شراكة إماراتية أمريكية تُحدث ثورة في تقنيات الذكاء الاصطناعي

متابعات- نبض السودان

أعلنت وزارة الخارجية الأمريكية، الخميس، الكشف الرسمي عن المجمع الإماراتي-الأمريكي الجديد والمتكامل للذكاء الاصطناعي بقدرة 5 غيغاواط في أبوظبي، خلال حفل رسمي أقيم في قصر الوطن بحضور الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات العربية المتحدة، والرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب.

مجمع ضخم لخدمة مناطق الجنوب العالمي

يُعد هذا المجمع الأكبر من نوعه خارج الولايات المتحدة، حيث يضم مراكز بيانات للذكاء الاصطناعي متطورة تستوعب قدرة تصل إلى 5 غيغاواط، ويوفر منصة إقليمية متقدمة لشركات التكنولوجيا الأمريكية الكبرى، تتيح لها تقديم خدمات منخفضة التأخير لحوالي نصف سكان العالم الذين يعيشون ضمن نطاق 3,200 كيلومتر من الإمارات.

الطاقة النظيفة والتقنيات المتقدمة في قلب المشروع

سيتم تشغيل المجمع باستخدام مصادر طاقة متنوعة تشمل الطاقة النووية، الشمسية، والغازية، مع التزام صارم بتقليل الانبعاثات الكربونية. كما يضم المشروع حديقة علمية متخصصة في تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، ما يعزز مكانة الإمارات كمركز للابتكار والبحث العلمي في المجال.

شراكة استراتيجية بين أبوظبي وواشنطن

يقع المجمع على مساحة 10 أميال مربعة في إمارة أبوظبي، وسيتم تشييده بواسطة شركة G42 بالتعاون مع عدد من الشركات الأمريكية، ضمن إطار شراكة تحت اسم 'شراكة تسريع الذكاء الاصطناعي بين الإمارات والولايات المتحدة'، والتي تهدف لتعزيز التعاون في مجالات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة.

الإمارات تحرص على أمن التقنيات وحمايتها

أكدت الإمارات التزامها بحماية تقنيات الذكاء الاصطناعي المتقدمة من خلال تنفيذ تدابير صارمة لمنع إساءة الاستخدام وضمان التحكم في الوصول إليها، بالتعاون مع الولايات المتحدة لتعزيز بروتوكولات 'اعرف عميلك' (KYC) لتنظيم الوصول إلى موارد الحوسبة الحصرية للشركات الأمريكية الكبرى ومزودي الخدمات السحابية المعتمدين.

تصريحات قيادية تعزز التعاون

قال سمو الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان، رئيس مجلس الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة: 'الاتفاقية تعكس التعاون المستمر بين بلدينا في مجال الذكاء الاصطناعي، وتُجسد التزام الإمارات بريادة الابتكار وتعزيز التعاون العالمي، مما يعزز مكانة الدولة كمركز عالمي للأبحاث والتطوير المستدام'.

من جانبه، أشار وزير التجارة الأمريكي هوارد دبليو. لوتنيك إلى أن الاتفاقية تشكل 'شراكة تاريخية في الشرق الأوسط تعزز الاستثمارات الكبرى في مجال أشباه الموصلات ومراكز البيانات، مع ضمانات أمنية قوية لمنع تسريب التكنولوجيا الأمريكية، لتوسيع نطاق التكنولوجيا الأمريكية إلى شريك استراتيجي في المنطقة'.

الإمارات وريادتها في الذكاء الاصطناعي

تعد الإمارات من الدول الرائدة في تبني تقنيات الذكاء الاصطناعي على المستوى الحكومي والتجاري، حيث كانت أول دولة تعيّن وزيرًا للذكاء الاصطناعي على المستوى الاتحادي عام 2017، وأسست 'جامعة محمد بن زايد للذكاء الاصطناعي' عام 2019.

كما أطلقت الإمارات استراتيجية وطنية طموحة للذكاء الاصطناعي تهدف لجعل الدولة مركزًا عالميًا لهذا القطاع، مع تركيز على دمج الذكاء الاصطناعي في قطاعات حيوية مثل التعليم، الرعاية الصحية، النقل، والطاقة، مما يعزز دور الإمارات كلاعب محوري في مستقبل التكنولوجيا العالمية.