انهيار خادع .. الجنيه يترنح تحت ضغط الحرب والانهيار النقدي

متابعات – نبض السودان

شهدت أسعار العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني استقرارًا جماعيًا خلال ساعات التداول الأولى من اليوم، دون تسجيل تغيرات ملحوظة على المؤشر اللحظي. إلا أن هذا الاستقرار لا يُخفي حقيقة الوضع، حيث تؤكد مؤشرات الأسواق وآراء الخبراء أن الجنيه السوداني يواصل انحداره بهدوء، في ظل أزمة نقدية غير مسبوقة تعصف بالاقتصاد الوطني.

الحرب والاقتصاد.. معادلة الانهيار المستمر

ويرجع هذا الانهيار إلى تداعيات الحرب المستمرة منذ أبريل 2023، والتي عطلت شرايين الاقتصاد، وأربكت القطاع المصرفي، إلى جانب اختلالات هيكلية في النظام المالي السوداني باتت تتفاقم يومًا بعد يوم.

الجنيه أمام الدولار: نزيف بلا توقف

وبحسب تقديرات خبراء اقتصاد، فإن سعر صرف الدولار في السوق غير الرسمي يقترب من حاجز 2,800 جنيه سوداني، مقارنةً بـ560 جنيهًا فقط قبل عامين، ما يُترجم إلى تدهور بنسبة تفوق 390% خلال هذه الفترة. ويرتبط هذا التراجع الحاد بـ:

ارتفاع الطلب على العملات الأجنبية

شح العرض وضعف التدفقات

فقدان الدولة السيطرة على السوق الموازي

صراع مفتوح بين النظام المصرفي والأسواق السوداء

البنوك تحاول… والجمهور ينسحب

أكدت مصادر مصرفية أن البنوك السودانية تسعى لمجاراة أسعار السوق الموازي من خلال تحديث مستمر لأسعار الصرف الرسمية، لكن العقبة الأبرز تبقى في انعدام ثقة الجمهور بالمصارف، ما أدى إلى:

اتساع عمليات السحب النقدي الجماعي

زيادة الاعتماد على التحويلات غير الرسمية

انتشار قنوات الصرافة الخارجية غير الخاضعة للرقابة

الوضع النقدي في السودان يُظهر أن الاستقرار الظاهري قد يكون الهدوء الذي يسبق العاصفة، في ظل غياب حلول اقتصادية واقعية، وتعمّق الفجوة بين العرض والطلب في سوق العملات.