اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
المجاعة تدق أبواب كردفان.. المدنيون يواجهون الجوع وسط حصار خانق
تواجه مدن الدلنج وكادوقلي في ولاية جنوب كردفان خطر المجاعة في ظل حصار تفرضه قوات الدعم السريع والحركة الشعبية، حيث تم إغلاق الطريق الرئيسي الرابط بين شمال وجنوب كردفان، مما تسبب في توقف حركة الإمداد الغذائي والإنساني عن الإقليم.
طريق الإمدادات مقطوع.. والمجاعة تقترب
أدى الحصار إلى شلل شبه كامل في حركة الشاحنات الإنسانية والتجارية، التي كانت تستخدم هذا الطريق لنقل السلع إلى المنطقة، لتتحول الحياة اليومية في مدن كردفان إلى كابوس يهدد أكثر من مليوني شخص، نصفهم معرضون لخطر المجاعة المباشرة بحسب عاملين في المجال الإنساني.
صفوف الذرة.. انتظار بلا جدوى
في مدينة الدلنج، يقف المواطنون في صفوف طويلة من أجل الحصول على حبوب الذرة، ولكن كثيرين يعودون بخُفيّ حنين بعد نفاد الكميات المحدودة التي توفرها (وكالات) إنسانية وهيئات حكومية. الأسواق بدورها تعاني من فراغ في السلع الأساسية بسبب توقف الإمدادات تمامًا.
الجيش يسيطر.. لكن الطريق لا يزال مغلقًا
رغم إعلان القوات المسلحة في نهاية يونيو 2025 عن استعادة السيطرة على طريق يربط الدلنج بكادوقلي، إلا أن الطريق الرئيسي الرابط شمال وجنوب كردفان لا يزال غير آمن لحركة القوافل، ما يضع المدنيين تحت رحمة الوضع الميداني المتقلب.
الأمم المتحدة: لا ممرات آمنة
أقرت وكالات الأمم المتحدة بصعوبة إيصال المساعدات الإنسانية إلى مناطق عدة في ولايات شمال وجنوب وغرب كردفان، من بينها الفولة والدبيبات والخوي وكادوقلي والدلنج، وسط تدهور أمني متصاعد ومعارك عنيفة تعيق العمل الإنساني.
أم صميمة.. معركة تُنذر بالمزيد
معركة دامية شهدتها بلدة أم صميمة الواقعة بين شمال وغرب كردفان، وانتهت بسيطرة القوات المسلحة والقوة المشتركة، إلا أن تلك الأحداث كشفت هشاشة الوضع العسكري وتعقيداته، وهو ما يزيد من صعوبة ضمان ممرات آمنة للمدنيين والمواد الإغاثية.
مليون على حافة الجوع.. ولا حلول عاجلة
قال أحمد حميدة، وهو ناشط في الشأن الإنساني بغرب كردفان، إن نحو مليون شخص في الإقليم يعيشون على حافة الجوع، نتيجة الحصار العسكري المستمر الذي تسبب في توقف سلاسل الإمداد الحيوية. وأضاف أن كل المدن أصبحت مهددة بسبب استهدافها بطائرات مسيرة من الطرفين.
تحالف جديد يخلط أوراق المعركة
منذ مارس 2025، أدى التحالف العسكري بين قوات الدعم السريع والحركة الشعبية إلى خلط أوراق المعركة في كردفان، حيث تمددت جبهات القتال وتعطلت مسارات الإغاثة، مما وضع الجيش في موقف معقد يتطلب إعادة ترتيب الأولويات واستعادة السيطرة على المدن المحاصرة.
أصوات تنادي بتحرك عاجل
دعا محمد بشير أبو نمو، وزير المعادن السابق، عبر منشور على 'فيسبوك'، إلى تزويد القوات المشتركة بالسلاح والعتاد للانطلاق من كردفان نحو الفاشر، مؤكدًا أن الجمود العسكري يطيل أمد المعاناة الإنسانية في الإقليم ويضاعف من فرص الانهيار الغذائي.
نهلة حسن: 'الوضع فوضوي والخيار العسكري غير كافٍ'
وصفت المستشارة الإنسانية السابقة، نهلة حسن، المشهد في إقليم كردفان بـ'الفوضوي وغير المنضبط'، مؤكدة أن استمرار العمليات العسكرية دون مراعاة للحفاظ على حقوق الإنسان وغياب الممرات الآمنة، يجعل من التدخل الإغاثي شبه مستحيل. وقالت إن الخيار العسكري لا يصلح لحل أزمة كردفان، إذ إن العمليات البرية لم تبدأ بعد، فيما تشكل الطائرات المسيّرة تهديدًا دائمًا على المدن الثلاث.
وأكدت أن 'توازن الضعف' بين الأطراف المتحاربة هو العامل الرئيسي في إطالة الأزمة، وهو ما يُنذر بكارثة إنسانية متفاقمة تهدد حياة قرابة مليوني شخص في ولايات كردفان الثلاث.