اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٧ تموز ٢٠٢٥
نبض السودان
كشف وزير الخارجية المصري، بدر عبد العاطي، أن اجتماعًا وزاريًا مهمًا للغاية سينعقد قريبًا بشأن الأوضاع في السودان، بمشاركة عدد من الدول المؤثرة عربياً ودوليًا، وذلك في محاولة جادة لوضع حد للحرب الدائرة في البلاد.
ويأتي هذا الاجتماع بدعوة من وزارة الخارجية الأمريكية، التي تعتزم عقد اجتماع لوزراء خارجية دول الرباعية الدولية، وهي: مصر، السعودية، الإمارات، والولايات المتحدة، وذلك في 29 يوليو الجاري، لمناقشة مجمل تطورات الأوضاع السودانية، والسعي لإطلاق تسوية شاملة تنهي النزاع المستمر منذ أكثر من عام.
مصر ترفض الحسم العسكري وتؤكد: لا حلول بالسلاح
وأكد عبد العاطي أن مصر تواصل جهودها بالتنسيق مع الدول الشقيقة والصديقة في اتجاه الوقف الفوري لهذه الحرب العبثية، مشددًا على أهمية وقف إطلاق النار فورًا، وضمان وصول المساعدات الإنسانية، وإطلاق عملية سياسية شاملة لا تُقصي أحدًا، من أجل بناء مستقبل سياسي مستقر في سودان موحّد وديمقراطي.
وفي رده على سؤال حول إمكانية حسم الجيش السوداني للمعركة عسكريًا، قال وزير الخارجية المصري:
'لا توجد حلول عسكرية للأزمات في منطقتنا، سواء في السودان أو ليبيا أو سوريا أو لبنان أو اليمن'، لافتًا إلى أن الخبرات المصرية الطويلة تؤكد فشل المقاربات العسكرية، وأن الأزمة السودانية ليست استثناءً من هذه القاعدة.
مؤتمر القاهرة للسودانيين.. النسخة الثانية في الأفق
وفي إطار الجهود المصرية الرامية لدعم الحوار بين الفرقاء السودانيين، كشف عبد العاطي أن مصر تتطلع لعقد النسخة الثانية من مؤتمر القاهرة للقوى السياسية والمدنية السودانية، بعد نجاح النسخة الأولى التي عُقدت في يوليو 2024، والتي نتج عنها خارطة طريق واضحة لإنهاء الأزمة السودانية.
وأكد الوزير أن مصر تؤمن بأن الحل لا يمكن أن يكون إلا سودانيًا خالصًا، داعيًا جميع الأطراف السودانية إلى الجلوس إلى طاولة واحدة، والانخراط في حوار وطني جامع يفضي إلى سلام دائم.
لا لتقسيم السودان.. القاهرة تدعم المؤسسات الوطنية
وفي موقف واضح لا يقبل التأويل، قال عبد العاطي:
'مصر تقف مع الدولة السودانية ومؤسساتها الوطنية، ولن تسمح أو تقبل بتقسيم السودان تحت أي ظرف'، مشددًا على أن الحل يجب أن ينبثق من الداخل السوداني، دون تدخلات أجنبية أو وجود للمرتزقة.
وأضاف:
'السودان للسودانيين فقط، والحل يكمن في إقامة سودان ديمقراطي جديد، موحد، معاصر، يتسع للجميع، سواء القوى السياسية أو المدنية أو حتى المسلحة'، مؤكدًا أن الإقصاء ليس خيارًا، بل يجب أن تكون هناك شراكة شاملة لبناء المستقبل.
اجتماع 29 يوليو.. هل يحمل انفراجة في الأزمة السودانية؟
يترقب المراقبون الاجتماع الوزاري المرتقب يوم 29 يوليو، على أمل أن يسفر عن مبادرات ملموسة أو توافقات جديدة تفتح الباب أمام وقف إطلاق النار، واستئناف العملية السياسية. ويأمل الشارع السوداني أن يحمل هذا الاجتماع بصيصًا من الأمل لإنهاء معاناة المواطنين وإنقاذ البلاد من الانهيار الشامل.
وتأتي هذه التحركات في ظل تصاعد التحذيرات الإقليمية والدولية من استمرار الحرب، وخطورة تحول السودان إلى ساحة مفتوحة لصراعات إقليمية وتدخلات خارجية.