اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٢٢ تشرين الأول ٢٠٢٥
تشهد الساحة السودانية منذ اندلاع الحرب بسبب تمرد مليشيات الدعم السريع علي الشرعيه واحدة من أعقد الأزمات الإنسانية والاجتماعية في تاريخ البلاد، إذ أفرزت الحرب واقعًا مأساويًا يطال شريحة هشة من المجتمع، وهي الأطفال والشباب الذين فقدوا سندهم العائلي نتيجة القتال والنزوح واللجوء.
واقع مأساوي يتشكل بصمت.
خلفت الحرب آلاف الأيتام والمشردين الذين وجدوا أنفسهم في الشوارع دون رعاية أسرية أو تعليم أو حماية. تفكك الأسر وفقدان المعيل وتردي الأوضاع الاقتصادية جعل هؤلاء الأطفال عرضة للفقر والانحراف والاستغلال، في ظل غياب شبه تام للمؤسسات الاجتماعية الرسمية.
لقد تحوّل الشارع بالنسبة لهم إلى ملاذ قاسٍ، تسوده المخاطر، حيث يواجهون تهديدات متعددة من عصابات المخدرات وتجار الحرب الذين يستغلون ضعفهم لتجنيدهم في الصراعات المسلحة.
*جذور الأزمة*
تتعدد الأسباب التي أسهمت في تفاقم هذه الظاهرة، من أبرزها:
*استمرار الحرب وانعدام الأمن في معظم المناطق.*
*انهيار البنية التحتية لمؤسسات الرعاية الاجتماعية والتعليمية.*
*تفكك النسيج الأسري والنزوح الجماعي.*
*غياب سياسات فاعلة لحماية الطفولة ومكافحة الفقر.*
*مسارات الحل*
لمعالجة هذه الأزمة الإنسانية المعقدة، تبرز الحاجة إلى تحرك وطني وبطلب دعم من المؤسسات الاقليميه والدوليه عاجل يتضمن:
1. تهيئة بيئة آمنة للمدنيين في المناطق الامنه.
2. إطلاق برامج وطنية لرعاية الأيتام والأطفال بلا مأوى بإشراف منظمات المجتمع المدني وبالتعاون مع المنظمات الدولية.
3. إعادة دمج الأطفال والشباب المتضررين من الحرب في التعليم وبرامج التدريب المهني.
4. تقديم الدعم المباشر للأسر الفقيرة لتقليل معدلات التشرد والانفصال الأسري.
5. مكافحة استغلال الأطفال عبر تشريعات صارمة وحملات توعية مجتمعية مستمرة.
*نداء إنساني*
في هذه اللحظة الحرجة من تاريخ السودان، تتطلب المأساة الإنسانية التي يعيشها الأطفال والشباب بلا سند عائلي تكاتفًا وطنيًا ودوليًا عاجلًا.
إننا نناشد المنظمات المحلية والدولية، والهيئات الإنسانية والإغاثية، والمؤسسات التعليمية والدينية أن توحد جهودها لإنقاذ هذه الفئة الضعيفة، وتأمين احتياجاتها الأساسية من مأوى، وغذاء، وتعليم، وحماية.
كما نحث المجتمع السوداني بكل فئاته على احتضان أبنائه، ومد يد العون لهم، لأن بناء مستقبل آمن ومستقر يبدأ من حماية هؤلاء الأطفال اليوم، فهم أمل الغد وركيزة السلام الحقيقي.
*خاتمة*
إن الحرب في السودان لم تعد مجرد مواجهة عسكرية، بل تحوّلت إلى حرب صامتة على الطفولة والمستقبل.
إن إنقاذ هؤلاء الأطفال ليس مجرد واجب إنساني، بل هو ضرورة لبقاء السودان نفسه. فالأمم لا تنهض إلا حين تحمي أبناءها، وتمنحهم الأمل بدلًا من أن تتركهم فريسة للضياع والعنف.
*دكتور ياسر احمد ابراهيم.* *الامين العام للمجلس القومي للطفوله الاسبق.* *المدير العام للمؤسسه الصحيه الاسبق.*