اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٧ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أعلن برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة، يوم الإثنين، عن بدء عملية إسقاط مساعدات غذائية طارئة جوًا لمناطق في ولاية أعالي النيل بجنوب السودان، في محاولة لاحتواء الأزمة الإنسانية المتفاقمة الناتجة عن الصراع المستمر في البلاد.
مساعدات جوية لإنقاذ السكان وسط نزاع متصاعد
وأوضح البرنامج الأممي في بيان رسمي أن الآلاف من الأسر في ولاية أعالي النيل باتت مهددة بالجوع، بسبب تصاعد النزاع المسلح منذ شهر مارس الماضي، ما أجبر البرنامج على اللجوء إلى الإسقاط الجوي للمساعدات، كخيار وحيد للوصول إلى المتضررين الذين أصبحوا معزولين عن خطوط الإمداد البرية والنهرية.
خطر المجاعة يلوح في الأفق
حذر البيان من أن استمرار القتال بين الأطراف المتنازعة في جنوب السودان يدفع بالأوضاع نحو حافة المجاعة، مشيرًا إلى أن تصاعد العنف وانعدام الأمن الغذائي يضاعفان معاناة المدنيين، ويقوضان أي جهد إنساني مستدام على الأرض، خاصة مع تعذر الوصول إلى العديد من المناطق النائية بوسائل النقل التقليدية.
دعوة عاجلة لإعادة فتح الطرق النهرية
وطالب برنامج الأغذية العالمي بضرورة إعادة فتح الطرق النهرية الرئيسية المؤدية إلى ولاية أعالي النيل بشكل عاجل، مؤكدًا أن استمرار إغلاق تلك الطرق يُعيق تسليم المساعدات الإنسانية المنتظمة، ويهدد بانهيار الوضع الغذائي في الولاية بشكل تام.
وأكد البرنامج أن الوصول المستمر والآمن عبر الطرق النهرية سيسمح بتدفق الإمدادات الغذائية والطبية والمساعدات الإنسانية الأخرى، وهو أمر بالغ الأهمية لتفادي حدوث كارثة إنسانية واسعة النطاق.
خلافات سياسية تفاقم الأزمة
في خلفية هذا الوضع الإنساني المتدهور، يشهد جنوب السودان توترات سياسية وعسكرية متزايدة منذ أشهر، نتيجة استمرار الخلاف بين الرئيس سيلفا كير ميارديت ونائبه رياك مشار بشأن تقاسم السلطة، رغم الاتفاق الذي تم تنشيطه سابقًا بين الطرفين.
ورغم توقيع اتفاق سلام مُفعّل قبل أعوام، إلا أن تنفيذه تعثر نتيجة اتهامات متبادلة بخرق بنوده، مما تسبب في انهيار الثقة وعودة التوتر إلى الميدان، وهو ما فاقم من سوء الأوضاع الأمنية والإنسانية في عدد من الولايات، على رأسها ولاية أعالي النيل.
الحاجة لتدخل إقليمي ودولي فاعل
وسط هذه المعطيات، يرى مراقبون أن على المجتمع الدولي والإقليمي أن يتحرك بصورة أكثر فاعلية للضغط على أطراف الصراع في جنوب السودان، من أجل وقف إطلاق النار، والسماح بمرور المساعدات الإنسانية دون عوائق، والعمل على استئناف الحوار السياسي الذي يعالج جذور الأزمة، وليس فقط مظاهرها.