مشاهد مرعبة من دارفور.. والكارثة تخرج عن السيطرة

دارفور- نبض السودان

تشهد مخيمات النازحين في إقليم دارفور، وخاصة مخيم 'طويلة' شمال دارفور، وضعًا صحيًا كارثيًا في ظل تفشي وباء الكوليرا بصورة متسارعة، وسط شح حاد في المياه وانعدام شبه تام للرعاية الطبية، مما أدى إلى وفاة 130 مواطنًا حتى الآن، وإصابة الآلاف.

وأظخهرت صور من داخل المخيم تظهر الاكتظاظ الكبير للمرضى، في مشاهد تعكس حجم الكارثة الصحية والإنسانية المتفاقمة في الإقليم.

أرقام صادمة وأزمة تتوسع

أعلن بابكر حمدين، وزير الصحة والرعاية الاجتماعية المكلف في دارفور، أن عدد الإصابات المؤكدة بالكوليرا تجاوز حاجز 4000 حالة، بينما تم تسجيل 130 حالة وفاة حتى لحظة إعداد التقرير.

وفي مقابلة مع قناة 'الجزيرة'، أشار حمدين إلى أن انتشار الوباء بلغ مستوى 'مخيفًا'، وخصوصًا في ولاية شمال دارفور، مؤكدًا أن الحصار الذي تفرضه قوات الدعم السريع على الولاية تسبب في تفاقم الكارثة، نظرًا لمنع دخول الأدوية والإمدادات الطبية.

اتهامات مباشرة للدعم السريع

اتهم الوزير قوات الدعم السريع بـ'قتل وخطف عدد من الأطباء'، بالإضافة إلى سرقة الأجهزة التشخيصية من المراكز الصحية، مما جعل جهود مكافحة الوباء شبه معدومة، رغم محاولات الوزارة بالتعاون مع المنظمات الدولية لاحتواء الموقف.

وأكد حمدين أن الوزارة لا تزال تبذل مجهودات مع الشركاء الدوليين لإيجاد حلول، لكن الأوضاع الأمنية تعيق جميع الجهود الميدانية.

وزارة الصحة الاتحادية تحذر من انهيار صحي شامل

من جانبه، كشف الدكتور هيثم محمد إبراهيم، وكيل وزارة الصحة السودانية، أن إجمالي حالات الكوليرا المسجلة في إقليم دارفور بلغ أكثر من 4400 إصابة، مؤكدًا أن الأوبئة المتفشية تهدد بتفجير أزمة إنسانية جديدة قد تمتد إلى مناطق جديدة خارج الإقليم.

وأضاف أن التدهور في البيئة الصحية ونقص الغذاء والدواء يجعل من الصعب السيطرة على الوباء ما لم يتم فتح ممرات آمنة للإغاثة الطبية والغذائية.

شبكة أطباء السودان تطالب بوقف الحصار والسماح بالإغاثة

أكد محمد فيصل، المتحدث باسم شبكة أطباء السودان، أن النقص الحاد في الكوادر الطبية والعلاج شكل عائقًا أمام فرق الطوارئ، مطالبًا الأطراف المتحاربة بتغليب الإنسانية والسماح بوصول المساعدات إلى المدنيين المحاصرين.

وشدد فيصل على أن استمرار النزاع المسلح وتقييد حركة المنظمات الطبية يعرض آلاف الأرواح للخطر، داعيًا إلى تدخل دولي عاجل.

المجلس النرويجي للاجئين: الوضع يتدهور بسرعة

بدورها، أكدت ماتيلدا فو، مديرة الحملات في المجلس النرويجي للاجئين في السودان، أن الفرق الإغاثية تجد صعوبات كبيرة في التعامل مع الأعداد المتزايدة لحالات الكوليرا داخل مخيم طويلة، مشيرة إلى أن وتيرة الإصابات تتصاعد بشكل خطير خاصة في المناطق الحدودية مع تشاد.

وأضافت أن غياب البنية الصحية وازدحام المخيمات يجعل من المستحيل السيطرة على المرض دون تدخلات طبية عاجلة.

تحذيرات من تفشي الوباء إلى نطاق أوسع

حذرت منظمات إنسانية من انتقال الوباء إلى نطاق جغرافي أوسع، في ظل استمرار الحرب وانعدام الحد الأدنى من الخدمات الطبية في مناطق النزوح، مع تأكيدات بأن الأوضاع تزداد سوءًا يومًا بعد يوم.

ودعت هذه المنظمات المجتمع الدولي إلى التحرك الفوري لتوفير ممرات إنسانية وإرسال فرق طبية عاجلة قبل أن تتحول الكوليرا إلى كارثة وبائية شاملة تهدد أرواح مئات الآلاف من السودانيين.