السيسي يرفع سقف المواجهة مع إثيوبيا في معركة سد النهضة

متابعات- نبض السودان

صعّد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي لهجته ضد إثيوبيا في ملف سد النهضة، مؤكداً أن القاهرة لن تقبل بأي إجراءات أحادية تهدد أمنها المائي. وخلال مؤتمر صحفي جمعه بالرئيس الأوغندي يويري موسيفيني في القاهرة، شدد السيسي على أن من يعتقد أن مصر ستغض الطرف عن تهديد وجودي لمياهها فهو 'مخطئ'، معلناً استعداد بلاده لاتخاذ كل التدابير التي يكفلها القانون الدولي للحفاظ على حقوقها المائية.

المياه أداة ضغط سياسي على مصر

أوضح السيسي أن قضية المياه أصبحت جزءاً من حملة ضغوط على مصر لتحقيق أهداف أخرى، مشيراً إلى أن القاهرة لا تعارض تنمية دول حوض النيل، لكنها لن تسمح بأي مساس بحصتها السنوية من المياه. وأكد أن موقف مصر ثابت منذ البداية في ضرورة مراعاة مصالح جميع الأطراف وعدم الإضرار بحقوق دول المصب.

اعتماد مصر شبه الكامل على نهر النيل

تعتمد مصر بنسبة 98% على مياه نهر النيل كمصدر وحيد، بحصة سنوية تبلغ 55.5 مليار متر مكعب، وهي حالياً تحت خط الفقر المائي العالمي عند 500 متر مكعب للفرد سنوياً، بحسب وزارة الري المصرية. وأوضح السيسي أن مصر والسودان يحصلان معاً على 85 مليار متر مكعب من مياه النيل من أصل 1600 مليار متر مكعب هي إجمالي مياه الحوض، مؤكداً أن هذه الكمية تمثل شريان الحياة لمصر والسودان.

توقف المفاوضات واللجوء لمجلس الأمن

توقفت المفاوضات بين مصر وإثيوبيا والسودان برعاية الاتحاد الأفريقي في أبريل 2021 بعد فشل الأطراف في التوصل لاتفاق، ما دفع القاهرة إلى رفع الملف إلى مجلس الأمن الدولي للضغط على أديس أبابا. وبيّن السيسي أن مصر لم تطرح مسألة 'الاقتسام العادل' للمياه حتى لا تفتح باب الجدل حول حصص هائلة تتجاوز قدرات معظم دول الحوض.

ترمب وتعهدات الحل السريع

أشار السيسي إلى تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترمب بأن الولايات المتحدة موّلت سد النهضة، مع تأكيده على إمكانية التوصل لحل سريع للأزمة، وهو ما لاقى ترحيباً من الجانب المصري.

دور أوغندا في قيادة آلية التشاور

تعول مصر على دور أوغندا التي تتولى رئاسة 'اللجنة السباعية' المنبثقة عن مبادرة حوض النيل، للوصول إلى توافق يحقق التعاون بين الدول. وخلال المؤتمر الصحفي، اعتبر موسيفيني أن الخلاف يتمحور حول نهج التعامل مع الأزمة، لافتاً إلى أن مصر تستند لاتفاقات تاريخية أُبرمت في فترات استعمارية، بينما تطالب إثيوبيا بحقها في التنمية.

أجندة موسعة للعلاقات الثنائية

إلى جانب ملف السد، بحث السيسي وموسيفيني سبل الارتقاء بالعلاقات الثنائية، خاصة في المجالات السياسية والتجارية والاستثمارية. وأقيمت في القاهرة فعاليات 'منتدى رجال الأعمال المصري الأوغندي' لزيادة التعاون الاقتصادي، حيث أكدت القاهرة أنها ترى في أوغندا شريكاً استراتيجياً في حوض النيل الجنوبي.

تحركات استباقية قبل افتتاح سد النهضة

تأتي المحادثات المصرية الأوغندية في توقيت حساس قبل افتتاح إثيوبيا سد النهضة في سبتمبر المقبل، وهو ما يراه محللون محاولة استباقية من القاهرة لتعزيز موقفها التفاوضي من خلال التحالفات الإقليمية.

تمويل مصري لمشروعات تنموية في أوغندا

أعلن السيسي استعداد مصر لتمويل مشروع سد 'أنجلولو' بين أوغندا وكينيا بمبلغ مبدئي قدره 100 مليون دولار، إضافة إلى توقيع مذكرة تفاهم جديدة لإدارة الموارد المائية بقيمة 6 ملايين دولار لمدة خمس سنوات. كما شهد الجانبان توقيع خمس مذكرات تفاهم تشمل التعاون الزراعي، الأمن الغذائي، الاستثمار، الإعفاء من التأشيرات، والتعاون الدبلوماسي.

رؤية مشتركة للتنمية والربط الملاحي

أشاد موسيفيني بدور مصر في دعم التنمية في أوغندا، معلناً عن إقامة مصنع للتحصينات ودعم في مجال الغذاء، فضلاً عن تنفيذ مشروع الربط الملاحي بين أوغندا ومصر لتعزيز الاتصال بالبحر المتوسط عبر النيل، مؤكداً أن هذا المشروع سيكسر عزلة بلاده الجغرافية