اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٦ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
شهدت قرية دلهمو بمحافظة المنوفية صباح الجمعة ارتفاعًا غير مسبوقًا في منسوب مياه نهر النيل، أدى إلى غرق مساحات واسعة من الأراضي الزراعية وعدد من المنازل، الأمر الذي تسبب في خسائر كبيرة قدرت مبدئيًا بنحو 900 فدان من الأراضي المزروعة.
إعلان حالة الطوارئ في أربع محافظات
عقب هذه التطورات الخطيرة، أعلنت أربع محافظات مصرية هي سوهاج، أسوان، الغربية، والمنيا حالة الطوارئ القصوى، وذلك بعد ساعات من غرق مساحات شاسعة في قرية دلهمو بمحافظة المنوفية إثر فيضانات النهر المتدفقة.
وكشفت مصادر مطلعة لموقعي العربية.نت والحدث.نت عن استمرار ارتفاع منسوب مياه النيل في المحافظات الأربع، وسط تحركات حكومية عاجلة لاحتواء الموقف ومنع تفاقم الأضرار.
تصريف المياه ورفع حالة التأهب بأسوان
في محافظة أسوان، شهدت السدود الرئيسية زيادة ملحوظة في تدفق مياه النيل، بالتزامن مع ارتفاع مخزون المياه خلف السد العالي.
واضطرت السلطات إلى فتح البوابات لتصريف المياه الزائدة إلى مجرى النهر، مع تصريف الكميات المحتجزة بين السد العالي وخزان أسوان، في محاولة لتقليل الضغط على السد ومنع أي مخاطر فيضان محتملة.
المنيا ترفع درجة الاستعداد القصوى
أما محافظة المنيا، فقد رفعت درجة التأهب لمواجهة الفيضان، وأصدرت توجيهات عاجلة بمتابعة الموقف أولًا بأول، مع اتخاذ الإجراءات الوقائية في أراضي طرح النهر تحسبًا لأي تطورات مفاجئة في منسوب المياه.
تحذيرات عاجلة في الغربية
وفي محافظة الغربية، أصدرت رئاسة مركز ومدينة سمنود تحذيرًا عاجلًا لأصحاب الأراضي والممتلكات الواقعة على ضفاف فرع دمياط من نهر النيل، مؤكدة احتمالية ارتفاع منسوب المياه خلال الأيام المقبلة.
وشددت السلطات المحلية على ضرورة اتخاذ الإجراءات الوقائية وعدم الاقتراب من المناطق المنخفضة أو ممارسة أي أنشطة بالقرب من المجرى المائي. كما دعت المزارعين إلى رفع المعدات الزراعية والمحاصيل القريبة من حواف النيل تحسبًا لأي زيادة مفاجئة في المياه قد تؤدي إلى خسائر جديدة.
تحركات طبية عاجلة من وزارة الصحة
بدورها، سارعت وزارة الصحة المصرية إلى اتخاذ إجراءات وقائية عاجلة في المناطق المتضررة بمحافظة المنوفية، تحسبًا لظهور أمراض وبائية أو انتشار الحشرات الناقلة للأمراض نتيجة غمر الأراضي الزراعية بالمياه.
وأعلن الدكتور حسام عبدالغفار، المتحدث الرسمي باسم الوزارة، الدفع بعيادتين متنقلتين مجهزتين بجميع الأدوية الأساسية لتقديم الخدمات الطبية العاجلة للسكان المتضررين.
وأشار عبدالغفار إلى تكثيف أعمال المكافحة والترصد الوبائي في قرى ومراكز المنوفية، منها مركز منوف بقرية جزي، مركز أشمون بقرية دلهمو، ومركز السادات بجزيرتي أبو نشابة وأبو دوود.
غضب رسمي وتحذيرات من خطر إثيوبي
من جانبها، أصدرت وزارة الموارد المائية والري المصرية بيانًا رسميًا أكدت فيه أنها تتابع بدقة تطورات فيضان نهر النيل لهذا العام، محذرة من تصرفات أحادية متهورة من جانب إثيوبيا في إدارة سد النهضة.
وقالت الوزارة إن ما تقوم به إثيوبيا من ممارسات غير قانونية في إدارة السد دون تنسيق مع دول المصب يمثل تهديدًا مباشرًا لحياة وأمن شعوب المنطقة، مؤكدة أن هذه التصرفات تفتقر إلى أدنى درجات المسؤولية والشفافية.
فيضان أعلى من المتوسط
وفي توضيحها للموقف المائي العام، أشارت الوزارة إلى أن فيضان النيل الأزرق يبدأ عادة من يوليو إلى أكتوبر، وتبلغ ذروته في أغسطس من كل عام.
وأضافت أن مستوى الفيضان لهذا العام أعلى من المتوسط بنحو 25%، رغم أنه لا يزال أقل من فيضان العام الماضي الذي وصف بأنه أحد أعلى الفيضانات خلال العقد الأخير.
وأكدت أن فرق المتابعة الميدانية تراقب الموقف على مدار الساعة لضمان السيطرة على تدفق المياه وتخفيف الآثار المترتبة على ارتفاع منسوب مياه النيل.
خسائر فادحة في المنوفية
تُعد قرية دلهمو بمحافظة المنوفية الأكثر تضررًا حتى الآن، إذ أدى الفيضان إلى تدمير مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بالمحاصيل الصيفية، إلى جانب تسرب المياه إلى عدد من المنازل مما اضطر الأهالي إلى إخلاء مساكنهم مؤقتًا لحين انحسار المياه.
وتعمل فرق الدفاع المدني والهلال الأحمر على تقديم المساعدات والإغاثة العاجلة للأسر المتضررة بالتنسيق مع الأجهزة التنفيذية بالمحافظة.
تهديد متصاعد وتحركات حكومية
تتزايد المخاوف من امتداد موجة الفيضانات إلى محافظات أخرى في حال استمرار ارتفاع منسوب المياه خلال الأيام المقبلة.
وبحسب خبراء الموارد المائية، فإن الزيادة الحالية في منسوب نهر النيل مرتبطة جزئيًا بتصرفات السد الإثيوبي التي تُنفذ دون تنسيق فني مسبق مع مصر والسودان، ما يزيد من احتمالات حدوث اختلالات في توازن التدفقات المائية downstream.