اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢ أب ٢٠٢٥
وسط تصاعد الجدل في الأوساط الطبية والتغذوية، تزداد حيرة الناس حول وجبة الإفطار، التي طالما رُوّج لها باعتبارها «أهم وجبة في اليوم»، بينما ترى دراسات حديثة وأطباء متخصصون أنها قد تتحول إلى فخّ يُعيق جهود إنقاص الوزن إذا تم تناولها في التوقيت أو الشكل الخطأ.
ساعة الطعام الأولى.. أداة لا تُستهان بها
ترى الدكتورة ريشيل إل. كورادو، الحاصلة على زمالة الجمعية الأميركية لأطباء السمنة، أن توقيت تناول الطعام لا يقل أهمية عن مكوناته، قائلة: «فهم وقت تناول الطعام أمر حاسم، خاصةً إذا كان الهدف إنقاص الوزن».
وفي السياق ذاته، ينصح الدكتور راج داسغوبتا، من المجلس الأميركي للطب الباطني، بأن يتم تناول وجبة الإفطار خلال ساعة إلى ساعتين بعد الاستيقاظ، حيث يكون الجسم خارجًا من صيام ليلي، ما يجعله أكثر قدرة على امتصاص الطاقة واستقرار مستويات السكر.
دراسات تضع 7:30 صباحًا كموعد مثالي
دراسة نُشرت عام 2023 في مجلة «نوترينتس» أظهرت أن تناول الطعام بحلول 7:30 صباحًا يعزز الأيض نظراً لكون الجسم أكثر حساسية للأنسولين في تلك الساعات المبكرة. وهي نتيجة تدعم ما أشار إليه الدكتور مير علي، المدير الطبي لمركز أورانج كوست لجراحات السمنة، الذي أكد أن الإفطار المبكر يحفز الهرمونات ويوقظ عمليات الأيض.
لكن رغم هذا، يُقر خبراء آخرون بأن التوقيت ليس قاعدة صارمة، وأن الاستماع للجسم قد يكون أكثر فاعلية من اتباع الجداول.
لا جوع؟ لا إفطار بالضرورة
اختصاصية السمنة في نيويورك، الدكتورة سو ديكوتيس، تذهب إلى أن الإفطار ليس ضرورة صحية في كل الحالات. وتقول: «إذا لم يكن الشخص جائعًا، فإن تناول حفنة مكسرات لن يُغير شيئًا. أما إذا تسبب التخطي في نوبات جوع شرس لاحقًا، فحينها يجب إعادة النظر».
وتُشير د. كورادو إلى أنه لا بأس بتمديد قاعدة «الإفطار خلال ساعتين» لتصبح ثلاث ساعات في بعض الحالات، مؤكدةً أن المرونة مطلوبة، خاصة حين يتعلق الأمر بجداول النوم أو الصيام المتقطع.
ما الذي تأكله لا يقل أهمية عن التوقيت
التركيز لا يجب أن ينصب فقط على متى نأكل، بل ماذا نأكل. الإفطار المثالي لإنقاص الوزن، وفق الأطباء، يتضمن مزيجًا من البروتين، الألياف، والحبوب الكاملة، مما يعزز الشبع ويضبط الشهية.
تشمل الخيارات المقترحة:
زبادي يوناني مع غرانولا وتوت وبذور شيا
أومليت نباتي مع السبانخ والمشروم وخبز الحبوب الكاملة
فطائر من الموز والشوفان والجبن القريش
دقيق الشوفان بالفواكه وبذور الشيا والعسل
بوريتو من البيض والتوفو والفاصوليا السوداء مع الصلصة الحارة
تكرار الوجبات.. الحل في التنظيم لا الحرمان
تكرار الوجبات يُعتبر من العوامل المهمة أيضًا. دراسة من «جمعية القلب الأميركية» خلصت إلى أن عدد وتكرار الوجبات أكثر أهمية من مجرد الصيام المتقطع.
ويقول د. علي: «لا يهم إذا تناول الشخص ثلاث وجبات أو خمس، المهم هو نوعية الطعام». أما الدكتور داسغوبتا، فيحذر من الجوع الشديد: «توزيع الطعام يمنع الإفراط، ويحافظ على الطاقة والهضم».
الرياضة.. الضلع الثاني في مثلث النجاح
الوزن لا ينخفض بالتغذية وحدها. د. علي يوصي بممارسة الرياضة 30 دقيقة يوميًا، خمس مرات أسبوعيًا، مؤكدًا أن الحفاظ على الكتلة العضلية أمر أساسي لحرق الدهون بكفاءة.
النوم والتوتر.. أعداء خفيون للرشاقة
قلة النوم تزيد من هرمونات الجوع وتُضعف إشارات الشبع، وفقًا لكورادو. كما أن التوتر، خاصة المزمن، يرفع الكورتيزول ويشجع على تناول الأطعمة الدسمة، ما يؤدي إلى تخزين الدهون خاصةً في البطن.
وتُضيف كورادو: «تناول الطعام العاطفي من أكثر أسباب الانتكاسة شيوعًا في خطط إنقاص الوزن. من المهم فهم محفزاتك النفسية وتجنب جلد الذات عند الفشل».