اخبار السودان
موقع كل يوم -نبض السودان
نشر بتاريخ: ٢١ أيلول ٢٠٢٥
بقلم: محمد عثمان الرضي
سجّل جهاز المخابرات العامة السوداني حضوراً نوعياً في مؤتمر أجهزة المخابرات العالمية المنعقد في العاصمة الأذربيجانية باكو، خلال الفترة من 21 إلى 23 سبتمبر الجاري، في حدث أمني رفيع المستوى شاركت فيه أكثر من 65 دولة من مختلف قارات العالم.
هذا الحضور لم يكن مجرد مشاركة رمزية، بل جاء في توقيت بالغ الحساسية، حيث يواجه السودان تحديات أمنية معقدة، أبرزها الحرب الدائرة مع مليشيا الدعم السريع، والتدخلات الخارجية التي تهدد وحدة البلاد واستقرارها.
أهمية المشاركة… وخطورة الغياب
المؤتمرات الأمنية العالمية ليست مجرد منصات للنقاش، بل تُعد بمثابة 'مطابخ القرار' التي تُطبخ فيها السياسات وتُعقد فيها الصفقات الأمنية، وتُبنى عليها مواقف الدول تجاه بعضها البعض. ومن هنا، فإن غياب السودان عن مثل هذه المنتديات يُعد خسارة فادحة، خاصة في ظل معركة مفتوحة تتداخل فيها الأجندات الإقليمية والدولية.
المشاركة تتيح للسودان فرصة ذهبية لتوصيل صوته، وتصحيح المفاهيم المغلوطة لدى بعض الدول التي تستقي معلوماتها من طرف واحد، كما تفتح الباب أمام تحييد الخصوم وكسب الحلفاء ، عبر دبلوماسية المخابرات التي تُعد من أخطر أدوات التأثير الناعم وأكثرها فاعلية.
لقاءات استراتيجية ومعلومات موثقة
وعلى هامش المؤتمر، عقد الفريق أول أحمد إبراهيم مفضل، المدير العام لجهاز المخابرات العامة، سلسلة لقاءات مع نظرائه من الدول المشاركة، قدّم خلالها *تنويراً شاملاً حول الوضع في السودان* ، مدعماً بمعلومات موثقة عن الجرائم والانتهاكات التي ارتكبتها مليشيا الدعم السريع بحق المدنيين، إلى جانب ملفات أخرى ذات طابع سري لم يُكشف عنها.
هذه اللقاءات تمثل فرصة نادرة لعقد تفاهمات أمنية، وتبادل المعلومات الاستخبارية، وبناء شبكات دعم إقليمي ودولي، خاصة في ظل تعقيدات المشهد الأمني العالمي، وتزايد التهديدات العابرة للحدود.
إعادة تموضع السودان دولياً
إدارة ملف العلاقات الخارجية كانت – ولا تزال – من أخطر الملفات التي استُهدف منها السودان، ويُعد تأمين هذا الملف ضرورة وطنية، لا سيما في ظل التحولات الجيوسياسية الراهنة. تحسين صورة السودان خارجياً لم يعد ترفاً سياسياً أو 'فرض كفاية'، بل أصبح 'فرض عين' تمليه ضرورات المرحلة، وما كل ما يُعرف يُقال.