اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
ندد مجلس الأمن الدولي، في جلسة طارئة عقدت اليوم الخميس، بالهجوم الدموي الذي شنته مليشيا الدعم السريع على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، معرباً عن قلقه العميق من احتمال وقوع فظائع ذات طابع عرقي في المدينة التي تشهد تدهورًا إنسانيًا وأمنيًا غير مسبوق.
الولايات المتحدة تتهم الدعم السريع بارتكاب 'إبادة جماعية'
وفي موقف حازم، قالت مندوبة الولايات المتحدة لدى الأمم المتحدة، دوروثي شيا، خلال كلمتها أمام مجلس الأمن، إن قوات الدعم السريع 'ارتكبت إبادة جماعية' بعد استيلائها على مدينة الفاشر، مؤكدة أن التقارير الواردة من شمال دارفور توثق جرائم ضد الإنسانية ارتُكبت على أساس عرقي، واستهدفت المدنيين الأبرياء.
وأضافت شيا أن ما يجري في الفاشر 'يجب أن يُسمى باسمه الحقيقي'، مشددة على أن العالم لا يمكنه أن يقف متفرجًا أمام جرائم منظمة ضد مكوّنات إثنية محددة، في إشارة إلى الهجمات الواسعة ضد السكان في المدينة والمناطق المجاورة.
وأكدت المندوبة الأمريكية أن بلادها تركز على وقف الأعمال العدائية فورًا، ودعت جميع الأطراف إلى حماية المدنيين وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود، موضحة أن الدعم السريع لا يكفي أن يقدم التزامات إنسانية على الورق، بل عليه 'أن يبرهن على التزامه من خلال الأفعال الميدانية'.
دعوة إلى هدنة إنسانية عاجلة
كما شددت شيا على أن واشنطن تسعى إلى التوصل إلى هدنة إنسانية مباشرة تتيح إيصال المساعدات للملايين المتضررين من الحرب، مطالبة المجتمع الدولي بالعمل على وقف الدعم الخارجي المقدم لطرفي النزاع، باعتباره عاملاً يطيل أمد الحرب ويضاعف المعاناة الإنسانية.
وقالت إن الولايات المتحدة تؤمن بأن مستقبل الحكم في السودان يجب أن يقرره الشعب السوداني وحده، داعية إلى استئناف مسار الانتقال نحو الحكم المدني، الذي تعطّل بسبب تصاعد العنف والانقسامات.
موقف السودان داخل مجلس الأمن
من جانبه، طالب مندوب السودان الدائم لدى الأمم المتحدة مجلس الأمن الدولي بفتح تحقيق عاجل في ما وصفه بـ'الإبادة الجماعية' التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع في الفاشر، مؤكدًا أن الصور والفيديوهات التي خرجت من المدينة تمثل دليلًا دامغًا على الجرائم المروعة التي استهدفت المدنيين العزّل.
وقال المندوب السوداني إن الحكومة السودانية لن تتفاوض مع قوات الدعم السريع 'ما لم تضع سلاحها وتوقف عدوانها المستمر ضد المواطنين السودانيين'، معتبرًا أن أي حديث عن تسوية سياسية في ظل استمرار المجازر 'هو استخفاف بمعاناة الشعب السوداني'.
قلق دولي متصاعد من الفظائع في دارفور
وشهدت الجلسة إجماعًا دوليًا على خطورة الأوضاع في دارفور، حيث حذّر عدد من الأعضاء من أن ما يجري في الفاشر يمثل مرحلة جديدة من الحرب الدائرة في السودان منذ أبريل 2023، وسط مخاوف من أن تتكرر سيناريوهات الإبادة التي شهدها الإقليم قبل عقدين.
وأكد ممثلو فرنسا وبريطانيا وسويسرا خلال مداخلاتهم أن استمرار الهجمات ضد المدنيين في دارفور يُعد 'انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني'، داعين إلى فرض عقوبات على المسؤولين عن هذه الجرائم، وضمان محاسبتهم أمام العدالة الدولية.
مجلس الأمن يطالب بحماية المدنيين
وفي ختام الجلسة، أصدر مجلس الأمن بيانًا أدان فيه هجوم الدعم السريع على مدينة الفاشر، ودعا إلى وقف فوري لإطلاق النار وفتح ممرات آمنة لإيصال المساعدات الإنسانية، مشددًا على ضرورة التزام جميع الأطراف باتفاق إعلان جدة الذي ينص على احترام القانون الإنساني وحماية المدنيين.
وأكد المجلس أن الوضع في دارفور 'يتطلب تحركًا جماعيًا عاجلًا'، داعيًا إلى تنسيق الجهود الدولية عبر الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي ومنظمة الإيقاد للضغط على الأطراف المتحاربة لوقف الانتهاكات.







 
  
  
  
  
  
  
  
  
 
























 
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
  
 