اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢٨ تموز ٢٠٢٥
متابعات – نبض السودان
كشفت مصادر مطلعة عن خلافات عميقة تشق صفوف قوات الدعم السريع، وتحديدًا في أوساط مجموعة نائب رئيس الجمهورية السابق حسبو عبد الرحمن، وذلك إثر تجاوزها في التعيينات الوزارية داخل تحالف “تأسيس” الذي تم الإعلان عنه مؤخرًا.
خيبة أمل تتصاعد في صفوف الإسلاميين داخل الدعم السريع
أفادت المصادر أن مجموعة حسبو، والتي تضم قيادات بارزة ذات خلفيات إسلامية، باتت تشعر بتهميش واضح بعد أن هيمنت 'الحرية والتغيير' على المناصب الوزارية داخل الحكومة الموازية التي أعلن عنها تحالف 'تأسيس' بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وبمشاركة عبدالعزيز الحلو نائبًا له.
هذا التجاهل أثار ردة فعل غاضبة وسط المجموعة الإسلامية داخل الدعم السريع، والتي تعتبر نفسها جزءًا أصيلًا من كيان الحكومة الجديدة، لكنها وجدت نفسها خارج دائرة التأثير الحقيقي.
أبرز أعضاء المجموعة الغاضبة داخل الدعم السريع
تتألف مجموعة حسبو عبد الرحمن من شخصيات معروفة كانت تنتمي للحركة الإسلامية والمؤتمر الوطني قبل اندلاع الحرب، ومن أبرزهم:
وتُعد هذه المجموعة من أكثر المكونات التنظيمية تنظيمًا داخل الدعم السريع، ولها نفوذ واسع في مناطق عديدة، مما يجعل تجاوزها خطوة محفوفة بالمخاطر.
صراع خفي داخل 'تأسيس' بين الحلفاء
يبدو أن تحالف 'تأسيس' الذي تشكل بعد انقسام تنسيقية 'تقدم'، يعاني من تباينات حادة بين مكوناته، خصوصًا بعد أن رفضت مجموعة الحرية والتغيير التي يقودها حزب الأمة القومي برئاسة برمة ناصر، ترشيح حذيفة أبونوبة لرئاسة الوزراء.
الرفض قابله غضب عارم في صفوف الإسلاميين، الذين رأوا في الأمر إقصاءً سياسيًا ممنهجًا، يهدد مستقبل وجودهم في أي ترتيبات قادمة.
حذيفة أبونوبة يقود تمردًا داخليًا على الحكومة الموازية
أشارت المعلومات إلى أن الدكتور حذيفة أبونوبة بات يقود تيارًا معارضًا داخل التحالف، وبدأ بالفعل تحريض مقاتلين وأبناء قبيلة الرزيقات على رفض تشكيلة الحكومة الحالية، التي يترأسها محمد حسن التعايشي.
وحذرت المصادر من أن هذه التحركات قد تُفجّر الوضع داخل تحالف 'تأسيس' نفسه، خصوصًا وأن الدعم السريع يسيطر على نسبة 47% من الحكومة، مقابل 33% للحركة الشعبية بقيادة الحلو، ما يعني أن انقسام هذه الكتلة سيؤدي إلى انهيار التوازن الداخلي للتحالف.
خطر التشكيك الدائم يهدد كوادر الإسلاميين
ترى المجموعة الإسلامية أن استمرار تصنيفهم كفلول ومتهمين بالانتماء للتنظيم الإسلامي يهدد بإقصائهم الكامل من المشهد، مهما بذلوا من جهود أو تماشوا مع الخط السياسي الجديد.
واعتبرت المصادر أن هذه السياسات تحمل رسالة واضحة بأن الإسلاميين غير مرحب بهم، لا في 'تأسيس' ولا في أية ترتيبات مستقبلية، وهو أمر يثير القلق وسط العناصر التي كانت تعول على الدخول في التسوية السياسية عبر الدعم السريع.
دور خارجي في إقصاء الإسلاميين
وبحسب المصادر، فإن الفيتو المفروض على الكوادر ذات الخلفية الإسلامية لا ينبع فقط من الداخل، بل تدعمه قوى إقليمية ودولية، على رأسها الإمارات، وإسرائيل، والولايات المتحدة، والسعودية، وبعض الدول الإفريقية.
هذه القوى، بحسب المصادر، ترى أن محاربة الإسلاميين هدف استراتيجي في أية ترتيبات جديدة بالسودان، وهو ما يفسر رفض تعيينات محسوبين على المؤتمر الوطني أو الإسلاميين، حتى لو غيروا خطابهم أو تحالفاتهم.
إقالات مثيرة للجدل في مناطق سيطرة الدعم السريع
سبق إعلان الحكومة الموازية خطوات تصعيدية في مناطق نفوذ الدعم السريع، تمثلت في إقالة حكومات محلية تنحدر من خلفيات إسلامية، أبرزها إقالة محمد إدريس خاطر رئيس الإدارة المدنية في شرق دارفور.
وجاءت الإقالة عقب سحب الثقة من قبل المجلس التأسيسي التشريعي، واتهام حكومته بالتصرف في أموال خارج الموازنة العامة، في خطوة وصفها مراقبون بأنها ذات طابع سياسي أكثر من كونها إجراءً محاسبيًا.
التحالف على شفا تصدع داخلي
كل هذه التطورات تؤشر إلى أن تحالف 'تأسيس' مقبل على مرحلة من التوترات الداخلية الحادة، خاصة إذا أصر الإسلاميون داخل الدعم السريع على فرض وجودهم أو التهديد بالانشقاق أو العصيان السياسي والعسكري.
وتبقى إدارة هذا الصراع الداخلي التحدي الأكبر أمام حميدتي والحلو، وسط ضغط دولي وإقليمي على ضرورة إقصاء الإسلاميين تمامًا من المعادلة السودانية.