اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ٣٠ تشرين الثاني ٢٠٢٥
قال محلل الشؤون الإفريقية أليكس دي وال، المدير التنفيذي لمؤسسة السلام العالمي في كلية فليتشر، إن السودان بعد عامين ونصف من الحرب يعيش حالة “دمار شامل”، في ظل فشل ست مبادرات سلام متتالية وعجزها عن ممارسة أي ضغط فعلي على القوى الإقليمية المنخرطة في الصراع. وأضاف: “كثير من السودانيين يتساءلون اليوم عما إذا كان العالم يكترث لحياتهم أو لموتهم”.
وفي مقاله المنشور اليوم بعنوان «كيف يمكن أن تفضي تعهدات ترامب لمعالجة الفظائع في السودان؟»، يرى دي وال أن المشهد قد يشهد تحولًا محتملًا بعد دخول البيت الأبيض مباشرة على خط الأزمة. فالرئيس الأميركي دونالد ترامب كان قد اعترف قبل أيام بأن الصراع في السودان “كان خارج خططه تمامًا”، قبل أن يعرض له ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان تفاصيل الوضع خلال لقائهما الأخير في البيت الأبيض، طالبًا منه التدخل. ويقول دي وال: “بعد ذلك تعهّد ترامب قائلًا: سنبدأ العمل على السودان”.
ويؤكد دي وال أن لترامب نفوذًا شخصيًا على قادة مصر والسعودية والإمارات — وجميعهم متهمون بدعم أطراف متحاربة داخل السودان — وقد يشكّل هذا النفوذ فارقًا إذا استُثمر لإنهاء الحرب بدل تأجيجها.
ويشير إلى أن السودان يواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة، مع نزوح 12 مليون شخص وظهور المجاعة في عدة مناطق. ويضيف: “بعد حصار تجويع استمر 500 يوم، اجتاحت قوات الدعم السريع مدينة الفاشر في واحدة من أسوأ المذابح ذات الطابع العرقي، يُقدَّر ضحاياها بين خمسة وستة آلاف قتيل”. كما انتشرت مقاطع مصوّرة للقتلة أنفسهم، يصفها دي وال بأنها “فيديوهات غنائم تجسّد وحشية السلوك”.
ويقول دي وال إن نمط الحرب بات مألوفًا: بعد ارتكاب الفظائع يسعى حميدتي لتجميل صورته بإعلان الاستعداد لوقف إطلاق النار، بينما يرفض البرهان — مدعوما بإسلاميي معسكره — التراجع عن القتال، ويصر الطرفان على “إتمام المهمة” كلما حقق أحدهما مكاسب ميدانية.
ويرى أن جذور التعثر تعود إلى 40 عامًا من الحروب التي جعلت القادة السودانيين يرفضون تسويات الوسطاء بشكل متكرر. ومع اقتراب خطر التقسيم الفعلي للبلاد، يقول دي وال إن “هذا النمط هو ما يجب على ترامب كسره”.
ويشير إلى أن خطة “الرباعية” (الولايات المتحدة، مصر، السعودية، الإمارات) تقوم على ثلاثة عناصر: وقف إطلاق النار، وصول المساعدات الإنسانية، ومفاوضات لحكومة مدنية. لكن الخلافات الإقليمية — خصوصًا التنافس السعودي الإماراتي — تعرقل التنفيذ. ويضيف: “السودان ليس أولوية قصوى للرياض أو أبوظبي مقارنة بملفات غزة وسوريا”.
ويؤكد دي وال أن نجاح الدور الأميركي مرهون بضغط حقيقي على الإمارات لوقف دعمها المزعوم لقوات الدعم السريع — وهو ما لا تبدو إدارة ترامب مستعدة للقيام به علنًا. ويحذر: “حتى لو تحقق وقف إطلاق النار، فسنواجه تحديًا ضخمًا لجمع ثلاثة مليارات دولار للمساعدات، وبدونها ستظل الهدنة هشة”.
ويختتم قائلًا إن السودانيين “منقسمون ومرهقون ولا يثقون بالجنرالات”، لكنهم ما زالوا يتطلعون إلى سلام عادل يعبّد الطريق نحو الديمقراطية. ويضيف: “الطريق طويل ومحفوف بالمخاطر.


























