اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٥ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
تترقب جماهير نادي المريخ السوداني وصول بعثة فريقها إلى مدينة بورتسودان يوم الإثنين 16 يونيو، في عودة تاريخية بعد غياب استمر لعامين كاملين عن البلاد، خاض خلالها الفريق تجارب مختلفة، آخرها مشاركة استثنائية في الدوري الموريتاني، سبقتها تحضيرات فنية في معسكر تدريبي بالعاصمة المصرية القاهرة.
وبينما يرفع المريخ شعار استعادة الهيبة والتألق في الساحة المحلية، خاصة في مباريات دوري السوبر المرتقبة، فإن إدارة النادي بقيادة عمر النمير تنتظرها تحديات كبيرة ومعقدة على أكثر من صعيد، في ظل الظروف التي تحيط بالنادي، والدعم الأحادي الذي يتكفل به رئيس النادي.
التحدي الأول: التعاقدات النوعية في ميركاتو الصيف
من أبرز التحديات التي تواجه المريخ في المرحلة المقبلة ضرورة إجراء تعاقدات نوعية تعيد للفريق توازنه، وقد وضعت اللجنة الفنية للنادي بالتنسيق مع المدير الرياضي نادر خليل والمدرب المصري شوقي غريب قائمة بلاعبين أجانب مرشحين لتعزيز صفوف الفريق، وكشفت مصادر مطلعة أن الميزانية المرصودة لهذه التعاقدات تبلغ مليونًا و500 ألف دولار، بحخسب موقع 'winwin'.
وبالمقابل، يُنتظر من الإدارة إنهاء تعاقداتها مع أربعة محترفين لم يقدموا الإضافة الفنية المرجوة، من بينهم الكولومبي سانتياغو باتنيو، والتوغولي دايو جوييس، والنيجيري أداما بابنجيدا، وهي خطوة مكلفة ماديًا؛ إذ تشير التقديرات إلى أن إنهاء عقد باتنيو وحده قد يتطلب دفع 600 ألف دولار.
ويمثل هذا الملف ضغوطًا مضاعفة على إدارة النادي، إذ تضع الجماهير آمالًا كبيرة على التعاقد مع أسماء تليق بتاريخ المريخ، في وقت يعاني فيه النادي من ضائقة مالية، ويتحمل فيه الرئيس عمر النمير العبء المالي الأكبر.
التحدي الثاني: أزمة فنية تهدد استقرار الجهاز الفني
بات ملف الجهاز الفني أحد أكثر الملفات حساسية داخل نادي المريخ، إذ تشير التوقعات إلى رحيل وشيك للمدرب المصري شوقي غريب فور انتهاء مشاركة الفريق في دوري السوبر، وربما قبل ذلك، ما يستوجب على إدارة النادي البحث سريعًا عن مدرب بديل يتمتع بخبرة واسعة وقدرة على قيادة الفريق في المرحلة الحرجة.
وشهد الموسم الحالي حالة من عدم الاستقرار الفني غير المسبوقة، حيث تعاقب على تدريب الفريق أربعة مدربين، ما انعكس سلبًا على أداء اللاعبين وزاد من مشاكلهم النفسية والبدنية، وهو ما يجعل ملف المدرب المقبل محوريًا في إعادة بناء الفريق.
ومن المؤكد أن التعاقد مع اسم تدريبي كبير سيستنزف جزءًا كبيرًا من ميزانية النادي، إلا أن استمرار التراجع الفني سيكلّف الفريق مزيدًا من الخسائر الجماهيرية والتاريخية.
التحدي الثالث: التحضير الجاد للمنافسات الأفريقية
تكرر في السنوات الأخيرة فشل المريخ في تجاوز الأدوار التمهيدية من بطولة دوري أبطال أفريقيا، وكان السبب الرئيسي ضعف الإعداد الفني وسوء التنظيم، ففي النسخة قبل الماضية بدأ الفريق تحضيراته قبل أسبوع واحد فقط من بداية البطولة، وفي النسخة الأخيرة تعاقد مع المدرب جيوفاني سوليناس قبل انطلاقة البطولة بأيام قليلة، ليخوض المباريات دون انسجام فني.
وزادت الطين بلة الخلافات الداخلية، أبرزها الصراع الذي نشب بين المدرب الإيطالي سوليناس والمدرب المحلي إبراهيم حسين (إبراهومه)، ما أدى إلى إبعاد الأخير، رغم معرفته الدقيقة بالفريق وظروفه، لينعكس ذلك على أداء المريخ الذي غادر البطولة سريعًا.
وتدرك الإدارة أن تجاوز هذا التحدي يتطلب إعدادًا مبكرًا واختيار موقع مناسب للمعسكر التحضيري، إضافة إلى ضبط البرنامج الزمني والالتزام به، كي يستعيد الفريق بريقه الأفريقي ويخرج من نفق الإقصاءات المبكرة.
موسم للنسيان.. والمريخ يبحث عن المصالحة
شهد المريخ خلال العام الأخير واحدة من أسوأ فتراته، بعد أن خسر عددًا من أبرز لاعبيه، ما أدى إلى تراجع لافت في نتائجه وتقهقره إلى المركز السادس في الدوري الموريتاني، وهو أمر لا يليق بتاريخ 'الزعيم الأحمر' الذي يعتبر من أعرق الأندية السودانية وأكثرها تتويجًا.
وبعد وداع مبكر للبطولة الأفريقية، وتراجع كبير محليًا، تسعى الإدارة لإعادة بناء الفريق بشكل جذري، وطمأنة الجماهير التي غابت عنها فرحة البطولات طويلاً.
ومع العودة المرتقبة إلى الأراضي السودانية، يعلق جمهور المريخ آمالًا عريضة على أن تكون هذه العودة بداية جديدة، تفتح أبواب التألق أمام الفريق مجددًا.