الموت في الشوارع.. شهادات تكشف فظائع الدعم غرب كردفان

غرب كردفان- نبض السودان

في تطورات ميدانية دامية تشهدها ولاية غرب كردفان، تزايدت الشهادات المروّعة التي تؤكد ارتكاب ميليشيا الدعم السريع المتمردة لانتهاكات واسعة النطاق بحق المدنيين في عدد من المناطق التي سيطرت عليها خلال الأسابيع الأخيرة، وسط صمت دولي يثير القلق ومخاوف من تكرار سيناريوهات إبادة جماعية.

مجازر ممنهجة وتعذيب ونهب في غبيش والنهود

روى المواطن (ع.ا.ش) من محلية غبيش، الذي استقر لاحقًا في مدينة النهود، تفاصيل مروعة عن اقتحام الميليشيا للمدينة، مشيرًا إلى تعرّضه وعائلته لعمليات تعذيب ونهب منظمة، أسفرت عن فقدان اثنين من أفراد أسرته، واضطراره للسير على الأقدام لمسافة أحد عشر يوماً حتى بلوغه مدينة الأبيض بحثًا عن الأمان.

قتل ميداني واتهامات زائفة في الخوي

من ريف محلية الخوي، أفاد المواطن (ح.ع.ع) أن ميليشيا الدعم السريع نفذت عمليات قتل ونهب واسعة لحظة دخولها القرية، متعدّية على الممتلكات الخاصة للسكان، وممارسة العنف والتعذيب ضدهم بتهمة ملفّقة مفادها أنهم من أنصار القوات المسلحة. هذا السلوك دفع كثيرًا من المدنيين إلى مغادرة المنطقة بشكل جماعي.

نمط عرقي مقلق في ود بندا

وفي مشهد أكثر خطورة، صرّحت المواطنة (د.ر.ف) من محلية ود بندا بأن الاعتداءات شملت عمليات قتل ذات طابع عرقي، وهو ما أثار مخاوف عميقة من دخول الصراع مرحلة تطهير ممنهج. وأضافت أن المدينة شهدت لحظة سقوطها عمليات نهب شامل وبثّ رعب منظم بين الأهالي، ما أدى إلى موجات نزوح جماعية نحو محلية النهود.

ممارسات لا إنسانية ومنع دفن الموتى

وفي شهادة أخرى صادمة، قالت (ن.م.ب) من مدينة النهود إن أفراد الميليشيا مارسوا تعذيبًا ممنهجًا بحق السكان، بل وصل الأمر إلى منعهم من دفن موتاهم تحت مبررات واهية، مثل اتهامهم بأنهم 'مستنفرون'، وهو مصطلح يستخدمه عناصر الميليشيا لتبرير التنكيل بالمدنيين. وأضافت أن ثلاثة من جيرانها تمّت تصفيتهم ميدانياً، ما أجبرها على الفرار إلى الأبيض.

اغتصاب وحملات تجنيد قسري في أبو زبد

كما كشفت المواطنة (ا.م.ر) من منطقة السعاتة، ريف محلية أبو زبد، أن قريتها تعرّضت لانتهاكات متعددة، شملت الضرب الوحشي، القتل، والاغتصاب، مضيفة أن إعلان الميليشيا عن حملة تجنيد قسري دفع عشرات الأسر إلى الهروب في رحلة استمرت أكثر من عشرة أيام نحو مناطق أكثر أماناً.

موت في الشوارع وسط حصار إنساني خانق

من جهته، أكد المواطن (ع.ص.ع) من مدينة النهود أن الميليشيا اقتحمت المنازل فور دخولها المدينة، واستخدمت العنف لابتزاز السكان، مشيرًا إلى وفاة أحد أقربائه متأثراً بجراحه، في ظل منع العائلات من دفن الجثث التي بقيت مرمية في الشوارع لأيام، في مشهد وصفه بغير الإنساني والمروع.

معاناة مستمرة وتجاهل دولي

الشهادات المتواترة من غرب كردفان تكشف عن نمط من الانتهاكات الممنهجة التي تستهدف المدنيين بشكل مباشر، في ظل غياب أي تحرك دولي فاعل لحماية السكان أو محاسبة الجناة. وتطالب منظمات حقوقية بإجراء تحقيق دولي عاجل في هذه الجرائم، ووضع حد لاستخدام العنف كوسيلة للسيطرة على المناطق المدنية.

موجات نزوح وتفاقم الوضع الإنساني

شهدت ولاية غرب كردفان خلال الفترة الماضية موجات نزوح كثيفة، مع تكدس آلاف الأسر في معسكرات غير مجهزة بمدينة الأبيض، وسط ظروف معيشية مأساوية، ونقص حاد في الغذاء والماء والرعاية الصحية، ما يهدد بحدوث كارثة إنسانية وشيكة في حال استمرار تدهور الأوضاع.

هل تتحرك العدالة الدولية؟

في ظل تزايد الأدلة على ارتكاب جرائم ضد الإنسانية من قبل ميليشيا الدعم السريع، تتصاعد المطالبات بمحاسبة القيادات الميدانية والسياسية المتورطة، وضرورة فتح تحقيقات عاجلة من قبل المحكمة الجنائية الدولية، وفرض ضغوط دولية وإقليمية لوقف آلة العنف التي تلتهم المدنيين في غرب السودان.