اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٣ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في واقعة غير مسبوقة تبدو وكأنها مأخوذة من أحد أفلام هوليوود، أعلنت إدارة السجون الفرنسية عن فتح تحقيق رسمي بعد فرار أحد السجناء من سجن 'كورباس' الواقع قرب مدينة ليون جنوب شرق البلاد، وذلك من خلال حيلة بالغة الغرابة وغير متوقعة، حيث اختبأ داخل حقيبة تعود إلى نزيل آخر تم الإفراج عنه مؤخرًا.
تفاصيل الهروب الجريء من سجن كورباس
السجين الهارب، البالغ من العمر 20 عامًا، استغل لحظة الإفراج عن أحد زملائه في الزنزانة نفسها، واختبأ داخل أمتعته وغادر معه السجن دون أن يلاحظه أحد، وفق ما أكدته قناة 'بي إف إم تي في' الفرنسية. هذه الحيلة التي لا تخطر على بال أثارت صدمة كبيرة في الأوساط الأمنية والقانونية، ودعت السلطات إلى فتح تحقيق عاجل في كيفية وقوع مثل هذا الإخفاق في تأمين السجن.
بيان رسمي يكشف تفاصيل خطة الهروب
وجاء في بيان صادر عن إدارة السجن، نقله مراسل وكالة 'فرانس برس'، أن السجين 'استغل الإفراج عن نزيل آخر في نفس الزنزانة للاختباء داخل أمتعته والخروج من السجن'، مضيفًا أنه كان يقضي عدة محكوميات في قضايا مختلفة، مما يزيد من خطورة عملية هروبه.
وأكد البيان أن الإدارة بدأت فورًا في تحقيق داخلي للوقوف على الثغرات التي سمحت بحدوث هذا الخرق الأمني، خاصة أن السجن يتمتع بنظام رقابة يُفترض أنه صارم ودقيق.
ارتباط السجين بالجريمة المنظمة
ووفقًا لمصدر مطّلع تحدث لوكالة 'فرانس برس'، فإن السجين الفار كان أيضًا قيد التحقيق في قضية أخرى تتعلق بالجريمة المنظمة، ما يرفع من مستوى القلق لدى السلطات الفرنسية بشأن احتمال لجوئه إلى جماعات إجرامية قد توفر له الحماية بعد الهروب.
ويُعتقد أن هذه الخلفية الجنائية الخطيرة للسجين تضع على عاتق الشرطة مهمة أكثر تعقيدًا في محاولة تعقبه والقبض عليه مجددًا.
تحقيق مزدوج.. داخلي وقضائي
من جهتها، أكدت إدارة السجون الفرنسية أن النيابة العامة في ليون باشرت فتح تحقيق قضائي منفصل بالتوازي مع التحقيق الداخلي الجاري حاليًا داخل مؤسسة 'كورباس' العقابية.
ويهدف التحقيقان إلى الكشف عن الظروف الدقيقة التي أحاطت بعملية الهروب، ومعرفة ما إذا كان هناك تواطؤ داخلي، أو تقصير في عمليات التفتيش، خاصة في ما يتعلق بفحص أمتعة النزلاء المفرج عنهم.
السوابق تسلط الضوء على ثغرات المنظومة
تأتي هذه الحادثة لتسلط الضوء مجددًا على المنظومة الأمنية داخل السجون الفرنسية، لا سيما في ظل تكرار حوادث الهروب التي تُظهر وجود ثغرات تنظيمية وأمنية قد تُستغل من قبل السجناء.
وتعيد الواقعة إلى الأذهان أحداثًا مشابهة وقعت سابقًا، أبرزها هروب سجناء من سجون فرنسية أخرى خلال فوضى أو عبر خطط مدروسة، ما يثير تساؤلات حول فعالية الإجراءات المتخذة لضمان عدم تكرار مثل هذه الأحداث.
تساؤلات عن الرقابة والتفتيش
وأثارت حادثة هروب السجين المختبئ داخل حقيبة شكوكًا حيال جدية إجراءات التفتيش عند خروج النزلاء، إذ لم تكتشف فرق الأمن وجود شخص إضافي داخل الأمتعة رغم أن تلك الحقيبة خرجت من أحد أكثر السجون مراقبة في المنطقة.
وتطرح هذه الثغرة الأمنية أسئلة محرجة أمام وزارة العدل الفرنسية، قد تُجبرها على اتخاذ إجراءات تنظيمية صارمة وتعزيز قدرات الرقابة في السجون.
هل تلقى السجين مساعدة من الداخل؟
واحدة من أبرز الفرضيات التي يبحثها المحققون في هذه المرحلة هي ما إذا كان السجين الفار قد تلقى مساعدة من موظفين أو نزلاء آخرين داخل السجن، خاصة وأن تنفيذ خطة على هذا القدر من الدقة يتطلب تعاونًا وتنسيقًا على مستوى معين.
وفي حال ثبوت ذلك، فقد يتوسع التحقيق ليشمل العاملين في السجن وكل من كانت له صلة مباشرة بالنزيلين المعنيين.
آثار قانونية وملاحقات قادمة
من المتوقع أن تُوجّه تهم إضافية للسجين الهارب في حال إلقاء القبض عليه، ليس فقط بتهمة الهروب من العدالة، بل وربما التواطؤ مع أطراف خارجية أو داخلية. كما أن النزيل الذي أفرج عنه واستخدمت أمتعته في عملية الهروب قد يُستدعى للتحقيق لمعرفة مدى علمه أو مشاركته في العملية.
فرنسا تواجه تحديات أمنية داخل السجون
وتواجه فرنسا في السنوات الأخيرة تحديات متزايدة داخل منظومتها العقابية، من بينها اكتظاظ السجون، وانتشار ظواهر التطرف، وضعف الإمكانات البشرية، ما يزيد من احتمالات حدوث خروقات كهذه.
وقد تدفع هذه الحادثة الحكومة الفرنسية إلى مراجعة شاملة لسياساتها المتعلقة بالأمن السجني والتفتيش والإفراج، لا سيما أن القضية أخذت بُعدًا إعلاميًا واسعًا.