اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ١٤ تشرين الأول ٢٠٢٥
متابعات- نبض السودان
كشفت دراسة علمية ضخمة وغير مسبوقة أن نحو 99% من النوبات القلبية والسكتات الدماغية ترتبط بأربعة عوامل خطر رئيسية فقط، في خطوة وُصفت بأنها أول محاولة علمية شاملة لتحديد الأسباب المباشرة وراء هذه الأمراض القاتلة التي تحصد أرواح الملايين حول العالم.
أربعة عوامل مسؤولة عن أغلب الحالات
وبحسب ما أورده موقع 'ساينس أليرت' الأميركي ونقلته 'العربية نت'، فإن الدراسة استندت إلى تحليل البيانات الصحية لأكثر من تسعة ملايين بالغ في كل من كوريا الجنوبية والولايات المتحدة، وأظهرت النتائج أن الغالبية الساحقة من المصابين بأمراض القلب أو السكتات الدماغية كانت لديهم واحد أو أكثر من عوامل الخطر الأربعة التالية: ارتفاع ضغط الدم، ارتفاع الكوليسترول، ارتفاع مستويات السكر في الدم، والتدخين.
ارتفاع ضغط الدم في الصدارة
وجاء ارتفاع ضغط الدم كأكثر العوامل ارتباطًا بأمراض القلب والأوعية الدموية، إذ تبين أن أكثر من 93% من المصابين بنوبة قلبية أو سكتة دماغية أو قصور في القلب كانوا يعانون من ارتفاع ضغط الدم قبل الإصابة، سواء في كوريا الجنوبية أو الولايات المتحدة، ما يجعل السيطرة على هذا العامل أولوية قصوى في الوقاية من أمراض القلب الخطيرة.
النساء تحت سن الستين في دائرة الخطر أيضًا
وأظهرت الدراسة أن النساء دون سن الستين، رغم أنهن الفئة الأقل عرضة عادة للإصابة بأمراض القلب، إلا أن أكثر من 95% من النوبات القلبية والسكتات الدماغية التي أصبن بها ارتبطت بأحد هذه العوامل الأربعة، مما يؤكد أن الخطر لا يقتصر على فئة عمرية أو جنس محدد.
دعوة للتركيز على الوقاية والسيطرة على العوامل القابلة للتعديل
وقال الدكتور فيليب جرينلاند، طبيب القلب في جامعة نورث وسترن الأميركية وأحد المشاركين في الدراسة:
'تُظهر نتائجنا بشكل مقنع أن التعرض لعامل خطر واحد أو أكثر غير مثالي قبل حدوث النتائج القلبية الوعائية يكاد يكون بنسبة 100%'.
وأضاف: 'يجب أن يكون هدفنا الآن السيطرة الفعالة على هذه العوامل القابلة للتعديل بدلًا من البحث عن مسببات نادرة أو غير قابلة للعلاج'.
تحدٍ عالمي في مواجهة أمراض القلب
ويرى الباحثون أن السيطرة على ضغط الدم، والكوليسترول، ومستوى السكر في الدم، بالإضافة إلى الإقلاع عن التدخين، تمثل حجر الأساس في الوقاية من أمراض القلب، مشيرين إلى أن هذه الخطوات الوقائية يمكن أن تقلل من معدل الوفيات والإصابات بنسبة هائلة.
تضارب مع دراسات سابقة
ولفتت الدراسة إلى أن نتائجها تتناقض مع بعض الادعاءات الحديثة التي تحدثت عن زيادة في الحالات القلبية المفاجئة التي تحدث دون وجود أي من عوامل الخطر التقليدية، معتبرة أن تلك الدراسات ربما أخطأت في التشخيص أو أغفلت مستويات منخفضة من عوامل الخطر لم تكن ضمن العتبات المعتمدة سريريًا.
دعوة للوعي الصحي وإدارة المخاطر
وفي تعليقها على الدراسة، قالت الدكتورة نيها باجيديباتي، طبيبة القلب في جامعة ديوك الأميركية، والتي لم تشارك في البحث:
'تُظهر النتائج بوضوح مدى أهمية إدارة المخاطر الصحية قبل أن تتفاقم وتؤدي إلى نتائج مميتة'، مؤكدة: 'يمكننا، بل ويجب علينا، أن نبذل جهدًا أكبر في الوقاية قبل العلاج'.
أهمية الدراسة لصنّاع القرار الصحي
ويرى الخبراء أن هذه الدراسة تقدم مرجعًا علميًا مهمًا لصنّاع القرار في مجال الصحة العامة، إذ يمكنها أن تساعد في توجيه السياسات الصحية العالمية نحو التركيز على الوقاية، وتحديد الفئات المعرضة للخطر مبكرًا قبل حدوث الأزمات القلبية أو الجلطات.
توصيات ختامية
وشدد الباحثون في ختام دراستهم على أن تبني نمط حياة صحي، يتضمن التغذية المتوازنة، وممارسة الرياضة، وتقليل استهلاك الأملاح والدهون، والابتعاد عن التدخين، يعد الطريق الأنجع لتقليل مخاطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، التي لا تزال السبب الأول للوفاة عالميًا.