اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١٢ تموز ٢٠٢٥
اتهم مبارك الفاضل المهدي، رئيس حزب الأمة، حزب المؤتمر الوطني بإشعال فتيل الحرب عبر هجوم شنته قوات من الجيش على قوات الدعم السريع في الثالثة صباحاً داخل المدينة الرياضية، مضيفاً أن هذا التحرك تم بأمر من قيادات إسلامية في الجيش، تحت توجيه مباشر من قيادة الحركة الإسلامية التي يمثلها علي كرتي وعلي عثمان محمد طه.
تحوّل موقف الفاضل من دعم الجيش إلى معارضة حادة، بعد أن كان من أبرز مناصريه في الحرب، حيث سبق أن وجه انتقادات قوية للدعم السريع ولتحالف قوى الحرية والتغيير، بل وكان من أوائل من أطلق شائعة وفاة حميدتي.
هذا التحول المفاجئ أثار تساؤلات حول دوافعه، خاصة بعد أن تبيّن أن الفاضل كان يسعى لتولي منصب رفيع، تحديداً رئاسة الوزراء، وطرح هذا الطموح خلال لقائه مع الفريق البرهان في بورتسودان، إلا أن الرد الذي تلقاه لم يكن مشجعاً، مما دفعه إلى مراجعة موقفه والبحث عن تقارب جديد مع الدعم السريع والقوى المدنية.
في يونيو الماضي، قام الفاضل بزيارة مفاجئة إلى دولة الإمارات، قال إنها كانت خاصة لحضور مناسبة أسرية، لكنه أشار إلى أن الهدف الحقيقي منها كان العمل على تصحيح العلاقة مع الإمارات، التي قال إن جناح الإسلاميين في السودان سعى لتخريبها. وأوضح أن الإمارات تلعب دوراً محورياً في وقف الحرب والمساهمة في إعادة إعمار السودان، وهو ما يجعل من الضروري الحفاظ على علاقات سياسية واقتصادية قوية معها، مشيراً إلى أن حزب الأمة يرى أن من واجبه المساهمة في هذا الحوار.
وفيما يخص بداية الحرب في أبريل 2023، والتي ظل سؤال “من أطلق الرصاصة الأولى؟” عالقاً حولها، أوضح الفاضل في تغريدة على منصة “إكس” أن قوات الدعم السريع كانت قد بدأت بحشد قواتها في مروي والخرطوم، بينما خفض الجيش استعداده إلى 30% لتهدئة التوتر. كما كانت هناك وساطات من الحرية والتغيير والحركات المسلحة لنزع فتيل الأزمة، وتم بالفعل عقد اجتماع بين البرهان وحميدتي في منزل معاوية البرير مساء الجمعة 14 أبريل، اتُفق فيه على سحب قوات الدعم السريع من مروي، على أن يُستكمل الحوار صباح السبت 15 أبريل.
لكن ما حدث بعد ذلك فاجأ الجميع. فقد كشف الفاضل أن اللواء الأول مشاة في الباقير هو من بدأ الهجوم، بحسب شهادة قائده اللواء عوض الكريم، الذي أدلى بتصريحات لقناة القوات المسلحة قبل استشهاده في ظروف غامضة. وأكد القائد أن قواته هاجمت المدينة الرياضية عند الثالثة فجراً، مما يؤكد أن الجيش بدأ العمليات العسكرية، وليس الدعم السريع.
وتساءل الفاضل عن الجهة التي أصدرت أوامر الهجوم، مشيراً إلى أن القيادات العليا في الجيش لم تكن على علم، حيث كان الفريق البرهان نائماً في منزله، ونائبه شمس الدين كباشي أيضاً، بينما تحرك ياسر العطا سيراً على الأقدام إلى سلاح المهندسين بعد أن سمع دوي المدافع. كما فُوجئ المفتش العام للجيش وسكان حي المطار بالمعارك، وتعرض بعضهم للأسر.
بناءً على هذه المعطيات، حمّل الفاضل مسؤولية اندلاع الحرب لقادة إسلاميين داخل الجيش، الذين تصرفوا من تلقاء أنفسهم وبتوجيه من قيادة الحركة الإسلامية. وطالب بتشكيل لجنة تحقيق دولية لتحديد المسؤول عن تفجير الحرب وتحويل المسؤولين عنها إلى المحكمة الجنائية الدولية.