اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ حزيران ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
يترقب الشارع الرياضي في السودان عودة النشاط الكروي بعد توقف طويل، من خلال انطلاقة منافسات دوري السوبر السوداني في الرابع من يوليو المقبل، في نسخة استثنائية تحمل في طياتها ثلاث ظواهر غير مسبوقة ستكون محط أنظار جماهير الكرة السودانية.
وتقام البطولة بنظام جديد، في ملعبي الدامر وعطبرة بولاية نهر النيل، لتعود الحياة إلى الملاعب بعد غياب امتد لـ26 شهرًا نتيجة للظروف الأمنية والسياسية التي تمر بها البلاد، ويشارك في المسابقة 6 أندية فقط، أبرزها الهلال والمريخ.
أولًا: منافسة سودانية خالصة بلا أجانب
في ظاهرة غير مسبوقة منذ تأسيس البطولة، ستخلو النسخة الـ29 من الحضور الأجنبي في التدريب واللاعبين، لتكون البطولة محلية 100% على كل الأصعدة.
فمن المؤكد أن يقود الهلال مدربه الوطني خالد بخيت، بينما يستعد محسن سيد للإشراف على المريخ، في ظل غياب مدربي الفريقين الأجانب، الكونغولي فلوران إيبينغي والمصري شوقي غريب.
وعلى صعيد اللاعبين، لم تُؤكد بعد عودة المحترفين الأجانب، بسبب المخاوف الأمنية السائدة، مما قد يدفع الأندية للاعتماد كليًا على العناصر الوطنية، في سابقة لم يشهدها الدوري الممتاز منذ انطلاقه.
ويأتي هذا التحول في ظل التحديات الأمنية والاقتصادية التي تعاني منها البلاد، ما أجبر الأندية على إعادة ترتيب أولوياتها والتركيز على الإمكانات المحلية.
ثانيًا: إقامة المنافسة خارج العاصمة لأول مرة
في حدث استثنائي، ستُقام مباريات البطولة بالكامل خارج العاصمة الخرطوم، لأول مرة في تاريخ الدوري السوداني الممتاز، الذي لطالما احتضنته العاصمة خلال 28 نسخة سابقة.
وسيتوجه عملاقا العاصمة، الهلال والمريخ، إلى ولايتي عطبرة والدامر لخوض منافسات الدوري إلى جانب بقية الأندية، وهي الأهلي مدني، حي الوادي نيالا، الميرغني كسلا، مع ترقب لانضمام الأمل عطبرة رسميًا.
وتُعد هذه الخطوة ترجمة لواقع جديد فرضته الظروف الراهنة، في ظل تعذر استضافة الخرطوم لأي فعاليات رياضية بسبب الأوضاع المتفجرة فيها.
كما تسعى ولاية نهر النيل لاحتضان الحدث الكروي الأبرز في البلاد بدعم من سلطاتها المحلية، الأمر الذي سيشكل دفعة معنوية ورياضية للمنطقة، ويُبرز إمكانية إقامة فعاليات وطنية كبرى خارج العاصمة.
ثالثًا: تنظيم البطولة بمجهود شعبي بحت
ظاهرة أخرى فريدة تتمثل في تنظيم المسابقة بالكامل عبر مبادرات شعبية من أبناء ولاية نهر النيل، بعد أن أعلن الاتحاد السوداني لكرة القدم انسحابه من تمويل المنافسة.
فقد كشفت مصادر مطلعة لموقع 'winwin' أن إقامة دوري السوبر باتت ممكنة فقط بفضل دعم رجال الأعمال والميسورين من أبناء الولاية، الذين تكفلوا بتحمل المسؤوليات المالية، وتوفير البنية التحتية، وضمان نجاح الحدث.
وأسهم هذا الدعم الشعبي في تفادي إلغاء البطولة، التي كانت على وشك التأجيل أو الإلغاء بسبب ضعف الموارد المالية لاتحاد الكرة، ليتم إنقاذ المسابقة قبل لحظات من السقوط.
6 أندية تتسابق في 20 يومًا فقط
تشارك 6 أندية فقط في هذه النسخة المصغرة، وهي الهلال، المريخ، الأهلي مدني، حي الوادي نيالا، الميرغني كسلا، ومن المتوقع أن يلتحق بها الأمل عطبرة، بينما لم يؤكد ناديا الزمالة أم روابة والمريخ الأبيض مشاركتهما رغم تأهلهما.
وسيخوض كل فريق 5 مباريات فقط في فترة لا تتجاوز 20 يومًا، بين 4 و24 يوليو، لتفادي الضغط الزمني والبدني في ظل النقص العددي في صفوف الفرق وغياب المحترفين الأجانب.
ويُتوقع أن تشهد هذه النسخة أقل عدد مباريات في تاريخ الدوري الممتاز، لكنها في المقابل قد تكون الأكثر إثارة وغرابة وتميّزًا من حيث ظروفها وطبيعتها.