اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٩ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
في ظل تصاعد الأزمة الإنسانية بإقليم دارفور، أطلقت مبادرة قوى البناء والسلام “قبس” حملة إغاثية كبرى لدعم المتضررين، خصوصًا في مدينة الفاشر التي تعيش ظروفًا إنسانية بالغة الصعوبة تحت الحصار.
وجاءت هذه الحملة امتدادًا لجهود سابقة نفذتها المبادرة في مناطق النزوح والمجاعة، أبرزها قولو بجبل مرة وغيرها من المناطق المتأثرة بالنزاع.
استجابة إنسانية rooted في القيم الدينية
وفي بيانها الرسمي، أوضحت المبادرة أن الحملة تأتي استجابة للقيم الإسلامية التي تحضّ على نصرة المظلومين والوقوف مع المحتاجين، مؤكدة أن المبادرة تستلهم روح التكاتف من حديث الرسول صلى الله عليه وسلم: “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم مثل الجسد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى.”
وأشارت “قبس” إلى أن هدف الحملة لا يقتصر على المساعدات الغذائية فحسب، بل يشمل الدواء، الدعم النفسي، والتنسيق مع شبكات داخلية للوصول إلى المدنيين العالقين وسط المعارك وانقطاع الإمدادات.
دعم ميداني سابق في مناطق النزوح
سبق لمبادرة قبس أن نفّذت مطابخ خيرية ميدانية في عدد من مناطق دارفور، شملت منطقة قولو بجبل مرة، إضافة إلى تجمعات سكانية أخرى تأثرت بالنزاع المسلح والتهجير القسري، وقد لاقت هذه المبادرات ترحيبًا واسعًا من سكان المناطق المستهدفة.
ووفقًا لتقارير صحفية، فقد تمكّنت “قبس” في مراحل سابقة من توفير وجبات ساخنة ومواد غذائية أساسية لآلاف النازحين، رغم التحديات الأمنية والقيود المفروضة على حركة الإغاثة.
الفاشر.. مدينة تحت الحصار
تأتي هذه الحملة في وقت تعيش فيه مدينة الفاشر، عاصمة ولاية شمال دارفور، ظروفًا مأساوية بسبب الحصار المفروض من قبل المليشيا المتمردة، ما أدى إلى انقطاع سلاسل الإمداد، وشحّ المواد الغذائية والطبية، وسط تقارير عن تدهور سريع للوضع الصحي والإنساني، وتزايد حالات سوء التغذية، خاصة بين الأطفال وكبار السن.
ويُعد إطلاق الحملة من قبل جهة مدنية مستقلة مثل “قبس” محاولة لإحداث اختراق في جدار الحصار المفروض على المدينة، ودعوة إلى تنسيق الجهود الأهلية والدولية لدعم المناطق المنكوبة، في ظل غياب كلي للمنظمات الأممية الكبرى التي انسحبت من الإقليم منذ تصاعد القتال.
دعوة إلى التكاتف ودعم المبادرات الشعبية
دعت المبادرة في ختام بيانها إلى تكاتف السودانيين داخل البلاد وخارجها لدعم الحملة، مؤكدة أن دارفور اليوم ليست بحاجة إلى بيانات شجب فقط، بل إلى “خبز ودواء وأمان”. كما وجّهت نداءً خاصًا إلى رجال الأعمال والمؤسسات الخيرية للإسهام في تمويل البرامج الإغاثية الميدانية، وتوفير ممرات آمنة لإيصال المساعدات.
وتوقّعت “قبس” أن تلقى الحملة دعمًا واسعًا من المجتمع المدني السوداني، خاصة مع تزايد الوعي بأهمية الأدوار المحلية في ظل غياب الدولة وانسحاب المنظمات الدولية.