اخبار السودان
موقع كل يوم -أثير نيوز
نشر بتاريخ: ١٩ حزيران ٢٠٢٥
أعلنت البرلمانية السويسرية من أصول سودانية ماندي محمد عثمان أبو شوك (36 عاماً) ترشيحها لمنصب رئاسة الحكومة في كانتون زيورخ ـــ أكبر أقاليم الاتحاد السويسري من حيث الكثافة السكانية ومحركه الاقتصادي ـــ في الانتخابات المقررة يوم 8 مارس 2026. وبذلك تصبح أوّل امرأة عربية-أفريقية-مسلمة تقتحم سباق قيادة السلطة التنفيذية في أحد أهم الكانتونات السويسرية.
مسار صعود سياسي متسارع
• في مارس 2023 فازت أبو شوك بمقعد في برلمان كانتون زيورخ بعد حصولها على 7 450 صوتاً، وهي أعلى حصيلة بين مرشحي حزبها وأحد أعلى الأرقام داخل كتلة اليسار. • في نوفمبر 2024 منحتها مجلة «تسو̈ريخ» لقب «امرأة العام» تقديراً لجهودها في الدفاع عن حقوق الإنسان ومحاربة العنصرية. • في الدورة الأخيرة لـ«البرلمان النسائي» على مستوى الكانتون تصدّرت قائمة التصويت، لتؤكد حضورها وسط جيل جديد يطالب بمزيد من التنوّع في مواقع صنع القرار.
برنامج انتخابي يرتكز على ثلاث أولويات
المساواة ومكافحة التمييز: ملفات الهجرة والتنوّع ستتصدّر جدول أعمالها، مستفيدةً من خبرتها كرئيسة مشاركة لقسم مكافحة الاتجار بالنساء وهجرة الإناث في منظّمة FIZ، ورئيسة قسم التعليم في منظّمة BRAVA.
عدالة اجتماعية خضراء: تعهّدت بدعم سياسات إسكان ميسّر وتوسيع النقل العام منخفض الانبعاثات، مع تشجيع الابتكار الأخضر في قطاعات التكنولوجيا المالية والرعاية الصحية، ركيزتي اقتصاد زيورخ.
تمكين الشباب والتعليم المهني: تستهدف خطّتها مضاعفة مقاعد التدريب التطبيقي وربط الجامعات بالمشروعات الناشئة، مستفيدة من خلفيتها الأكاديمية في مجال حقوق الإنسان.
خلفية شخصية تعانق الثورة والعلم
وُلدت ماندي في الخرطوم (29 سبتمبر 1989) لأسرة توصف بالجمع بين النضال والمعرفة:
• والدها الصحفي محمد عثمان أبو شوك اعتُقل مراراً في السودان خلال تسعينيات القرن الماضي لدوره المعارض.
• والدتها د. مريم محمود، خريجة طب الأسنان – جامعة بغداد، عُرفت بنشاطها النقابي إبان الإقامة في السودان قبل الاغتراب. تقول ماندي إن «قيم العدالة والمثابرة» استقتها من تجربة والديها: «رضعتُ معنى المقاومة منذ الطفولة، وتعلمت أنّ التحصيل العلمي هو الطريق لإحداث الفرق».
أصداء الترشيح
• وصف رئيس كتلة حزبها في برلمان زيورخ الخطوة بأنها «إشارة قوية إلى أن التنوع بات حقيقة ملموسة في السياسة السويسرية».
• من جانبها قالت الناشطة الحقوقية أنيتّا بوشِر إن «ترشح ماندي يبعث برسالة أمل للجاليات المهاجرة ويكرّس صورة زيورخ ككانتون منفتح».
• في الأوساط السودانية بدياسبورا أوروبا، تناقلت منصّات الجالية خبر الترشيح باعتباره «سابقة تاريخية» تُبرز الحضور السوداني الإيجابي في العالم.
الاستحقاق الانتخابي
سيتنافس المرشحون على سبعة مقاعد في المجلس التنفيذي (Regierungsrat)، ويُنتخب صاحب أعلى الأصوات عادةً رئيساً دوريّاً للمجلس للعام الأول من الدورة. وبحسب آخر استطلاع أجراه معهد Sotomo لقياس الرأي العام، يحظى ترشيح أبو شوك بزخم ملحوظ لدى الناخبين الشباب والنساء، فيما يُنتظر أن تكثّف حملتها تواصلها مع الدوائر الريفية الناطقة بالألمانية خارج مدينة زيورخ.
نحو سابقة جديدة
إذا نجحت ماندي أبو شوك في كسر الأسقف الزجاجية والوصول إلى رئاسة حكومة زيورخ، فستضيف سطراً غير مسبوق في سجل الحضور السوداني والعربي داخل المشهد السياسي الأوروبي. لكنها، كما تقول، «تراه تحدياً جماعياً أكثر من كونه إنجازاً شخصياً»: > «زيورخ لا تحتاج إلى رموز فقط، بل إلى سياسات تعكس قصص الجميع. ترشّحي رسالة مفادها أن الانتماء يتحدّد بالمشاركة في صياغة المستقبل».