اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٤ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
أعلنت غرفة الطوارئ المحلية بمدينة كتم بولاية شمال دارفور عن توافد أعداد كبيرة من النازحين القادمين من مدينة الفاشر ومعسكر زمزم، وذلك نتيجة تصاعد وتيرة القتال والانفلات الأمني، مما تسبب في موجة نزوح جماعي نحو المناطق التي ما تزال تحت سيطرة القوات النظامية.
أكثر من 4500 أسرة بلا غذاء ولا مأوى
ووفقًا لما ورد في تدوينة نشرتها غرفة الطوارئ على حسابها الرسمي بموقع 'فيسبوك'، فإن عدد الأسر النازحة التي وصلت إلى كتم بلغ 4560 أسرة، معظمهم من النساء والأطفال وكبار السن، بينهم جرحى ومصابون بأمراض مزمنة وحالات صحية حرجة.
الغرفة أكدت أن النازحين موزعون داخل أحياء المدينة دون وجود مراكز إيواء رسمية أو دعم إنساني منظم، وهو ما فاقم معاناتهم وسط نقص حاد في المواد الغذائية، وشُح في المأوى والرعاية الطبية والأدوية الأساسية.
وضع إنساني مأساوي ينذر بانفجار صحي
وبحسب إفادات ميدانية، يفتقر غالبية النازحين لأبسط مقومات الحياة، حيث يبيتون في العراء أو داخل منازل مكتظة، ما يزيد من خطر تفشي الأمراض المعدية. كما أشار ناشطون إلى تسجيل حالات إصابة بالإسهالات والتهابات الجهاز التنفسي وسط الأطفال، إضافة إلى سوء تغذية حاد في أوساط الرُضع.
وقالت غرفة الطوارئ إن 'الوضع الصحي والإنساني في كتم يتدهور بسرعة، ومع تدفق مزيد من النازحين يوميًا، نخشى من كارثة إنسانية شاملة ما لم يتم التدخل العاجل'.
مناشدات للمجتمع الدولي والإغاثة الوطنية
الغرفة ناشدت الجهات الحكومية والمنظمات الإنسانية المحلية والدولية، وعلى رأسها منظمة الصحة العالمية، الهلال الأحمر، ومنظمات الغذاء والطفولة، بضرورة إرسال فرق تدخل عاجل لتقييم الوضع وتقديم الإغاثة.
كما دعت السلطات السودانية ومفوضية العون الإنساني إلى فتح ممرات إنسانية آمنة وإرسال قوافل غذائية وطبية إلى مدينة كتم، التي أصبحت تشكل إحدى النقاط الرئيسية لاستقبال نازحي وسط دارفور وشمالها.
تكرار السيناريو في مناطق دارفور الأخرى
وتأتي هذه التطورات في وقت تشهد فيه ولايات دارفور تصعيدًا كبيرًا في الأعمال العسكرية، خاصة في الفاشر وزمزم ونيالا، ما دفع آلاف العائلات إلى الفرار هربًا من الموت والجوع، في ظل شلل تام للمنظمات الدولية منذ اندلاع الحرب في البلاد.
ويرى مراقبون أن ما يجري في كتم يعكس فشلًا في إدارة ملف النزوح داخليًا، وتراجعًا خطيرًا في الاستجابة الإنسانية، ما يستدعي إعادة تنشيط عمل المنظمات الطوعية وتشجيع المبادرات المحلية لسد العجز الكبير في الدعم اللوجستي والخدمي.