اعتراف استخباراتي صادم .. روسيا تقصف الأوكرانيين بأسلحة ممنوعة

متابعات – نبض السودان

كشفت وزارة الدفاع الهولندية وجهاز المخابرات العسكرية في تصريحات حصرية لوكالة رويترز عن أدلة مؤكدة على استخدام روسيا لأسلحة كيميائية محظورة في أوكرانيا على نطاق واسع، ما يشكل تصعيدًا خطيرًا في الحرب المستمرة منذ عام 2022.

وأكد المسؤولان الهولنديان أن تلك الأدلة تم الحصول عليها عبر مصادر استخباراتية مستقلة، دون الاعتماد على تقارير أوكرانية أو أمريكية، مؤكدين أن التحقيقات الخاصة أثبتت تعمّد روسيا استخدام مادة خانقة تُسقط عبر طائرات مسيّرة لإجبار الجنود الأوكرانيين على الخروج من الخنادق ثم استهدافهم بالرصاص.

وزير الدفاع الهولندي: روسيا تكثف استخدام الأسلحة الكيميائية

قال روبن بريكلمانس، وزير الدفاع الهولندي، إن روسيا أصبحت أكثر عدوانية واعتيادية في استخدام الأسلحة الكيميائية، موضحًا أن هذا التحوّل مثير للقلق ويشير إلى اتجاه استراتيجي متعمد منذ سنوات.

وأضاف في مقابلة مع رويترز:

'الاستنتاج الرئيسي هو أننا نستطيع تأكيد أن روسيا تكثف استخدام الأسلحة الكيميائية بشكل مقلق ومتسارع'.

'كلوروبكرين' يعود إلى الواجهة.. سلاح الحرب العالمية الأولى

أشارت الاستخبارات الهولندية إلى أن روسيا استخدمت مادة الكلوروبكرين، وهي مركب كيميائي استخدم لأول مرة خلال الحرب العالمية الأولى، وتسبب في تهيج شديد بالجهاز التنفسي وقد يؤدي إلى حروق وغثيان وتقيؤ واختناق.

ورغم أن منظمة حظر الأسلحة الكيميائية صنّفت الكلوروبكرين ضمن المواد المحظورة المسببة للاختناق، إلا أن روسيا لم ترد رسميًا على تلك الاتهامات، فيما تنفي موسكو باستمرار استخدام أي ذخائر غير مشروعة، وتتهم أوكرانيا بتلفيق مثل هذه الادعاءات.

تسريب استخباراتي يربط المادة بثلاث حالات وفاة وآلاف الإصابات

كشف بيتر ريسينك، رئيس جهاز المخابرات العسكرية الهولندي، أن هناك آلاف الحالات الموثقة لاستخدام الأسلحة الكيميائية من قبل القوات الروسية، بينها ثلاث حالات وفاة مؤكد ارتباطها بالمواد السامة، بالإضافة إلى أكثر من 2500 حالة ظهرت فيها أعراض التسمم الكيميائي على جنود أوكرانيين، وفقًا لما وثقته السلطات الصحية.

أزمة دبلوماسية محتملة.. ودعوات لعقوبات أوروبية مشددة

ودعا وزير الدفاع الهولندي إلى فرض عقوبات أشد على موسكو، منها منع روسيا من المشاركة في الهيئات الدولية، وعلى رأسها المجلس التنفيذي لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية.

وأشار إلى أن المفوضية الأوروبية تدرس إدراج 15 كيانًا وفردًا روسيًا ضمن حزمة عقوبات جديدة، بتهمة التورط في استخدام أسلحة كيميائية في أوكرانيا.

روسيا تعزز إنتاجها الكيميائي وتجنّد خبراء

وأكد الجيش الهولندي وأجهزة الاستخبارات العامة، بالتعاون مع شركاء دوليين، أنهم رصدوا أدلة على زيادة وتيرة إنتاج الأسلحة الكيميائية الروسية، بما في ذلك تعزيز البنية التحتية البحثية وتجنيد خبراء لتطوير هذه الأسلحة، بالإضافة إلى إصدار تعليمات مباشرة للجنود الروس باستخدام المواد السامة في ميدان المعركة.

وتعد هذه المعلومات، التي قُدمت رسميًا إلى البرلمان الهولندي، أخطر استنتاج استخباراتي أوروبي حتى الآن حول انتهاكات روسيا لاتفاقية حظر الأسلحة الكيميائية.