اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ أيلول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
أطلقت وزارة الصحة ، بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة 'اليونيسف'، حملة تطعيم كبرى ضد وباء الكوليرا في ولايات دارفور، تستهدف نحو 1.86 مليون شخص من عمر سنة فما فوق. وتأتي هذه الخطوة في ظل تفشٍ متواصل للمرض منذ مايو الماضي، ما يشكل تهديدًا خطيرًا للصحة العامة في الإقليم الذي يعاني من تداعيات الحرب والنزوح.
أرقام صادمة منذ إعلان تفشي الكوليرا
كانت وزارة الصحة السودانية قد أعلنت رسميًا تفشي الكوليرا في أغسطس 2024، ومنذ ذلك الحين سُجلت أكثر من 100 ألف إصابة في البلاد. وفي دارفور وحدها، أُبلغ عن 12,739 إصابة و358 وفاة منذ ظهور أول حالة في جنوب دارفور بتاريخ 29 مايو 2025. وعلى مستوى السودان، وصل عدد الحالات المسجلة منذ يوليو 2024 إلى نحو 113,629 حالة، بينها 3,029 وفاة، ليُعتبر هذا التفشي الأطول في تاريخ البلاد.
تفاصيل انطلاقة الحملة
بحسب تقرير لمنظمة الصحة العالمية، بدأت الحملة في 21 سبتمبر بمحليات نيالا جنوب ونيالا شمال وبليل في ولاية جنوب دارفور. وفي 22 سبتمبر انتقلت إلى محليتي أبو جابرة والضعين بشرق دارفور، على أن تشمل محلية طويلة بشمال دارفور قبل نهاية الشهر. وتستمر الحملة لعشرة أيام، وتهدف إلى الوصول بنسبة تغطية تبلغ 97% من سكان المناطق المستهدفة. وتشمل الحملة ست محليات عبر ولايات دارفور الخمس.
منظمة الصحة العالمية: حماية الأرواح أولوية
الدكتور شبل السحباني، ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، أكد أن فرق المنظمة تعمل مع شركاء الصحة 'بلا كلل' لتقديم الدعم الفني والتشغيلي اللازم لإنجاح الحملة. وأضاف قائلاً: 'يجب حماية سكان دارفور، وبقية أنحاء السودان، من الأمراض والمعاناة، ونحن هنا لتحقيق ذلك كما نفعل منذ عقود'.
أسباب انتشار الوباء
يرى خبراء الصحة أن انتشار الكوليرا على هذا النطاق يعود بشكل رئيسي إلى تداعيات النزاع المستمر منذ عامين، وما تبعه من نزوح جماعي وانهيار في الخدمات الأساسية، خاصةً المياه النظيفة والصرف الصحي. كما ساهم موسم الأمطار والفيضانات الأخيرة في تلوث مصادر المياه، ما زاد من خطورة الوضع.
1.86 مليون جرعة لمواجهة التفشي
تعتمد الحملة على 1.86 مليون جرعة من لقاحات الكوليرا الفموية، جرى توفيرها عبر 'مجموعة التنسيق الدولية لتوفير اللقاحات' التي تضم منظمة الصحة العالمية واليونيسف والاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر ومنظمة أطباء بلا حدود، بدعم مالي من التحالف العالمي للقاحات والتحصين.
استجابة شاملة متعددة القطاعات
لا يقتصر التدخل على التطعيم فقط، بل يشمل أيضًا تعزيز الترصد والكشف المبكر عن الحالات وتوسيع خدمات العلاج، إضافةً إلى تحسين الوصول إلى مياه نظيفة وصرف صحي ملائم. كما تتضمن الاستجابة أنشطة توعية مجتمعية تهدف إلى نشر السلوكيات الصحية والوقائية للحد من انتقال المرض في أوساط المجتمعات المحلية.
تحديات قائمة أمام الجهود الصحية
ورغم أهمية هذه الحملة، إلا أن استمرار الحرب في السودان يشكل عائقًا أمام الاستجابة الصحية، حيث تعاني الكوادر الطبية من صعوبة الوصول إلى بعض المناطق المتأثرة، إلى جانب نقص الإمدادات الطبية. ومع ذلك، ترى المنظمات الصحية أن توفير اللقاح على نطاق واسع يمثل خطوة جوهرية لخفض معدلات الإصابة والوفيات.