسكرية بشكل تدريجي، وتبادل الأسرى، وإطلاق عملية سياسية جديدة بإشراف دولي تهدف إلى إعادة إعمار غزة، وتهيئة الطريق أمام تشكيل إدارة مدنية فلسطينية بمشاركة جميع الفصائل، وفق ما نقلته 'العربية'.
موقف حركة حماس من الخطة
من جانبها، أعلنت حركة حماس أنها سلّمت ردها الرسمي إلى الوسطاء في مصر وقطر، مشيرة إلى أنها وافقت على بعض بنود الخطة الأميركية، فيما تحتاج عناصر أخرى إلى مزيد من النقاش والتفاوض، وأكدت أنها أجرت مشاورات موسعة مع فصائل فلسطينية وقوى إقليمية قبل إعلان موقفها.
وقالت الحركة في بيانها: 'أجرينا مشاورات معمقة في مؤسساتنا القيادية ومع القوى الفلسطينية والوسطاء والأصدقاء للتوصل إلى موقف مسؤول في التعامل مع خطة ترامب'، في إشارة إلى انفتاحها على التفاهمات ولكن مع بعض التحفظات.
تفاؤل مشوب بالحذر في الأوساط الدولية
ويرى مراقبون أن تصريحات ترامب الأخيرة تمثل تحولًا لافتًا في مقاربته لملف غزة، إذ يسعى إلى تحقيق اختراق دبلوماسي تاريخي يعيد إليه الزخم الدولي قبل الانتخابات الأميركية المقبلة، فيما تشوب الأوساط السياسية حالة من الحذر والترقب بانتظار الخطوات الميدانية المقبلة ومدى التزام الطرفين بها.
خطوة نحو إنهاء الحرب أم بداية جولة جديدة؟
وبينما رحب البعض بهذه المبادرة بوصفها 'نافذة أمل لإنهاء الحرب'، حذر آخرون من أن التنفيذ على الأرض قد يصطدم بتعقيدات أمنية وسياسية كبيرة، خصوصًا في ظل انعدام الثقة بين الأطراف.
ويؤكد محللون أن التزام إسرائيل بوقف العمليات العسكرية، واستعداد حماس للتعاون في تنفيذ الاتفاق، سيكونان العنصرين الحاسمين في تحديد مصير خطة ترامب للسلام في غزة، والتي قال عنها الرئيس الأميركي إنها 'قد تكون بداية حقبة جديدة في الشرق الأوسط'