ترامب يطلب من السيسي شيئًا لم يحدث منذ عقود.. هل مصر في خطر؟

متابعات- نبض السودان

كشفت صحيفة 'وول ستريت جورنال' الأمريكية تفاصيل مثيرة عن محادثة جرت بين الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب والرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، حيث طلب ترامب بشكل صريح من نظيره المصري السماح بمرور السفن الأمريكية مجانًا عبر قناة السويس، في خطوة وصفها مراقبون بأنها غير مسبوقة وتمثل ضغطًا دبلوماسيًا مباشرًا على مصر.

ترامب يربط بين قناة السويس والحوثيين

وبحسب ما أفادت الصحيفة، فإن ترامب لم يكتفِ بطلب المرور المجاني، بل أعرب كذلك عن رغبته في الحصول على دعم مباشر من القاهرة في العمليات العسكرية الجارية ضد الحوثيين في اليمن.

وقد شمل هذا الدعم طلبات محددة تمثلت في تعاون عسكري، وتبادل معلومات استخباراتية، أو حتى تقديم تمويل مباشر للحملة.

غير أن السيسي، وفقًا للمصادر، رفض هذه الطلبات، مؤكدًا أن الحل الحقيقي للحد من نشاط الحوثيين يكمن في وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرًا أن التهدئة في غزة ستنعكس تلقائيًا على أمن البحر الأحمر، ما يشير إلى رؤية مصرية شاملة لربط الملفات الإقليمية بعضها ببعض.

رد أمريكي رسمي: المرور المجاني 'يفيد الجميع'

وفي أول تعليق رسمي على ما ورد في الصحيفة، أكد جيمس هيويت، المتحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن حرية مرور السفن الأمريكية في البحر الأحمر من شأنها أن تعود بالفائدة على الشركاء الدوليين، ومن بينهم مصر، ما يعكس محاولة لإضفاء طابع تعاوني على مطلب ترامب.

وأضاف هيويت أن مواجهة الحوثيين تتطلب تقاسم الأعباء بين الدول الحليفة، مشيرًا إلى أن السماح بمرور مجاني للسفن الأمريكية عبر قناة السويس يُعد شكلًا من أشكال تقاسم تلك الأعباء، وهو ما يكشف رؤية إدارة ترامب في ربط الامتيازات التجارية بالدعم العسكري والتحالفات الإقليمية.

تحذير مبطن من تقليص الدعم الأمريكي لمصر

وأوردت الصحيفة أن الإدارة الأمريكية السابقة وجهت تحذيرًا صريحًا إلى مسؤولين مصريين خلال زيارتهم لواشنطن في ربيع هذا العام، مفاده أن الدعم المالي الأمريكي لمصر قد يُعاد النظر فيه، إذا لم يتم التعاون بالشكل الذي تطمح إليه الولايات المتحدة، في إشارة إلى محاولة ممارسة ضغط اقتصادي موازٍ للضغط السياسي.

قناة السويس في قلب المعادلة الجيوسياسية

وكان ترامب قد صرّح في 27 أبريل عن رغبته في تأمين مرور مجاني للسفن الأمريكية عبر قناتي بنما والسويس، في محاولة واضحة لتخفيف التكاليف العسكرية واللوجستية التي تتحملها الولايات المتحدة في عملياتها البحرية، خاصة تلك التي تستهدف تأمين الممرات المائية من التهديدات في البحر الأحمر.

وتثير هذه التصريحات تساؤلات عديدة حول مدى استجابة الدول ذات السيادة، مثل مصر وبنما، لهذه المطالب الأمريكية، خصوصًا عندما تأتي في سياقات تتعلق بعمليات عسكرية أو ضغوط جيوسياسية.