اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٥ تموز ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
في تطور مفجع لقضية الأطفال الأشقاء الذين لقوا حتفهم في ظروف غامضة بمحافظة المنيا في صعيد مصر، توفي صباح اليوم الجمعة والدهم، ناصر محمد، بعد أيام قليلة من وفاة ابنته 'فرحة'، الناجية الوحيدة من الكارثة التي أودت بحياة أشقائها الستة.
ناصر محمد كان يتلقى العلاج بمستشفى أسيوط الجامعي بعد أن تم نقله من مستشفى المنيا لإجراء تحاليل وفحوصات دقيقة، في محاولة لمعرفة السبب الحقيقي وراء تدهور حالته الصحية المفاجئ. وتم إرسال عينات من تحاليله إلى معامل وزارة الصحة لتحليلها، لكن حالته ساءت سريعًا إلى أن وافته المنية، ليُسدل الستار على واحدة من أكثر القضايا إيلامًا في مصر.
تفاصيل اللحظات الأخيرة.. الأسرة تفقد آخر أعضائها
كان ناصر محمد في حالة حرجة بعد نقل ابنته 'فرحة' إلى العناية المركزة، إثر مضاعفات مشابهة لما تعرض له أشقاؤها الخمسة الذين توفوا تباعًا خلال الأيام الماضية. الطفلة 'فرحة' التي كانت الناجية الوحيدة من مأساة الأسرة، توفيت هي الأخرى قبل أيام، لتُكمل دائرة الحزن وتغرق العائلة في مأساة كاملة بفقدان جميع أفرادها خلال أسبوع واحد.
وبوفاة الأب، تُطوى فصول هذه الكارثة الإنسانية التي هزت الرأي العام المصري، وسط مطالبات بتكثيف التحقيقات للكشف عن الأسباب الحقيقية وراء الحادث، الذي لم تجد له الجهات الصحية تفسيرًا قاطعًا حتى الآن.
التحقيقات مستمرة.. والسبب لا يزال لغزًا
وزارة الصحة المصرية، منذ الساعات الأولى للحادث، نفت أن يكون السبب إصابة الأطفال بمرض الالتهاب السحائي، وأكدت أن الوفاة غير مرتبطة بأي مرض معدٍ، وهو ما زاد من تعقيد القضية وغموضها. ومع تصاعد الغموض، كثّفت الجهات المعنية جهودها للتحقيق في ملابسات الوفاة، التي أثارت حالة من الذعر في أوساط المواطنين، خاصة في محافظة المنيا.
رواية العم: 'أكلوا خبزًا شمسيًا.. ثم انهاروا واحدًا تلو الآخر'
وفي شهادة مثيرة أدلى بها عم الأطفال الراحلين لموقع 'العربية.نت'، قال إن 'فرحة' أخبرته أن الأشقاء تناولوا وجبة تضمنت خبزًا شمسيًا، وبعدها شعروا بالغثيان واحدًا تلو الآخر، ثم أصيبوا بأعراض التعرق والهبوط وارتفاع الحرارة، حتى بدأت سلسلة الوفيات المأساوية التي لم تستثنِ أحدًا من الأسرة.
التحقيقات تشير إلى أن أعراض التسمم ظهرت بعد ساعات فقط من تناول الوجبة، ما جعل التركيز منصبًا على تحليل مكونات الطعام، خاصة الخبز، والماء الذي تم استخدامه في إعداد الوجبة.
فحوصات وتحقيقات عاجلة لم تُسفر عن نتيجة
بيانات وزارة الصحة أكدت أن فرقًا طبية زارت مستشفيات المنيا ودلجا ودير مواس، وأجرت تحقيقات ميدانية داخل المنازل المتضررة، كما تم مراجعة السجلات المرضية وتحليل البيانات الخاصة بالأمراض المعدية، ولكن لم يتم العثور على سبب مباشر حتى الآن لوفاة أفراد الأسرة.
التحاليل أكدت عدم وجود زيادة في معدلات الأمراض المعدية، كما تم استبعاد وجود التهاب سحائي أو بكتيريا قاتلة، مما يزيد من احتمالات أن يكون السبب متعلقًا بالتسمم الغذائي أو الكيميائي، وهو ما لم يُؤكد رسميًا بعد.
هل هو تسمم غامض أم مرض نادر؟
مع استبعاد الفرضيات المتعلقة بالأمراض المعدية أو البكتيريا الشائعة، يبقى السؤال معلقًا: هل تعرضت الأسرة لتسمم نتيجة مادة مجهولة في الطعام أو المياه؟ أم أن هناك مرضًا نادرًا لم تتمكن السلطات من اكتشافه بعد؟ هذه الأسئلة لا تزال معلقة، والجهات المعنية تُواجه ضغطًا متزايدًا لكشف الحقيقة.
ردود أفعال واسعة في مصر
وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي عجّت برسائل الحزن والصدمة، بعد تداول نبأ وفاة الأب، وامتلأت الصفحات بالدعاء للأسرة التي انتهت بشكل مأساوي. وطالب آلاف المواطنين الحكومة بسرعة إعلان نتائج التحقيقات، مشيرين إلى أن التأخر في كشف الحقيقة يُثير الذعر في نفوس الكثير من الأسر المصرية، خاصة في المناطق الريفية.
مأساة إنسانية لا تُنسى.. والمنيا في حالة حداد
محافظة المنيا دخلت في حالة من الحزن العام، حيث خيّم الصمت على قرية دلجا بمركز دير مواس، التي فقدت أسرة كاملة دون أن تعرف حتى الآن السبب وراء هذا الرحيل الجماعي. المشهد الذي يجمع التراجيديا المصرية الأليمة يتكرر، لكن هذه المرة بصورة مروعة وبتفاصيل تشبه السيناريوهات السينمائية.
السلطات: التحقيقات مستمرة وسنكشف الحقيقة
وزارة الصحة أكدت أن العمل جارٍ على مدار الساعة بالتنسيق مع الجهات الأمنية، وأشارت إلى أن كل التحاليل والفحوصات التي تم جمعها ستخضع لمزيد من الدراسة. لكن حتى اللحظة، لا مؤشرات على اقتراب حل لغز هذه الحادثة التي خلّفت جرحًا عميقًا في وجدان المصريين