اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٢ أيار ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور يعد من أكبر التحولات السياسية والأمنية في المنطقة، توقعت مصادر مطلعة أن يعلن حزب العمال الكردستاني اليوم قراره الرسمي بحل نفسه وإلقاء السلاح، تنفيذًا لدعوة زعيمه عبد الله أوجلان، في خطوة وصفت بـ'المفصلية' التي قد تضع حدًا لأربعة عقود من الحرب الدامية بين الحزب والدولة التركية.
تنفيذ شامل لعملية التسليم في ثلاث دول
وأكدت مصادر قنوات 'العربية' و'الحدث' أن تسليم سلاح حزب العمال الكردستاني سيكون متزامنًا وشاملًا في ثلاث دول، هي: العراق وسوريا وتركيا، موضحة أن هذه العملية لن تكون رمزية أو محدودة النطاق، بل ستدار وفق ترتيبات استخباراتية دقيقة بين الدول الثلاث لضمان تنفيذها بنجاح.
كما كشفت المصادر عن إنشاء مراكز ميدانية في هذه الدول لتجميع الأسلحة من عناصر الحزب، في إطار تنسيق استخباراتي مشترك بين أنقرة وبغداد ودمشق، مما يعكس جدية الدول المعنية في إنهاء هذا الملف المعقد الذي طال لسنوات.
مصير قادة الصف الأول والثاني يعرقل الإعلان النهائي
رغم الجهوزية الكاملة، كشفت المصادر أن قرار الحل تأخر بسبب الجدل الدائر حول مصير قادة الصف الأول والثاني في الحزب، خاصة أن تركيا ترفض بشكل قاطع عودة بعضهم إلى أراضيها.
وبحسب المعلومات المتوفرة، فإن أحد السيناريوهات المطروحة هو انتقال هؤلاء القادة إلى بلد ثالث لم يتم تحديده حتى الآن، على أن يتم هذا الانتقال بموافقة تركية مسبقة، لتفادي أي صدام مستقبلي أو تصفية حسابات داخلية.
أما من لا تنطبق عليهم شروط اللجوء لدولة ثالثة، فمن المرجح أن يبقوا داخل الأراضي العراقية ضمن مناطق محددة يتم الاتفاق بشأنها مع الحكومة العراقية، وذلك كحل مؤقت إلى حين ترتيب وضعهم القانوني والسياسي.
أردوغان: ننتظر أخبارًا جيدة في أي وقت
الرئيس التركي رجب طيب أردوغان كان قد ألمح في تصريحات سابقة إلى قرب انتهاء 'آفة الإرهاب' في بلاده، مؤكدًا أن حكومته تتخذ خطوات حثيثة نحو تحقيق هذا الهدف. وأعرب عن تفاؤله بإمكانية سماع 'أخبار جيدة' بشأن ملف حزب العمال الكردستاني في أي لحظة.
وتأتي هذه التصريحات لتؤكد وجود تنسيق سياسي وأمني داخلي عالي المستوى في أنقرة لإدارة المرحلة الانتقالية بعد حل الحزب، وضمان استقرار الأوضاع في الداخل التركي.
مؤتمر الحزب يمهد للحل ويقر قرارات تاريخية
في خطوة تنظيمية استباقية، عقد حزب العمال الكردستاني الأسبوع الماضي مؤتمره الثاني عشر في المناطق التي ينشط فيها، وأعلن لاحقًا في بيان رسمي أنه اتخذ 'قرارات تاريخية' تمهيدًا لحل الحزب، استجابة لدعوة زعيمه المعتقل عبد الله أوجلان، الذي يقضي حكمًا بالسجن المؤبد منذ عام 1999 في أحد السجون التركية.
وذكرت مصادر كردية أن المؤتمر الذي انعقد بين 5 و7 مايو خرج بمقررات غير مسبوقة، سيتم الإعلان عنها لاحقًا، مرجحة أن تتضمن خارطة طريق متكاملة لإنهاء العمل المسلح والتخلي عن النشاط العسكري، إضافة إلى خطوات سياسية قد تمهد لانخراط بعض عناصر الحزب في العملية السياسية لاحقًا ضمن مسارات قانونية.
دعوة أوجلان لحل الحزب وإلقاء السلاح
يعود أصل التحول الجذري إلى رسالة بعث بها عبد الله أوجلان عبر نواب من حزب الشعوب الديمقراطي المؤيد للأكراد، طالب فيها كل المجموعات المسلحة التابعة للحزب بإلقاء السلاح فورًا وحل التنظيم، في محاولة أخيرة لإنهاء المواجهة العسكرية التي استنزفت المنطقة طيلة عقود.
هذه الدعوة التي وُصفت بالتاريخية قد تعيد رسم الخارطة الأمنية والسياسية ليس فقط في تركيا، بل في العراق وسوريا أيضًا، حيث تنشط مجموعات كردية مرتبطة بشكل مباشر أو غير مباشر بالحزب.
آثار محتملة في الإقليم والمنطقة
يرى مراقبون أن حل حزب العمال الكردستاني قد يؤثر بشكل عميق على مجموعات كردية أخرى في دول الجوار، خاصة في سوريا، حيث تعد وحدات الحماية الكردية فرعًا متقاطعًا مع الحزب الأم.
كما أن هذا التحول قد يفتح الباب أمام ترتيبات أمنية جديدة بين تركيا ودول الإقليم، وربما يدفع باتجاه تسويات أوسع في الملف الكردي، سواء على المستوى المحلي أو الإقليمي.