كابوس الكوليرا يبتلع أرواح آلاف المدنيين في أم درمان

 أم درمان- نبض السودان

انتشرت الكوليرا بشكل واسع في منطقة الصالحة الواقعة في أقصى غرب مدينة أم درمان، مما أدى إلى وفاة وإصابة آلاف المدنيين المحاصرين هناك. ويعاني المرضى من صعوبة الوصول إلى المستشفيات بسبب الحصار المفروض على الأحياء السكنية من قبل قوات الدعم السريع، بالإضافة إلى تدهور الأوضاع الأمنية في المنطقة.

نداءات عاجلة لتدخل اللجنة الدولية للصليب الأحمر

أعلن عاملون في شبكات الطوارئ الإنسانية بمدينة الخرطوم أن عدد المصابين بالكوليرا تجاوز 150 حالة خلال الأسبوع الماضي، فيما توفي نحو 25 شخصًا، وسط غياب تام للرعاية الصحية وغياب ممرات آمنة تتيح للمصابين الذهاب إلى المستشفيات لتلقي العلاج.

معاناة المواطنين تحت الحصار والتدهور الصحي

قال نزار عبد الله، عامل إنساني مطلع على الأوضاع في الصالحة، لـ'الترا سودان'، إن السكان عاجزون عن توفير الماء والملح لتحضير محاليل معالجة الكوليرا في المنازل، بسبب تشديد الحصار من قوات الدعم السريع، التي تمنع حركة المدنيين وتطلق الرصاص على المخالفين للإجراءات الأمنية.

وأضاف نزار أن الصالحة أصبحت بؤرة لوباء الكوليرا، حيث يعتمد السكان على مياه ملوثة وأغذية غير آمنة جراء الحصار، مما يجبرهم على البقاء في المنازل وسط ظروف صحية كارثية.

تصاعد الحصار مع تقدم الجيش في المنطقة

تابع نزار عبد الله: 'كلما تقدم الجيش في الصالحة، يزداد حصار قوات الدعم السريع على المدنيين، مما تسبب في وفاة 25 شخصًا وإصابة أكثر من 150 آخرين بالكوليرا خلال أسبوع واحد'.

وأكد أن الجيش قد أحرز تقدماً في الشوارع المحيطة بسوق الصالحة، قرب جامعة أم درمان الإسلامية، وسيطر على مدرسة كانت قوات الدعم السريع قد حولتها إلى قاعدة عسكرية.

انتشار المقاتلين الأجانب وتفاقم الانتهاكات

أوضح نزار أن جزءاً كبيراً من قوات الدعم السريع في الصالحة يتكون من مقاتلين أجانب من دول الجوار، مما أدى إلى تصاعد الانتهاكات ضد المدنيين، مشيراً إلى أن المنطقة تمثل آخر معقل لقوات حميدتي في الخرطوم، وخسارتها تعني انتهاء وجود هذه القوات في الولاية، وهو ما يدفعهم للقتال بشراسة.

مخاوف من تكرار مجازر وانتهاكات بحق المدنيين

أكد نزار عبد الله على ضرورة تدخل عاجل من اللجنة الدولية للصليب الأحمر لإجلاء المدنيين، الذين يخشون تكرار سيناريو الإعدامات الجماعية التي أودت بحياة 31 شخصًا في 'مجزرة الصالحة' التي وقعت الشهر الماضي وحظيت بإدانات واسعة محلية ودولية.

حصار مستمر يفاقم الأزمة الإنسانية

يواجه آلاف المدنيين في منطقة الصالحة حصاراً عنيفاً من قوات الدعم السريع للشهر الثالث على التوالي، مع توقف سلاسل الإمداد الغذائي ونقص الوقود، إضافة إلى انعدام مصادر مياه الشرب الآمنة، ما يزيد من معاناة السكان وتدهور وضعهم الصحي والإنساني.